آراء
الإثنين ١٢ مارس ٢٠١٢
كتبت مقال الأمس على إثر تجمهر طالبات جامعة الملك خالد بأبها نهاية الأسبوع الماضي. وما حدث أمس في الجامعة يؤكد أن أزمة الجامعة تتفاقم سريعاً، لكن فصولها فيما يبدو طويلة وقديمة. لمصلحة من يؤجل البت في مشكلات خصصت لها صفحات على الفيسبوك وتويتر منذ أشهر؟ وأنا هنا لا أقفز لأي نتيجة، لكنني أتساءل عن سر تجاهل مطالب طلاب الجامعة وبعض أساتذتها بإصلاح أحوال الجامعة والوقوف على بعض القصص التي قد تدخل في دائرة الفساد. مشكلات الشباب قد تكون قنابل موقوتة إن لم يتم التعامل معها سريعاً وبمنطق يقترب من ظروف الشباب ووعيهم. فتأخر المكافأة الجامعية -مثلاً- عن طالب أو طالبة في منطقة من تلك التي تسمى بـ «الأطراف» قد تشكل مأساة لعائلة كاملة، فيما هي عند صاحب القرار في «المركز» ليست سوى عشاء في «البرقر كينق» مع العائلة. والطالبات اللائي تجمهرن قبل أيام في الجنوب لابد أنهن شعرن بالإهانة من تجاهل مطالبهن، وإلا لما شاهدنا الآلاف منهن وقد طفح بهن الكيل في مشهد يثير أسئلة حول إدارة الجامعة وقدرتها على التعاطي مع قضايا طلابها وطالباتها. نحن هنا لا نسعى لصب الزيت على النار، ولكننا نكرر ما حذرنا منه طويلاً -ومنذ سنوات- من أن تجاهل مشكلات الشباب سيفاقم من أزماتنا، وربما يدخلنا في أنفاق لا نخرج منها لأي نقطة ضوء. مدير…
آراء
الأحد ١١ مارس ٢٠١٢
من دون تأخير، وزارة التعليم العالي مطالبة بالاعتراف بأن ثمة مشكلات خطيرة في جامعة الملك خالد. لم تعد المسألة تحتمل التبرير والتسويف. كل يوم مشكلة جديدة. فالطالبات اللائي تظاهرن قبل أيام في كلية العلوم والآداب من غير المعقول أن يتجمهرن -وهنّ من بيئة شديدة المحافظة - إلا لأسباب لم يعدن معها قادرات على الصمت. المؤسف أن صوتهنّ اليوم في الإعلام غائب. من الحق أن نسمعهنّ وألا نأخذ فقط بموقف الجامعة التي -بالتأكيد- ستعمل على «لملمة» الموضوع وإلقاء اللوم على الطرف الأضعف في المشكلة. وهنا خطأ كارثي آخر. فطالبات اليوم لسن طالبات الأمس. والدليل أن تجمهرهنّ الأخير أصبح خبراً على كل لسان. واحدة من مشكلات الجامعة الكبرى -وهي مشكلة كثير من جامعاتنا الجديدة- في مبانيها. الحرم الجامعي إن لم يعكس بيئة الجامعة في القاعات والمكتبات وبقية الخدمات فما الفرق بينه وبين مدارس الثانوية؟ الأهم أن عقلية الوزارة التي ذبحتنا قبل سنوات بمفخرة «الثماني جامعات» مازالت هي نفسها، كأنها -فيما يبدو- تدير مشكلات اليوم بمنطق الأمس. أجيال جامعية جديدة ظهرت وتتعامل مع قضاياها بلغة مختلفة ومنطق جديد. إدارة الجامعة مطالبة بالشفافية في تعاطيها مع النقد الموجه لها وكثير من جوانبه خطيرة. لم يعد سراً ما يقال عن الامتيازات «الأكاديمية» التي منحت لابن مدير الجامعة، ولم يعد تذمراً في الدوائر المغلقة ما يقال…
آراء
السبت ١٠ مارس ٢٠١٢
