آراء
الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢
اتفقنا، أنا وصديقي، أن الطائفية من مهددات السلم الاجتماعي في الخليج. وأنها قد تكون أداة تستغلها دولة مثل إيران لإشعال فتيل الفتن بين مجتمعات الخليج. قال صديقي إن من الخطأ الفادح أن نتهم كل شيعي في الخليج بالولاء لإيران أو التعاطف مع مشروعها السياسي في المنطقة. اتفقت معه وذكّرته بما قاله لي يوماً الباحث السعودي الدكتور توفيق السيف عن التهمة (الكليشية) التي -مع الأسف- تجعل كل مواطن شيعي في زاوية ضيقة كما لو أنه مطالب دوماً بإثبات براءته من إيران. إنه متهم بإيران حتى يثبت براءته. توفيق السيف يحذر من الخلط بين الارتباط بمرجعية دينية في قم وبين التبعية السياسية لطهران. بل وطالب بعودة المرجعيات الشيعية المؤثرة في الخليج مثلما كانت في السابق. ما الذي يمنع من وجود مرجعيات وجامعات شيعية في الخليج؟ ألا يمكن أن تقطع هذه المشروعات الطرق أمام من يريد استغلال وجود بعض طلاب الخليج من الشيعة في الجامعات الإيرانية وتوظيف بعضهم سياسياً لصالح المشروع الإيراني؟ لا بديل لدول المنطقة سوى احتواء شبابها -من كل الطوائف- بالمعاملة المتساوية في التوظيف والامتيازات. ومن يخرج منهم عن دائرة «الولاء الوطني» -سنياً كان أو شيعياً- عندها يكون التعاطي الأمني من دون تعميم على كل أفراد العائلة أو المنطقة أو المذهب. الطائفية ورقة لن تستخدمها إيران وحدها لخدمة مصالحها السياسية، ولكن…
آراء
الثلاثاء ٢٤ أبريل ٢٠١٢
هل من مشروع سياسي مشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة؟ أم أن كلاً يغني على ليلاه؟ أين الرؤية الاستراتيجية المشتركة لدول المجلس خاصة تلك التي تتعلق بالمخاطر التي قد تهدد أمنها؟ هل لدى دول الخليج رؤية موحدة تجاه اليمن ومستقبله؟ والاستفزازات الإيرانية التي تزداد كلما زاد الضغط الدولي على طهران؟ وكيف ستكون علاقات دول المجلس بالأنظمة الجديدة في بلدان الربيع العربي ذات الصبغة الدينية؟ أكثر ما أخشاه أن تدار هذه الملفات بالبركة. التحديات الراهنة تتطلب وعياً سياسياً جديداً وإدارة ذات إيقاع سريع للتعاطي مع الملفات الإقليمية الساخنة. نحن فعلاً محاطون بمخاطر حقيقية. وهي تحتاج إلى إدارة مختلفة، سريعة ومباشرة وجريئة. الإيقاع البطيء لعملية اتخاذ القرار السياسي في بعض دول المجلس قد يُوجِد المزيد من المشكلات لدول المنطقة بأسرها. وعقلية «الأخ الأكبر» مقابل «الأخ الأصغر»، في العمل السياسي، ولّى زمانها. اللعبة السياسية الإقليمية تقوم على سرعة الحركة وإجادة التفاوض مع اللاعبين الأذكياء، صغاراً كانوا أم كباراً. إن دول الخليج اليوم بحاجة لفريق «إدارة أزمات» مشترك، يتجاوز المشكلات البينية الصغيرة وينظر للصورة الأكبر. فاحتلال إيران لثلاث جزر إماراتية ليس قضية إماراتية فحسب. إنها فعلاً قضية خليجية بامتياز. ومشكلة الحوثيين على الحدود السعودية ليست فقط مشكلة سعودية. إنها لعبة إيرانية ضد دول المنطقة كلها وليس فقط من أجل…
آراء
الإثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢
أفكار التعاون بين دول مجلس التعاون كثيرة لكنها معقدة. ما أسهل التنظير وما أصعب التطبيق. أحياناً كثيرة، ما في حسابات المثقفين ليس بالضرورة أن يكون في حسابات السياسيين. وما يراه صانع القرار قد يختلف كلياً عمّا في بال المثقف، ممن يُنظّر حول الاتحاد أو التعاون الخليجي. لكن المؤكد أن منظومة دول المجلس أمام تحديات إقليمية ومحلية خطرة. ومن الضرورة مواجهتها جماعياً حتى لا تنفرد تلك المخاطر بدول الخليج واحدة بعد الأخرى. من هنا يأتي الإلحاح على إيجاد مناخ من التعاون بين دول المجلس. لكن المؤكد -أيضاً- أن تعاون الأنظمة السياسية لن يحقق مبتغاه ما لم يرتبط بمصالح الشعوب مباشرة. ولابد من تضحيات وبعض تنازلات. يعلق قارئ كريم على الجزء الأول من هذه السلسلة بأنه من الضروري أن تهتم كل دولة خليجية أولاً بمواطنيها. وهو محق في ذلك. فالمساواة في الامتيازات -كل في دولته- خطوة مهمة للحد من التباين في الامتيازات من دولة لأخرى. وإلّا -كما علق قارئ آخر- سيتهافت مواطنو عمان والسعودية للعمل والإقامة في الإمارات وقطر والكويت. لكن تجربتي الإمارات وقطر التنموية -تلك التي انعكست بأشكال إيجابية كثيرة على مستوى معيشة المواطن في الدولتين- جديرة بالقراءة والدراسة. التنمية التي تدفع بمستوى معيشة المواطن للأفضل تصنع مجتمعاً قوياً. والمجتمع القوي يصنع دولة قوية. ومتى ما كانت البنية الوطنية متماسكة انعكس…
آراء
الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٢
يقول صديقي إنه لا يفهم كيف تشتكي قطر والإمارات من مشكلة التركيبة السكانية، في ظل غلبة العمالة الأجنبية، فيما تعاني عمان و السعودية من مشكلة خطيرة هي بطالة شبابها. سأل: «لماذا لا تعمل دول مجلس التعاون على مشروع ضخم لتأهيل الشباب السعودي و العماني، ممن لم يجدوا فرص عمل في بلدانهم، للعمل في الإمارات و قطر». قلت له: لكن تعلم أنني دوماً أنادي بالتأهيل قبل التوطين». قال: «صحيح: لكن أعطوهم فرصة و من ينجح يستمر و من يفشل يعود لبلاده عاطلاً مثلما كان»! اتفقنا أن مشكلة البطالة في أي دولة خليجية قد تشكل مشكلة حقيقية للأمن القومي الخليجي المشترك. وبالتالي فإن شركات القطاع الخاص في دول الخليج حينما تستوعب بعض العاطلين من شباب المنطقة إنما تصيد عصفورين بحجر واحدة: تسهم – ولو بشكل محدود – في حل مشكلة التركيبة السكانية و تساعد في استقطاب شباب المنطقة وتوظيفهم قبل أن يزداد الحنق بهم فيُستغلون فيما قد يهدد أمن دول المجلس. أوجه التعاون فيما يمس مصالح إنسان المنطقة كثيرة. فحينما تفتح الجامعات في الخليج أبوابها لطلاب المنطقة فهي تسهم في دعم التوجه نحو مزيد من التلاحم بين شباب الخليج. وحينما يُنجز «قطار الخليج» ليربط دول المنطقة كلها بخط يُسهل السفر والتنقل بين أبناء الخليج سيشعر الناس عندها بالإنتماء لذات المكان. وحينما يختفي…
آراء
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٢
