آراء
السبت ١٩ مايو ٢٠١٢
أما أنا فأتعاطف قلباً وقالباً مع كل طالب يدرس في الخارج على حسابه مهما كانت ظروفه. ولا أظن أن إنساناً سيغامر بالدراسة والإقامة خارج وطنه لو لم يمتلك على أقل تقدير الحد الأدنى من الطموح في تغيير أحواله وتطوير ذاته. ولهذا فإنني أتمنى لو أن وزارة التعليم العالي -أو أي مؤسسة وطنية أخرى- تتبنى صندوقاً خاصاً لدعم الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات الأجنبية حتى تتم عملية ضمهم كلياً على البعثة. وليس صحيحاً أن كل من لم تنطبق عليه شروط البعثة غير جدير بالمساعدة أو الانضمام للبعثة. أعرف شاباً سعودياً درس الماجستير في كلية الصحافة بجامعة كولومبيا وعلى حسابه الخاص. أخبرني أن شروط البعثة لم تنطبق عليه. ومع ذلك أنجز تجربته العلمية بكل اقتدار. وأعرف شاباً سعودياً قُبل للتو للدراسة في جامعة هارفارد واضطر لتأجيل دراسته سنة كاملة من أجل البحث عن بعثة. وخارج دائرة الجامعات الشهيرة، يوجد العشرات من شبابنا الدارسين على حسابهم الخاص من المفيد أن يستوعبهم برنامج الابتعاث الذي سيلعب دوراً حيوياً في التنمية الوطنية خلال العقد القادم. أدرك أهمية التدقيق في ملفات المتقدمين للانضمام للبعثة من الدارسين على حسابهم الخاص. لكن الأمل أن يتم الإسراع في الإجراءات قبل أن يتمكن الإحباط من أولئك الشباب المنتظرين. ولهذا فإن فكرة كإنشاء صندوق مساعدة للدارسين على حسابهم قد تخفف…
آراء
الخميس ١٧ مايو ٢٠١٢
فيما تعلن «أطباء بلا حدود» أن قوات بشار الأسد تطلق نيران بنادقها ومدافعها على المستشفيات وتقتل الجرحى وتعتقل الأطباء، ينتشر «شبيحة» الأسد حتى خارج سورية للدفاع عن النظام وتبرير جرائمه. في الإعلام العربي اليوم «شبيحة» بعضهم ينتمي للمدرسة التي تخرج منها أولئك «الشبيحة» الذين يبطشون بالأبرياء في المدن والأرياف السورية. أنا مع حق التعبير لمن يريد أن يدافع عن نظام الأسد. وطبيعي أن يكون له مؤيدون وأنصار في داخل سورية وخارجها. لكنني ضد بعض «الشبيحة» في بعض المؤسسات الإعلامية العربية ممن يتهم كل من يؤيد الثوار السوريين بالعمالة وخيانة الأمة. أم أنني لا أعلم أن بشار هو حامى حمى الأمة ومحرر القدس وقاهر الصليبيين؟ لك الحق أن تحب بشار وأن تعتقد أنه رجل طيب لكنه محاط ببطانة فاسدة. لك أن تبحث له عن مبررات تؤكد شرعيته السياسية. ولك أن تظن فيه أحسن الظنون. لكنني لا أسمح لك لحظة أن تحاول الاستهتار بفكري ومعرفتي وأنت تظن أن بقدرتك أن تبيعني بضاعتك منتهية الصلاحية وأنت تكرر أن بشار يدافع عن فلسطين وفي حرب دائمة مع الصهاينة المستعمرين! يؤسفني وجود أصوات خارج سورية تردد أكاذيب النظام السوري فتصوره كما لو كان الضحية البريء وتُلبس الضحية لباس الإرهاب والإجرام. طبيعي أن يدافع النظام عن نفسه ويخفي جرائمه، لكنها جريمة أن نشارك في تبرير جرائمه…
آراء
الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٢
حين وقف خامس ملوك سومر "جلجامش" أمام مجلس الشيوخ في عاصمته أوروك حوالي عام 2900 قبل الميلاد، سألهم المشورة في قرار بالحرب ضد "آجا" حاكم كيش، مخاطباً إياهم بقوله: (دعونا لا نخضع إلى بيت كيش، دعونا ندكهم بالأسلحة). لم يكن أعضاء المجلس المنعقد آنذاك لجلسة عاجلة "يصفقون" طوال الجلسة للحاكم "جلجامش"، بل ناقشوه بكل ديموقراطية حول منطقية الحرب، وهل تستحق التضحية بشباب أوروك؟ ثم رفضوها ووافقوا على خضوع أوروك لشروط حاكم كيش بسيادته على كل بلاد سومر، الأمر الذي لم يقنع جلجامش القوي الذي يريد أن تخضع كلُّ بلاد سومر بما فيها كيش لحكم أوروك، لكن ما الخيار وقد رُفضت الحرب من قِبل عقلاء مجلس الشيوخ الذي يريد حقن الدماء وعدم الرمي بشباب أوروك إلى التهلكة؟ هنا، وفي حادثة ربما هي الأولى في التاريخ، لجأ الحاكم إلى "الدستور" واستخدم حق "الفيتو"، لنقض قرار مجلس الشيوخ، واتجه إلى المجلس الآخر "مجلس الشباب" أو مجلس العموم، باحثا عن موافقته لإعلان الحرب، لأن قرارا خطيرا كهذا لم يكن فرديا خاصا بالحاكم كما يبدو، بل لا بد من موافقة أحد المجلسين ليصبح نافذا. وافق مجلس الشباب أو مجلس عامة الشعب على الحرب، لكنها لم تحدث لأن "آجا" آخر حكام "كيش" قبل بخضوع عاصمته إلى أوروك من غير حرب بعد أن عرف أن جلجامش عزم…
آراء
الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٢
سمعت عن رجل أعمال دخل السجن بعد فشله في تسديد ديونه. ومن السجن، اتصل ببعض أصدقائه لإسعافه ببعض المال لكنهم فوجئوا به يسدد ديون رفاق السجن من المعسرين الذين أودعوا السجن لأنهم مديونون بعشرة أو عشرين ألف. سُئل: كيف تستدين لتطلق سراح غيرك وأنت غير قادر على سداد دينك؟ أجاب بأنه من المعيب أن يقبع الرجل في السجن بسبب مبلغ زهيد! تذكرت قصة هذا المفلس “الكريم” وأنا أشارك أمس وقبل أمس في مؤتمر عالمي تنظمه حكومة دبي حول قوانين الإفلاس وإعادة الهيكلة المالية. كان صادماً أن دول الخليج لم تؤسس بعد لقوانين إفلاس وأنظمة لإعادة الهيكلة المالية بعد إعلان الإفلاس. المعتاد عندنا أن من يعلن إفلاسه، وبعد جرد كل ما يملك من أصول، يودع السجن حتى يسدد ديونه! والسؤال هنا: كيف يمكن لمن أعلن إفلاسه تسديد ديونه إن تركناه في السجن؟ أما في حالة الشركات فلعل المسألة أكثر تعقيداً. جدولة ديون الشركات وإعادة هيكلة أوضاعها المالية تحتاج لأنظمة وقوانين شديدة الوضوح حتى لا تُستغل للتلاعب أو التهرب من المسؤولية. لكن الأمر – في ذات الوقت – يحتاج عملياً لبحث عن أفضل صيغة للتعامل مع المعسر (الصادق) الذي خذلته حساباته بحيث يمنح الفرصة (بشروط) من أجل النهوض من جديد. كيف أنتظر من معسر في السجن أن يسدد ديونه أو يعيد للناس…
آراء
الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢
لا يمكنني أن أتخيل اتحاداً خليجياً حقيقياً ما لم تتحقق عبره مصالح مباشرة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي. مواطني دول المجلس هم من يصنع الاتحاد الحقيقي. ومصالحهم المباشرة هي أكبر ضامن لهذا الاتحاد. لا يكفي أن يقرر أهل السياسة نيابة عن مواطنيهم في زمن ينادي فيه شبابه بالمشاركة في صنع القرار وبالتحديث السياسي وتطوير أدوات الإدارة والقيادة. ولا يمكن لاتحاد أن يبقى قوياً متماسكاً مالم تحرسه وترعاه مصالح الناس الحقيقية. لا أفهم كيف نتحدث عن اتحاد خليجي بينما السعودي المقيم أو المستثمر في دبي يدفع فواتير الكهرباء والماء لبيته و مصنعه مثله مثل مقيم قادم من آخر الدنيا وليس مثل جاره الإماراتي الذي يدفع أقل. ولا يمكن أن أتصور قيام اتحاد حقيقي و المواطن الإماراتي لا يدخل السعودية إلا بجواز السفر وليس ببطاقة الهوية. ولا يمكن قيام اتحاد حقيقي من دون مساواة في الامتيازات و الواجبات بين مواطني دول المجلس. و بعد ذلك، ما الذي يقصده أهل السياسة في الخليج بالاتحاد؟ هل سنرى وزير خارجية خليجي واحد؟ ووزير دفاع واحد؟ وسفير خليجي واحد في كل عاصمة خارج الخليج؟ أكتب هذه «المغامرة» قبل يوم من انعقاد القمة التشاورية وليعذرني القارئ الكريم إن كانت أسئلتي هذا الصباح خارج النص. لكنني مهتم كثيراً بفكرة الاتحاد. وأشك كثيراً في إمكانية تحقيقها. ويقلقني شعور قطاع…
آراء
الإثنين ١٤ مايو ٢٠١٢
نهدر الوقت ونحن نقضيه مع تلك النوعية من «السلبيين» حولنا. لم أعد أطيق حتى حواراً قصيراً مع إنسان سلبي لا يرى في التجربة سوى احتمال واحد هو الفشل. يغمرك بالمحاذير والمخاوف ويبتكر لك ألف صورة تشاؤمية تسقطك في الفشل قبل أن تخطو خطوتك الأولى. ولهذا فإن الناجح بيننا هو عادة من يحيط نفسه بالناجحين المتفائلين الذين يدفعونه للمغامرة المحسوبة. ما من قصة نجاح بلا قصص فشل. وما من قصة نجاح باهر خلت من مغامرات، بعضها محسوب وكثيرها غير محسوب. أغلب التجارب التي خضتها بنجاح ابتدأت بمغامرة. ندمت كثيراً أنني تأخرت في بعض المحاولات لأنني استسلمت لمحاذير الفشل وسمعت كلام من ينظر للحياة نظرة خوف وتردد وحذر. وصرت اليوم أهرب سريعاً ممن يبدأ حديثه بالمحاذير والمخاوف من الفشل. أنا أفشل يعني أنني أحاول. أنا أحاول يعني أنني مؤمن بفكرتي. أنا مؤمن بفكرتي يعني أنني –لا محالة- سأصل لأهدافي. أنا واثق من قدرتي على النجاح، على الرغم من مروري بمحطات فشل، يعني أنني سأنجح. نعم سأنجح. سأنجح. والفرصة التي لا تأتي اليوم سأذهب لها غداً. الخطأ الذي أقع فيه اليوم سأتجنبه غداً. سأطرق أبواب الناجحين كي أتعلم من مسيرتهم. سأنظر من بعيد لتجارب الفشل كيلا أمر بها. وسأعود يوماً لمن حاول تكسير مجاديف طموحي كي أخبره أنني أبحرت في مغامرتي ووصلت. سأكتب…
آراء
الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢
ما إن كتبت في تويتر -ساخراً- أن «المناظرات الرئاسية» شكل من أشكال التغريب حتى ردَّ عليّ كثيرون بتأصيل تاريخي يثبت أن المناظرات السياسية تراث إسلامي. وأنا لا أجادل في أن المناظرات، سياسية أو فكرية، هي مظهر حضاري يُعوِّد المجتمعات على الحوار وسماع وجهات النظر المختلفة. وأُدرك أن منطقتنا مقبلة على تحوّلات كبرى نأمل أن تفتح أمام أجيالنا القادمة أبواب المستقبل بعقلية تُجاري عصرها وبلغة قوامها المعرفة وقبول الرأي الآخر والتعايش السلمي مع أصحاب المذاهب والأديان المختلفة. لكنني أتعجب من قدرة البعض بيننا في النبش في التاريخ لتبرير أي موقف أو خطوة تخدم مصالحهم. وأنا لا أرى في ذلك أيّ مشكلة. لكن مشكلتي مع أولئك الذين يفصّلون تهماً من مثل «التغريب» حسب مقاساتهم هم ومصالحهم وأجنداتهم. فمن يدعو لدور إنساني وحضاري للمرأة في مجتمعنا يواجه مباشرة بتهمة التغريب وتقزيم قضية المجتمع في الدعوة للاختلاط والانفلات. وهؤلاء يدركون أن في تاريخنا الإسلامي، القريب والبعيد، شواهد كثيرة تثبت أن ديننا الحنيف يمنح المرأة حقوقاً في المشاركة والعمل والحياة من يدعو لها اليوم يصادر فكره بتهمة «التغريب» وأخواتها. ولو قلنا بحرية التفكير لاتهمنا بأننا ليبراليون علمانيون ملحدون وشياطين تمشي على الأرض فيما تاريخنا الإسلامي مليء بشواهد كثيرة لحوارات فكرية قادت لمذاهب دينية وأفكار متقدّمة أكثر تنويرية مما يدعو له أهل التنوير من مثقفينا المعاصرين.…
آراء
الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢
على غرار المناظرات التي تقام بين المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، وفي حالة جديدة لم يألفها العرب، تابع المشاهدون عبر شاشتي "دريم" و"أون تي في"، مناظرة أقيمت بين أهم مرشحي انتخابات الرئاسة في مصر وهما الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، و"الإخواني" السابق عبدالمنعم أبو الفتوح، وربما تم تجاهل بقية المرشحين لقلة حظوظهم في الفوز بمقعد الرئاسة. المناظرة الرئاسية التي شكلت الحدث الأبرز على الشاشات العربية الأسبوع الماضي تهم المصريين بالدرجة الأولى لأنها تساعدهم على اتخاذ قرار الانتخاب عن قناعة بعد الاطلاع على أفكار ومرئيات المرشح، لكنها أيضا جديرة بالاهتمام من باقي العرب نظرا للثقل الذي تشكله مصر في الوطن العربي، فمَنْ في دول "الربيع العربي" يستفيدون من التجربة، ومن في دول "الاستقرار" يطلعون على فكر كل من الرجلين، وبالتالي يعرفون طبيعة السياسة التي سيتعاملون معها عند فوز أحدهما. الغريب في الأمر أن المناظرة تم بثها على قناتين فضائيتين خاصتين، وليس على إحدى القنوات الرسمية، ولعل سبب ذلك أن اختيار اثنين من المرشحين وتجاهل الآخرين أمر قد يضع القنوات الرسمية في مأزق، أما القنوات الخاصة فلا إشكالية لديها لأنها تبحث عن ربحيتها ورفع نسبة مشاهدتها. ظل المرشحان واقفين على رجليهما يتجادلان ويجيبان على التساؤلات حوالي ثلاث ساعات بالرغم من تجاوزهما لمرحلة الشباب، لكن الأكيد أن…