لم أكن أستمع إليه إلا عن طريق المصادفة، وكثيرا ما "لخبطت" في لفظ اسمه، إذ يتوارد إلى ذهني أحيانا أنه "شكر فاضل" وليس "فضل شاكر".. لكن الهجوم العنيف الذي تعرض له نتيجة مشاركته في مظاهرة بساحة الشهداء وسط بيروت دعا إليها السلفيون قبل أيام لنصرة أهل حمص وغيرها سيجعل اسمه يرسخ ليس في ذاكرتي فحسب، بل في ذاكرة كثير من المستضعفين الذين اكتووا بقذائف ونيران عسكر وأمن النظام السوري في المدن الثائرة المطالبة برحيله بعد أن أثبتت الأحداث أنه لا يستحق الاستمرار. هاجم أزلام "البعث" وأذناب النظام في سورية ولبنان الفنانَ الرومانسي فضل شاكر لأن وقوفه مع مظاهرة مؤيدة لأحرار سورية والنازفين فيها، وعلى مسافة أمتار منه مظاهرة "بعثية" مؤيدة للنظام، منشدا "سوف نبقى هنا"، جعل صوت الأحرار أقوى.. فضاعت "الأبواق" المؤيدة لوجود "نجم" يهتف مع الأحرار، ويقول لقناة إل بي سي: "أتيت هنا نصرة لأهلنا وإخواننا المظلومين في حماة وحمص وحلب.. يفترض بكل من عنده كرامة ودين أن يشارك في هذا المهرجان العظيم،... المشاركة بالاعتصام مع السلفيين واجب وشرف لي، فني صفر أمام هذا الأمر". المثير للشفقة هو محاولات المؤيدين خاصة الإعلاميين النيل من تاريخ الفنان وأصله واسمه.. فسمته مواقع إلكترونية فنان البارات والكباريهات، وتحدث بعضهم عن ضبط أسلحة معه ذات يوم، وكأنهم يلمحون إلى أنه صاحب "مافيا" أو…
آراء
السبت ١٠ مارس ٢٠١٢
أَدْخُلُ إلى المكتبة باحثاً عن كتب عربية جديدة؛ فأجد روايات صدرت للتوّ، أو كتباً دينية أو سياسية. أطيل البحث فأجدني في القسم الإنجليزي الذي ينضح بكتب جديدة في الإنسانيات، والاختراعات الحديثة، وعلم الحيوان، والسفر، والكتب المصورة، وغيرها. أعود إلى قسم الكتب العربية وأبحث عن كتب القيادة والإدارة التي يفترض بها أن تُغرّد خارج السرب، فأجد أصحابها قد وضعوا صورهم على الأغلفة! أتصفح بعضها فأكتشف أن معظم ما بها عبارة عن ترجمات لكتب أجنبية، وقلّما وجدتُ إنتاجاً عربياً محضاً؛ فأتساءل: إلى أي مدى نشارك نحن العرب في إثراء المعرفة الإنسانية؟ ولماذا نكتب لأنفسنا وعن أنفسنا في أغلب الأحيان، ونعيد اجترار نفس الموضوعات ونكرر نفس الاستشهادات ونقتبس نفس المقولات لنفس الأشخاص التاريخيين، حتى أصيبت عقولنا بالتخمة؟! كلما أردتُ الخروج من هذه القراءات التقليدية أقرأ أحد كتب مالكوم غلادويل، وهو كاتب كندي متخصص في علم الاجتماع، ويعمل حالياً في صحيفة نيويورك تايمز، حيث توصل إلى عدة نظريات اجتماعية فريدة، أهمها «نقطة التحول» التي تُدرّس الآن في مختلف التخصصات الجامعية. وكلما قرأتُ له أتساءل في نفسي عن سبب إحجام الكُتاب العرب عن إصدار مثل هذه الكتب القائمة على دراسات وأبحاث اجتماعية ونفسية تم إسقاطها على الواقع لفهم متغيراته. لا أظنّه عجزاً، ولكن يبدو لي أننا لا نُلقي بالاً إلى مثل هذه الأعمال الإنسانية، لأننا…