أهلاً وسهلاً بكم في «عملية» السلام السورية. لكي تفهموها جيداً، يجب أن تقرأوا تاريخ وتفاصيل عملية السلام البوسنية وهي معقدة واستغرقت نحو 5 أعوام، أو النسخة الكوسوفية المختصرة التي استمرت لعام ونصف عام فقط. ولكن إياكم والمقارنة أو حتى الاطلاع على تفاصيل عملية السلام العربية الإسرائيلية، فهذه حالة استثنائية تماماً مثل الطرف الإسرائيلي فيها، وهو فوق المحاسبة والتدقيق ويتمتع بحماية أميركية تشمل الحماية من الفيتو وقبول كل أعذاره ومبرراته. للأسف أن فنون التسويف وتمييع عملية السلام التي طورتها واستخدمتها إسرائيل متاحة للنظام السوري محاكاتها والاستفادة منها، بخاصة أنه يتحول كل يوم إلى «قوة احتلال» فاقداً موقعه السابق كنظام شرعي حاكم وإن كان قمعياً وطائفياً. بالطبع هناك فوارق تصب لمصلحة إسرائيل مثل أنها ديموقراطية على الأقل في إطار الشعب اليهودي وتستخدم الرصاص المطاطي في مواجهة المتظاهرين، وكل الأمرين يفتقدهما النظام السوري فليس هو بالديموقراطي مع قاعدته «العلوية» ولم يتورع عن استخدام الرصاص الحي من أول يوم للتظاهرات. وليس في ذلك تبرير أو تقليل لجرائم إسرائيل وإنما مقاربة مستحقة بين نظامي احتلال. لعملية السلام السورية مبادرة محددة، هي خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان، وما لم يحافظ الثوار السوريون على زخم قضيتهم داخلياً وخارجياً، فسوف يستبدل الإعلام أخبارهم بأخبار «عملية السلام». سنسمع تصريحات من نوع: على النظام السوري أن يكون إيجابياً أكثر…
آراء
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٢
في عام 1997 أخذني أحد أصدقائي إلى مقهى للإنترنت وقال: «سأفتحُ لك صندوقاً بريدياً يُدعى هوتميل» فقلتُ له إن والدي لديه صندوق بريدي وأستقبل كل المراسلات البريدية من خلاله، فضحك وقال لي بأن البريد الإلكتروني هو «العالم الجديد». كانت تلك مرحلة الانبهار العظيم بالنسبة لي؛ فلم أكن أعلم بأنني لم أكن أعلم بوجود عالم آخر اسمه الإنترنت، وكم كانت فرحتي عظيمة عندما بدأتُ أراسل الناس من عنوان أول بريد إلكتروني لي – ما زلتُ أحتفظ به إلى اليوم – الذي كلما أرسلتُ منه رسالة إلى شخص ما، أنتظر ردَّه بشوق ولهفة أمام الكمبيوتر لساعاتٍ طويلة. ولم تمضِ سنوات قليلة حتى حلّ البريد الإلكتروني محل البريد التقليدي تماماً، وصار الناس يملكون عدة عناوين في شركات مختلفة كياهو وغوغل. ولكن ما لم يتوقعه أحد هو أن ينتهي زمن البريد الإلكتروني الذي نعتبره أحد المسلمات الحياتية، كالسيارة والطائرة والكمبيوتر وغيرها. فقبل عام أطلق (تيري بروتون) رئيس شركة (أتوس) الفرنسية المتخصصة في تقنية المعلومات، مبادرة قال فيها إن شركته ستكون خالية من البريد الإلكتروني تماماً خلال ثلاث سنوات، وذلك لأن البريد الإلكتروني، حسب قوله، هو من أكثر الأشياء التي تضيع وقت الموظفين. وبسبب تطور التقنية، سيصبح ما يعرف اليوم بـ«طوفان المعلومات» أحد أخطر التحديات التي تواجه الشركات في السنوات القادمة، وخصوصاً إذا علمنا بأن…