آراء
السبت ١٢ مايو ٢٠١٢
من تابع قناتي «الجزيرة» أو «العربية» في مصر مساء الخميس الماضي؟ بالتأكيد لا أحد، ذلك أن قناتين محليتين اتحدتا لنقل مباشر لأول مناظرة بين أبرز مرشحين للرئاسة التي ستجري بعد أسبوعين، ولم تستطع أي من الفضائيات العربية الإخبارية إقناع المرشحين بالتناظر من على منصتها. نتيجة طبيعية للتحولات التي طرأت ولا تزال على الإعلام العربي، في واحدة من أهم ارتدادات الربيع العربي، أهمها عودة المشاهدين إلى قنواتهم الوطنية والمحلية، فالحرية التي طالما دعت لها «الجزيرة»، قد تقضي على الفكرة التي قامت عليها واحتلت بمقتضاها موقعاً في تاريخ الإعلام العربي بأن تكون «القناة الإخبارية العربية المتعدية للحدود». بت مدركاً أكثر لهذه التحديات الجديدة بينما أخطط لإطلاق قناة «العرب» الإخبارية في عالم مزدحم بالقنوات الإخبارية الموجهة الى العالم العربي. فهناك تحولات ثلاثة مهمة، اثنتان نختص بهما نحن العرب وهما من نتائج الربيع «ارتفاع سقف الحرية في المحتوى والترخيص» و «تحول الجمهور نحو المحلية». الثالث يعم الإعلام عموماً حول العالم، وهو التغيرات التقنية والتداخل بين «أدوات» الإعلام المتعددة والإعلام الجديد. في ما يخص الحرية، فإن الربيع العربي حرم قناة كـ «الجزيرة» من ميزة حدية تمتعت بها 15 عاماً منذ انطلاقها نهاية التسعينات، وهي «الجرأة»، فقبل عام ونيف، كان التونسي أو المصري يرى أمامه تظاهرة أو اعتصاماً فلا يسمع تفاصيله ويرى صوره إلا من «الجزيرة»…
آراء
السبت ١٢ مايو ٢٠١٢
نعم أكره شِكسبير ليس فقط لأنه كان سبباً في يوم من الأيام لحصولي على علامة متدنية في امتحان الـ(توفل) حيث طُلِب منا، وقد تخرجنا للتو من الثانوية العامة، أن نكتب نقداً لقطعة أدبية كتبها شكسبير، وانتهى وقتُ الامتحان ولم أستطع أن أفك رموز ذلك النص. ولكنني أكرهه أيضاً لأن الحب الذي تصنّعه في (روميو وجولييت) كان مُبتذلاً وباهتاً وكأنّه حُبّ آليّ مبرمَج. بالله عليكم، كيف يموت أبطال قصة في نهايتها! أجزمُ بأن شكسبير لو عاش في زمن بوليوود لأحرقه الهنود حياً بعد انتهاء العرض. أما المعاناة الساذجة للبطل (عُطيل) فهي الحبكة الوحيدة، تقريباً، التي نستخدمها في مسلسلاتنا البدوية التي ازدهرت وانتشرت على قنواتنا العربية منذ نهاية الثمانينات، إلا أن الفرق هو أن البطل أو البطلة (أي من يُمثل عطيل أو ديمونة) في مسلسلاتنا، يموت أحدهما بعد الحلقة الثالثة أو الرابعة، فتبدأ رحلة البكاء والنواح ولبس السواد والرغبة من الانتقام، أيّ انتقام، ترافقها موسيقى حزينة جداً إلى نهاية المسلسل. أكره شكسبير لأن كتاباته لا تصلح إلا لعصره، ولو حضر أحدكم عرضاً لإحدى مسرحياته في لندن اليوم فلن يجد سوى قصص إنجليزية باردة كشتاء إنجلترا الرمادي، تشعرني وكأن البلاط الملكي في عهده قد شكّل لجنة لكتابتها. إلا أنني لا أستطيع أن أحكم على شِعره، ولا أريد أن أصير خبيراً ولا ناقداً للأدب…