آراء
السبت ١٠ مارس ٢٠١٢
بينما يقصف الجيش السوري شعبه، ويحتل مدنه بوحشية وغباء، يتهاوى ما سمي يوماً محور الممانعة الممتد من طهران إلى دمشق، ذلك المحور الذي شغلنا في العقد الأخير في حرب باردة مع محور الاعتدال الذي قادته السعودية ومصر وضم الأردن والإمارات والمغرب. قبل الممانعة والاعتدال، شكّل العرب أو بالأحرى زعماؤهم محاور وأحلافاً، سقط بعضها وتطور بعضها الآخر، بودلت خلالها مواقع، وحيكت مؤامرات، بل حتى سالت دماء، فهل قدرنا أن نخرج من محاور إلى أخرى، أم أن تلك لغة عهد مضى؟ هناك عهد عربي قديم انتهى عام 2011، ولكن العهد الجديد ما زال يتشكل، ومن الخطأ التفاؤل فنتوقعه عهد تعاون وإخاء، وإن كانت ثمة أسباب منطقية لهذا التفاؤل، ومن الخطأ أيضاً الإغراق في التشاؤم بحتمية الصراع بين محاور ننقسم إليها وفق خريطة ما أفرزها «الربيع العربي» الجديد. الخرائط كثيرة ولما تحسم حدودها ودوائرها بعد، ولكن أكثرها وضوحاً هي ما يقسم العرب الآن إلى ثلاث مجموعات: • دول الاستقرار التي صمدت في وجه ربيع التغيير الجذري ولكنها رحبت وترحب وتفكر في ربيع الإصلاح وهي المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وأضيف إليها السودان، مع علمي أن ثمة من سيخالفني بحدة، فهو لم ينتفض في جذوة «الربيع العربي» فلمَ ينتفض بعده؟ لا أجد سبباً غير أنه يتمتع برخاء اقتصادي نسبي وغياب الاحتقان السياسي فيه. •…
آراء
السبت ١٠ مارس ٢٠١٢
ماذا تقدِّم مؤسساتنا الثقافية للمثقف؟ المثقف نفسه هو جوهر الفعل الثقافي. غالبية مثقفينا موظفون تحاصرهم بيروقراطية الوظيفة من جهة وظروفهم المالية من جهة أخرى. كيف يبدعون إذن؟ ومتى يجد مثقفنا الوقت للإبداع والإنتاج؟ الثقافة مسألة جادة. وفي مجتمعاتنا العربية نحتاج لمؤسسات فكرية تصنع المثقف وتنتج المفكر. أغلب منتجاتنا الثقافية جاءت بالبركة. فلا المثقف الجاد يستطيع التفرغ للثقافة ولا المؤسسات الثقافية متحررة من عقدها البيروقراطية ولا المجتمع مهيأ أن يستوعب أهمية المثقف المستقل وضرورة التنوع في الأفكار والآراء والأساليب الثقافية. إن المثقف الجاد والمستقل عملة نادرة في مجتمعاتنا. بل هو مجاهد نادر. فهو من جهة في مواجهة يومية مع متاعب الحياة والتزاماتها المادية المنهكة، ومن جهة أخرى محط أنظار أجهزة الرقابة البليدة كما لو أنه يخفي أسلحة دمار شامل سيطلقها في أي لحظة. وفوق ذلك، وأكثر تعقيداً، أنه يعيش في مجتمع عملته السائدة التشكيك في نوايا المثقف المختلف بفعل هيمنة خطاب أحادي لعقود طويلة. إننا انشغلنا طويلاً بالفعاليات الثقافية ونسينا المثقف نفسه. ليس صحيحاً أن قدر المثقف أن يعيش فقيراً أو مشتتاً بين وظيفة الصباح ووظيفة المساء، وبين ديون بناء البيت وأقساط مدارس «الصغار». في المجتمعات الحية الثقافة فعلاً «تؤكل عيش» لكنها عندنا -للأسف- تجلب لصاحبها التعاسة والديون وكل أنواع الهموم! الكتاب في المجتمعات الحية يَصرِفُ على مؤلفه وفي مجتمعاتنا المثقف…