آراء
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٢
لي صديق كل مرة يقرأ فيها مقالي يتصل بي معاتباً: يا أخي أكتب في المفيد. وأرد عليه: الله يسامحك؛ هل كل هذا الجهد في الكتابة اليومية ضياع وقت؟ ثم رميت الكرة في مرماه وسألته أن يقترح فكرة لمغامرتي اليوم. قال: بسيطة. أكتب عن المواطن الخليجي الذي يقيم في دولة خليجية غير دولته. فابتهجت لأنني وجدت عليه ممسكا: هذا دليل أنك تنتقد لمجرد النقد؛ لقد كتبت عن مجلس التعاون وإحباط مواطني دول المجلس من جراء وعود التعاون التي لم تحقق. قال معانداً: مهما كتبت لا يكفي. قلت له: دعني أدون أفكارك هنا: ما ذا في بالك اليوم؟ قال: أغلب مسؤولينا في الخليج يتفنن في تصريحاته وخطاباته عن أهمية التعاون بين أهل الخليج لكننا لم نر إلا القليل على الأرض. دعني أضرب مثلاً: لو كنت رجل أعمال إماراتي، هل ستعامل بمثل معاملة قرينك السعودي في المناقصات الحكومية؟ أجبته – صادقا – أنني لا أعرف. أضاف: أنت تقيم في الإمارات منذ ثماني سنوات، هل قيمة فواتير الماء والكهرباء التي تصلك هي ذاتها التي تصل جارك الإماراتي؟ قلت: هنا أستطيع أن أجيبك: لا! قال: ما الذي يمنع أن يعامل الخليجي المقيم في الإمارات نفس المعاملة فيدفع نفس الرسوم المخفضة التي يدفعها شقيقه الإماراتي؟ ثم أضاف: لماذا لا يعامل الخليجي نفس المعاملة في الدولة الخليجية…
آراء
الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٢
في ثمانينات القرن العشرين أدهشني التشكيلي والمهندس المعماري ماهر حميد بدراساته عن العمارة المستقبلية في "ألف ليلة وليلة".. وهذه الأيام أتابع تساؤلاته عن الحضارة السومرية وترجماته لبعض نصوصها، ساعيا إلى دعم الرأي الذي يقول إنها جزء من حضارات بلاد الرافدين وليست دخيلة عليها كما ترى دراسات تعتبر السومريين جماعة جاءت في الألف الرابع قبل الميلاد من مكان مجهول إلى المنطقة ثم أنشأت حضارة في المنطقة، وبعد مئات السنين هاجرت أو اختفت.. ثم قامت بعدها حضارات أخرى، وهذا ما يعمل "ماهر" على دحضه مؤكدا في حواراته مع أعضاء "مقهى الحنافل" على الفيس بوك، أن حضارة بهذا الرقيّ لا يمكن أن تنشأ من فراغ وينقرض أصحابها. عند الكشف عن الحضارة العراقية في القرن التاسع عشر أثيرت التساؤلات حول السومريين كشعب، وهناك من اقتنع بوجودهم مستدلا بلغتهم. أما من رأوا أنه ليس لهم وجود حقيقي تاريخيا وأنهم ليسوا إلا الأكاديين والبابليين والآشوريين، فقد ارتكزت نظريتهم على أن "السومرية" ليست إلا لغة سرية ابتكرها البابليون ليستخدموها بطقوسهم الدينية ومدارسهم التعليمية. وهذه الفكرة بالذات سعى الباحث والمؤرخ العراقي نائل حنون لإثباتها عبر خمس سنوات درس خلالها آلاف المفردات السومرية والأكادية.. وتوصل إلى أن "السومرية" ظاهرة كتابية وبالتالي فـ"السومريون" هم أسلاف الأكاديين الذين اخترعوا هذه اللغة المدوَّنة. وفي نظرية الباحث حنون أن العقيدة الدينية لسكان بلاد…
آراء
الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٢