آراء
السبت ١٢ مايو ٢٠١٢
ليلة البارحة، هجمت عليّ أعاصير «الصداع» من كل جهة. ابتأست. تمنيَّت لو أن الصداع تقدّم أو تأخَّر ليلة واحدة. فقد كنت على موعد عشاء مع أصدقاء افتقدت جمعتهم منذ أشهر. وبعد جرعة من الأدوية، اختلط فيها «البنادول» بـ«الزنجبيل»، غبت في نومة عميقة كأن «الصداع» تآمر لجري نحوها. استيقظت وكأنها ولادة جديدة. لكأنني رأيت ما لم أكن أراه خلال الأشهر القليلة الماضية. كنت وحيداً أصارع الأحلام والضغوط والآمال التي لم تتحقق. تضيق بنا الدنيا حينما نسجن أنفسنا في همومنا. أو حينما نظن أن للضوء نافذة واحدة. وحينما استيقظت تذكّرت أن في الحياة ما لايُقَّدر بثمن. هل لا بد من ساعات «صداع» قصيرة كي نتذكر أن الحياة جميلة بالصحة والتفاؤل وأن للضوء أكثر من نافذة؟ أم هي طبيعة إنسانية أن ندرك قيمة الأشياء لحظة فقدها؟ كثيراً ما نحتاج لما يذكرنا بقيمة ما نملكه ولا ندركه. وربما نحتاج لبعض التجارب المؤلمة لتذكيرنا ألا نظن أن ما عندنا، من مال أو صحة أو جاه، ملك أزلي لا يمكن خسارته. إذن لا تبتئس إن حاصرتك أعاصير العوز والضيق. ولا تيأس إن طرقت أبواباً حسبتها «على مصراعيها» فوجدتها مغلقة يتجاهل من خلفها نداءاتك. ولا تكتئب إن ضاقت بك السبل وكدت تصدق أن النفق لن يقودك إلى نقطة ضوء. ولا تأسف على فرصة تكاد تلمسها فطارت من…
آراء
السبت ١٢ مايو ٢٠١٢
ماذا بعد الفوز بهدوء الواثق تعتلي المنصة وتواجه الجمهور، ترسمك الابتسامة قبل أن ترسمها بحب، تحملك السعادة ويحيط بك الفرح من كل جوانبه. إنها اللحظة التي كنت تنتظرها، اللحظة التي عملت بجهد وسخرت كل وقتك وإمكاناتك لها، يتم تقليدك وسام الانتصار، أنت الفائز الآن، المركز الأول من نصيبك، يصفق بحرارة لك الجمهور، وينفض السامر! ثم ماذا بعد؟ ماذا بعد الفوز والمركز الأول؟ وأنت تتوهج ببريقك .. لا تنسى من انطفأ نوره لأجلك الحقيقة أننا في معارك الحياة لسنا وحدنا، هناك من ساعدنا وبحب أخذ بأيدينا، وهناك من وجهنا وآمن بقدراتنا، وأيضاً في المقابل هناك الكثير من وقف ضد طموحاتنا وأحلامنا، وبسلبيته غير المبررة ساهم في تعثرنا وتشتيت أهدافنا. في غمرة الفرح أحياناً ننسى من أهدانا شمعة أنارت لنا دروبنا. ونحن في قمة السعادة نتناسى من تسلق جبل الشقاء معنا. كيف تدير ظهرك وتتابع الحياة.. لشخص علمك معاني الحياة يقال أعمل الخير وأرمه في البحر، وأجزم أن بحارنا ممتلئة بكثير من الخيرات لأشخاص لم يتحدثوا عن أعمالهم أبداً. ما زلنا نتعلم من هؤلاء المميزين الذين يلتزمون الصمت والتواضع في عمل الخير، ما زلنا نتعلم منهم قدرتهم على نشر المحبة ومساعدة الآخرين بحب وصمت. جميل أن تكون جميلاً من الداخل، أن تعمل الخير وتساعد الناس على عمل فاضل والأفضل أن لا تتحدث…