آراء
الجمعة ٠٩ مارس ٢٠١٢
أعرف أن من قالها أولاً لم يقصدها حرفياً. مخطِئ من يظن أن “الكتاب يقرأ من عنوانه”! تلك -قطعاً- قراءة ناقصة، إنها مثل الحكم على شخص نقابله للمرة الأولى. انطباع اللقاء الأول كثيراً ما يضللنا حتى وإن صادف أحياناً أن كان في محله. الأفكار تُقرأ بالعقل لا بالمشاعر وحدها. بعضنا يحكم على قضايا مهمة من خلال عناوينها. تماماً مثل من يقرأ الكتاب من عنوانه. الكتاب لا يقرأ من عنوانه إلا في المجتمعات المستعجلة في أحكامها. إنها مثل الفرد الكسول، لا يريد إشغال عقله ووقته بالقراءة والدراسة والبحث قبل الوصول لنتيجة. تلك هي ثقافة “النتيجة السريعة”. ننتقد الغرب كثيراً لإنتاجه ثقافة “الوجبة السريعة” وننسى أن فينا من ينتمي لثقافة الخلاصة السريعة. الوجبة السريعة تفضي إلى أمراض جسدية ونفسية كثيرة. وكذلك هي ثقافة الخلاصات والنتائج السريعة. إنها تنتج مجتمعات كسيحة فكرياً، أمراضها الثقافية والحضارية تجرجر أصحابها من هزائم فكرية إلى قائمة طويلة من هزائم سياسية وفنية ورياضية لا يُعرف أين تنتهي. ومن قال إن عنوان المقال هو المقال كله؟ ولو كنا نجتهد في قراءة الأفكار والآراء مثلما نهدر أوقاتنا في قراءة النوايا وتحليلها؛ لكُنّا اليوم في مكانة حضارية تعيش يومها لا أمسها. إننا أمة تحب الإجابات السريعة. لا نريد أن نثقل على عقولنا بالتفكير والتأمل والسؤال والبحث. شخص ما، على الشاشة الصغيرة، يقدم…
آراء
الخميس ٠٨ مارس ٢٠١٢
وقت الأزمات والأحداث الإقليمية المرتبكة، تظهر حولنا جماعات تظن أنها وحدها الوطنية وغيرها مجرد “قطيع” من الخونة. لغتهم شاتمة مشككة في النوايا ولا يسلم من أذاهم إلا من رحم ربك. يظنون أنهم من يدافع عن الوطن فيما هم أسوأ من يسيء له. في الأشهر القليلة الماضية تعرض العشرات من المثقفين في الخليج لبذاءات هذه الفئة التائهة في جهلها بالوطنية. هل من الدفاع عن الوطن أن تتبرقع بالاسم المستعار في مواقع التواصل الاجتماعي وتمارس القذف والشتيمة باسم الوطنية؟ وهل يخدم الأوطان من يسخر من أشكال المثقفين وأسمائهم وأصولهم فقط لأنهم آمنوا بالنقد من أجل تحسين أحوال أوطانهم؟ هذه الفرقة من محترفي الشتيمة تزايد – بقلة أدبها وجهلها – في “وطنيتها” حتى على بعضها البعض. لكن أدواتها لا تخرج عن تهم التآمر على الوطن والطعن في وطنية رموز تنويرية محترمة لأن تلك الرموز غالباً ما تتحدث لغة لا يفهمها هؤلاء البواسل المقنعين. الحمد لله أن هذه الفئة هي القليلة في الساحة وإلا قلنا مسكين وطن هؤلاء من يدافع عنه! إنهم يريدون اختزال الوطن في فكرة واحدة. وفي فريق واحد. ورأي واحد. يصادرون كل رأي ناقد. لا يفهمون أن النقد ضرورة وطنية تزداد أهميتها في زمن كثرت فيه التحديات والمخاطر. من حقك أن تمتدح ما شئت من مشروعات وأفكار وسياسات. لكن ليس من…