من لا يسأل لا يتعلم. ومن يبحث عن المعرفة عليه أن يبدأ في الأسئلة. أن يعرف كيف يسأل. وماذا يسأل. ومتى يسأل. السؤال هو ما يلهب فضول المعرفة. والأسئلة الجيدة تقود لمزيد من الأسئلة. ولولا السؤال ما عرفت الإنسانية طرق الإبداع والابتكار والإنتاج. الأستاذ في البلدان المتحضرة يمتدح طالبه بأن «أسئلته كثيرة.» وعندنا ينتقد الأستاذ طالبه لأن «أسئلته كثيرة». السؤال من صميم عملية التعليم. والثقافة التي تكبت الأسئلة، تحرمها، إنما هي ثقافة تؤسس للنفاق والإزدواجية. وتقمع رغبة الفرد على التفكير المستقل. فالسؤال يفتح آفاقاً واسعة للإبداع والابتكار. ثقافتنا تمتدح الصغير الذي لا يتكلم في حضرة الكبار. فينشأ الفرد على قمع أفكاره وكبت أسئلته. المعلم ينزعج من أسئلة تلميذه. وأستاذ الجامعة يتحسس من أسئلة طلابه. وكأن السؤال يعني أن تكون الإجابة جاهزة وكاملة. كم مرة سألت في الفصل الدراسي بجامعاتي الأمريكية وكان الرد: لا أعرف. أو سأجيبك في الدرس القادم. أو: سؤال جيد، دعني أفكر فيه. وحينما أسأل لا يعني أن الطرف الآخر ملزم بالإجابة وإلا صنف في دوائر الجهلة وقليلي العلم. ما أكثرهم بيننا أولئك الذين يتحايلون على السؤال ويتملصون منه. ما المشكلة إن لم تعرف الإجابة؟ ألن يحفزك السؤال للبحث في الإجابة؟ ولماذا تأبى كبرياؤنا إلا أن ندعي معرفة لا نملكها؟ ولماذا تأخذ بعضنا العزة بالإثم فيصر على معرفة…
آراء
الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٢
بعض الغاضبين بيننا على نجدت إنزور وفيلمه القادم «ملك الرمال» نسوا أنهم -حتى الأمس القريب- فضلوه على القريب وأنزلوه منزلة لم يحظ بثلثها كل المنتجين والمخرجين في الخليج. قلنا مرة بعد أخرى إن خير الاستثمارات خليجياً هي تلك التي تستثمر في أبناء بلداننا من مثقفين ومبدعين، وأن شراء «الوفاء» عبر المشروعات الضخمة التي تمنح لأمثال نجدت إنزور سيتحول إلى عداء في أقرب فرصة. في الخليج اليوم قامات إبداعية مبهرة في الطب والعلوم والإعلام والفنون. وفي الإعلام خصوصاً، تقود المؤسسات الإعلامية الخليجية مشهد الإعلام العربي. لكن كثيرها تصنع نجومها من خارج حدودها. وما زال بعض جماعتنا «مغرز» في الثمانينات من القرن الماضي حينما كانت المجلات اللبنانية وبعض الإصدارات من لندن تتسيد المشهد. تغيرت المعادلة في العشرين سنة الماضية وأصبحت بلدان الخليج مؤثرة في الإعلام وصناعة الرأي العام العربي. لكن مؤسساتنا الإعلامية ما تزال أسيرة لفكرة قديمة مفادها أن الإعلامي الناجح هو من يرتدي ربطة العنق ويتحدث لهجة غير الخليجية. وفي بعض فعالياتنا ومنتدياتنا الإعلامية ترى المنظمين -من بني جلدتنا- أسرى لحالة «الانبهار» بأسماء عربية من مدرسة عفى عليها الزمن ، لا تعيش اليوم ولا تجيد لغته. ومع ذلك تعطى المنصات الرئيسة والصفوف الأمامية. هذه ليست دعوة لإقصاء القدرات الإعلامية المهنية من خارج دول الخليج. لا أبداً. لكنها دعوة أن تعطى المواهب…
آراء
الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٢
رب ضارة نافعة. فلو لم يزر أحمدي نجاد، قبل أيام، جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، في موقف استفزازي غير مستغرب على السياسة الإيرانية، لما شهدنا خطاباً خليجياً جديداً أكثر جرأة في طرحه للخطر الإيراني. دول مجلس التعاون الخليجي تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه خطابنا الإعلامي المتباين في ردات فعله تجاه استفزازات إيران. من قال إن مقالا في صفحة رأي بصحيفة خليجية إنما يمثل موقفاً سياسياً للدولة التي تصدر منها الجريدة؟ فيما الساسة الإيرانيون يمررون عبر «كاهان» وغيرها رسائلهم الاستفزازية ثم يعلقون «إن كاهان لا تمثل الموقف الرسمي الإيراني»، كانت الصحافة الخليجية لوقت طويل تتحاشى النقد المباشر لسياسات إيران الاستفزازية في المنطقة. اليوم انكشفت اللعبة الإيرانية، من إطلاق النار على المتظاهرين في سوريا، إلى تسليح الحوثيين في اليمن، ومن إثارة الفتن الطائفية في الخليج إلى زيارة أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى. اليوم لم يعد التعاطي مع الغطرسة الإيرانية بـ«الديبلوماسية» الهادئة تجدي. وأصحاب الرأي، من محللين وكتاب رأي، لا يمثلون موقفاً رسمياً لبلدانهم. ولهذا تأتي صناعة خطاب إعلامي خليجي – بلغة أكثر مباشرة ومواجهة – ضد الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية وضد ألاعيب إيران الخطيرة في المنطقة ضرورة ملحة من الخطأ تأخيرها. اتركوا الإعلام الخليجي يكشف المزيد عن الداخل الإيراني وحينما تحتج الخارجية الإيرانية جاوبوها بنفس الطريقة: «كاهان لا تمثل موقفكم الرسمي…
آراء
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٢
أتعامل كثيراً مع سؤال صار عندي معتاداً: وهل انتهت قضايا البلد حتى تكتب في هذا الموضوع؟ لا يا أخي! لم تنته قضايا البلد ولن تنتهي. وهي كثيرة وشائكة ومهمة. لكن ماذا تريدني أفعل؟ هل أكتب كل قضايا البلد، الكثيرة والشائكة والمهمة، في مقالة واحدة؟ هل أناقشها جميعها في يوم واحد؟ ثم أتوقف بعده عن الكتابة لأنني قد كتبت وعالجت كل قضايا البلد في مقالة واحدة؟ لا حل أمامي غير هذا. لأني إن كتبت عن قضية واحدة لا بد أن «ينط» أحدهم محتجاً: وهل انتهت قضايا البلد حتى تكتب في هذا الموضوع؟ كتبت عن أهمية الحوار بين تيارات المجتمع المختلفة جاءني من يسأل: وهل انتهت قضايا البلد؟ وآخر اقترح أن أكتب عن البطالة. أقسمت له أنني كتبت – وكتب غيري – كثيراً عن البطالة. هل أخصص يومياً مقالاً عن البطالة؟ ومع ذلك فلن أسلم وسيأتي من يسأل: ذبحتونا بالبطالة، ماذا عن سوء الطرق؟ البعض – معذوراً – يرى في قضيته «أم القضايا». وما غيرها لا يستحق الكتابة والاهتمام. هذا خطأ. قضيتك مهمة. لكن قضايا غيرك أيضاً مهمة. والموضوع الذي لا يشكل عندك أهمية ربما كان من أهم القضايا عند غيرك. وما تراه أنت هامشياً ربما كان عند غيرك أساسياً. وما قد لا أتمكن من الكتابة عنه اليوم قد أكتب عنه غداً.…