آراء
الأربعاء ٠٧ مارس ٢٠١٢
كان كبار السن في قريتنا – وكنا صغاراً لا نفكر في غير يومنا- يرددون على مسامعنا: “اغتنم شبابك لمشيبك”! وكعادة الصغير الذي يظن أن الكبار في واد والحكمة في واد آخر، ما كنا نبالي بنصائح الكبار وتجاربهم. تمر السنون وإذا بحكمة الكبار تطل برأسها، كأنها تصرخ فينا: لماذا تجاهلتموني وقتها وسخرتم بي؟ نقل عن الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين أنه قال يوماً: حينما كنت مراهقاً كنت على قناعة أن والدي لا يفهم شيئاً. وحين كبرت قليلاً أدركت أن أبي رجل في غاية الذكاء! ما أن يبلغ المرء منا الأربعين حتى يؤمن أن أباه رجل أوتي الحكمة من أوسع أبوابها! من يشاركك الحكمة يختصر لك الطريق. ومن ينصحك اليوم كان قد لسعته تجارب الإخفاق في الأمس. في الحياة مشتركات إنسانية تنبع منها حكمة الكبار. لا فرق هنا إن كنت حاصل على أعلى الشهادات أم لا تقوى على فك الحرف، كبير عشيرتك أم صغيرها، كثير الغنى أم شديد الفقر. كم من حكمة نطق بها آخر من كنا نظنه سينطق بها. وكم من تجربة ألهمت بعضنا على المغامرة والإبداع. الإخفاق يصنع أحياناً حكمة في العمل والصبر والصمود في وجه المصاعب وهواجس الانسحاب. لكن الاستماع -بالعقل والقلب معاً- لحكمة الكبار ربما اختصر أمامنا طرقاً وقادنا لتحقيق منجز أو تجنب أزمة. كلما كبرت سنة كلما…
آراء
الثلاثاء ٠٦ مارس ٢٠١٢
بدأت في كتابة هذه المقالة في براغ قبل سنة! أشعر بامتنان كبير للظروف التي هيأت لي أن أقضي إجازاتي خارج العالم العربي ولا تراودني أية مشاعر “بالذنب” لأنني – شخصياً – قد حسمت أمري منذ سنوات وقررت ألا أقضي إجازة، قصيرة أو طويلة، في أية مدينة عربية. و نصيحتي للأصدقاء بأن يقضوا إجازاتهم خارج العالم العربي أو يبقوا في بيوتهم معززين مكرمين بين أهلهم و ذويهم. يقول أهل قريتي، في غابر الزمان: “من خرج من داره قل مقداره”. لكنه مثل يجسد حال الإنسان العربي حينما يغادر داره إلى ديار “إخوانه” العرب. إن أجدادي من البدو و الحضر لو اكتشفوا العالم الجديد لعرفوا أن العربي يقل مقداره حينما يزور بلد أخيه العربي و يزداد مقداره حينما يزور بلدان العالم الآخر، خصوصاً خارج حدود البلاد التي ذبحتنا قياداتها بالحديث الطويل عن الأخوة والعروبة! في مدينة بولونيا الإيطالية ، شربت قهوتي في مقهى صغير ثم تركت قيمة القهوة على طاولتي وذهبت. في منتصف الشارع المقابل، كانت النادلة تطاردني لتعطيني “الباقي” من المبلغ الذي تركته على الطاولة وهو لا يتجاوز دولارا واحدا. وفي روما قررت شراء قميص فنصحني البائع أن أنتظر لليوم التالي ووعدني أن يحجز لي القميص. لماذا؟ لأن تنزيلات بنسبة %30 ستبدأ في اليوم التالي! وفي التاكسي، في براغ -كما في كل…
آراء
الإثنين ٠٥ مارس ٢٠١٢
بعد انكشاف جرائم بشار الأسد في حي بابا عمر قبل يومين، لم يعد مثار جدل أن نلح على أهمية تسليح الثوار السوريين الأبطال. الأسد يراهن على الحل الأمني. والحل الأمني في فهمه لا يتوقف فقط على مسح أحياء سورية كاملة عن وجه الأرض. إن المسألة بالنسبة لنظام الأسد هي مراهنة أخيرة على مواجهة ثوار سورية بكل ما أوتي من قوة أمنية تمارس عبرها “شبيحته” أبشع أشكال الجريمة وأمام العالم كله. لا حل في الأفق إلا بمواجهة مسلحة لنظام الأسد. وثوار سورية لا ينقصهم سوى السلاح وأجهزة الاتصال المتقدمة والدعم السياسي العلني كما تفعل اليوم دول مجلس التعاون. أما ما سوى ذلك فلا يخدم سوى الأسد الذي يعطي للخارج وعود الإصلاح الكاذبة فيما يمارس أبشع المجازر في الداخل. عار على العالم كله أن يستمر الأسد في ممارسة جرائمه ضد الشعب السوري وثمة من لايزال يبحث عن حلول سياسية مع نظام لا أمل في إصلاحه. بل إنه الآن -كما كتب قبل يومين محمد رشيد في العربية نت- يسعى “لإبادة السنة على أيدي السنة”. فالتركيبة الطائفية لقوى الأمن والجيش السوري جعلت القيادات النافذة فيها علوية خالصة فيما البقية، من صغار الضباط والجنود، هم من السنة. وحينما يُمكُن الجيش الحر من السلاح المتطور فإن انضمام الآلاف من صغار الضباط والجنود لصفوفه ستصبح مسألة أيام.…
آراء
الأحد ٠٤ مارس ٢٠١٢
لم يتخيل خرّيج المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وكاتب السيناريو عدنان زراعي، أن فكرته "الرجل البخاخ" التي عرضت ضمن حلقات مسلسل "بقعة ضوء" الناقد عام 2008، سوف تقوده إلى السجن عام 2012 كما جاء في الأخبار منذ أيام، بعد أن أصبحت كل المدن والقرى السورية تقريبا لا تخلو من "رجل بخاخ" يكتب العبارات المناهضة للنظام ويدعو إلى الحرية وإسقاط النظام ورموزه. ومثل الشخصية الملثمة التي قدمتها الحلقة، امتلأت سورية بالملثمين الذين "يبخّون"، وكما عبّر الشاب "البخاخ" في "بقعة ضوء" عن رفضه للواقع الخاطئ والقهر والظلم بالكتابة على الجدران، فإن الرجال البخاخين في المدن السورية أعلنوا الرفض بالأسلوب ذاته. في "بقعة ضوء" لم يستطع "الأمن" القبض على "الرجل البخاخ" الذي نال شهرة وتعاطفا شعبيا لأنه أوصل صوت الشعب إلى المسؤولين، فصار حديث المجالس، وغيرت محلات اسمها التجاري إلى "الرجل البخاخ". لكن الرجل البخاخ في نهاية الحلقة سلم نفسه للأمن بعد حديث تلفزيوني للمسؤول الأمني يناشده فيه التعريف عن نفسه ويعطيه الأمان بعد أن عجز عناصره عن القبض عليه. فكانت نهاية الرجل البخاخ في زنزانة ترافقه علب كثيرة من الدهان البخاخ ليكتب ما يشاء.. لكن الإحباط قضى على حالة الكتابة لديه، فظلت جدران الزنزانة بيضاء. لكن الحلقة انتهت بظهور الرجل النفاث الذي تملأ كتاباته الفضاء.. في إشارة إلى أن التمرد لن يزول…