آراء

آراء

تفاؤل في حلكة الليل السوري الطويل

السبت ٠٤ فبراير ٢٠١٢

ما الذي يدعو روسيا إلى كل هذا الاستبسال من أجل إنقاذ النظام السوري؟ هل تستحق التسهيلات التي يحصل عليها أسطولهم في ميناء طرطوس إحراق سفنهم مع الشعوب العربية القادمة إلى الحكم في هذا الزمن العربي الجديد؟ أم أنها بضعة ملايين من الدولارات يجنونها من صفقات أسلحة مع الجيش السوري؟ لا يعقل، فالتحليل السليم يقول إن علاقة مستقبلية مع العرب أفضل وذات عائد أجدى. هل لأنهم لا يضمنون أن أي حكومة قادمة لن تجدد تلك التسهيلات في طرطوس المشار إليها؟ بالطبع لا يستطيع أحد أن يضمن ذلك حتى لو وعدتهم المعارضة بأنها ستنظر باهتمام إلى مصالحهم في المنطقة، إذا ساعدتهم أو على الأقل وقفت متفرجة حتى يحصلوا على حريتهم المستحقة، إذ لا أحد يعرف بما في ذلك المعارضة طبيعة واتجاه النظام الذي سيختاره الشعب و»الظروف» . هذا «المجهول» يراه أيضاً ويخشاه الطرف الحاضر الغائب في الأزمة السورية، إسرائيل التي يعجز استراتيجيوها عن توقع كيف سيتعامل النظام السوري معها ومع أخطر قضايا الطرفين، الجولان المحتل، فهل لها هي الأخرى دور ما في تأخير سقوط النظام ويوفر تفسيراً آخر لهذا الاستبسال الروسي الغريب؟ كل ذلك وغيره يفسر أهمية التحول الحاصل في سورية وأنه ليس مجرد قضية محلية تعني متظاهرين يرومون الحرية، وإنما هو تحول إقليمي هائل، يرقى إلى تسونامي يصيب المنطقة المحيطة بسورية،…

آراء

النسخة الرابعة

الجمعة ٠٣ فبراير ٢٠١٢

برزت مؤخرا حالة شعبية سعودية داعمة للاحتجاجات التي شهدتها بعض البلدان العربية ضد الاستبداد والطغيان، وتكشف الشبكات الاجتماعية – المنبر الوحيد الذي يسمح بحرية التعبير الكاملة – عن هذه التوجهات، ومع اتساع جغرافيا الثورات العربية، ثارت التساؤلات حول احتمالية تأثر البلدان الخليجية برياح التغيير التي تهب على المنطقة، وجاءت الإجابة سريعة في البحرين ومن ثم عُمان التي لم تحظ احتجاجاتها الشعبية بالاهتمام الكافي، أما الكويت فالأمر فيها مختلف تماما، لأن الحراك الشعبي هناك سابق للثورات العربية، وكان شعار “ارحل” الشهير قد استخدمه الشباب الكويتي لأول مرة في ساحة الإرادة ضد رئيس الوزراء ناصر المحمد الصباح. هل هناك احتمالية لاحتجاجات واسعة في السعودية؟ هذا السؤال لقي اهتماما كبيرا من قبل المتابعين في الساحتين العربية والدولية، لوجود انتقادات شعبية واضحة في بعض القضايا، ولقابلية التعميم في الحالة العربية من جهة أخرى، ومثل هذا التساؤل سبق وأن أثير مطلع الخمسينيات مع موجة حركات التحرر الوطنية في العالم العربي، وبما أن المقال السابق في الموقع فصّل في بعض مواطن الخلل، سيهتم هذا المقال بعوامل القوة في بلد كالسعودية، وسينطلق من فرضية يعتقد بها الكاتب مفادها أن مطالب الإصلاح والتغيير نحو الأفضل عند فئات عريضة من الشباب السعودي، لا تعني بأي شكل من الأشكال الحديث عن ثورة مماثلة لما حدث في بعض الدول العربية، لا…

آراء

انتصار الشراح: كان نجماً فهوى!

الجمعة ٠٣ فبراير ٢٠١٢

في عيد الأضحى الماضي، حضرت مسرحية كويتية أقيمت في دبي. صفق الحضور القليل لإطلالة انتصار الشراح وعبدالرحمن العقل وحسن البلام. المسرحية “التهريجية” حملت عنوان الكابوس. لا تسألني عن النص لأنه كما كان واضحاً من تلك التي ترتب في أمسية واحدة ثم ترتجل سريعاً. ذهبت للمسرحية وذكرياتي القديمة مع المسلسلات والمسرحيات الكويتية تسابقني. الله يا الزمن: كم أمتعتنا انتصار الشراح وعبدالرحمن العقل وقبلهما صف طويل من مبدعين في الموسيقى والمسرح والغناء. أعرف أني كنت ذاهباً لمسرحية “هزلية” كان يفترض فيها أن تكون كوميدية. كانت الكوميديا فيها عبارة عن صراخ الممثلين وتعليقاتهم على بعضهم البعض كأن ينادي ممثل زميله: يا حيوان ويردد أحياناً كلاماً بذيئاً أمام عوائل محافظة وأطفال، كم تمنينا أن نزرع فيهم حب المسرح واحترامه. من قال إن السخرية من أشكال الناس وألوانها ولهجاتها كوميديا؟ شاهد بعض الأفلام الكوميدية العربية وراقب كيف تستخدم الصفعة على الوجه كموقف كوميدي. أمر مخجل. ولهذا لا نستغرب هذا الموت البطيء للمسرح في العالم العربي. الناس القليلة التي تحضر بعض المسرحيات تذهب فقط لرؤية ممثل قديم كان قد ملأ الدنيا ضجيجاً في الأيام الخوالي. في ظني أن ما يضحك الأجيال الماضية لا يضحك الأجيال الجديدة، تلك التي تشاهد أفلاماً ومسرحيات عالمية في غاية الإمتاع. هنا أنعي فكرة طالما حلمت بها وهي وجود مسرح خليجي يرتقي…

آراء

علم النوايا

الخميس ٠٢ فبراير ٢٠١٢

اقترحت قبل ثلاث سنوات، في مقال عن سلمان العودة، أن نؤسس لعلم عربي جديد في دراسة وبحث النوايا. واليوم زادت قناعتي أن جامعة متخصصة في علم النوايا لن تستوعب الأعداد الكبيرة من الدارسين والمتخصصين في نوايا الناس، من سياسيين أو دعاة أو كتاب أو رجال أعمال. لا يكاد يمر يوم من دون أن أسمع أو أقرأ تعليقا أو تلميحا أو تصريحا عن نوايا الآخرين. “لكنك لا تعرف نواياه”، جملة تطل في كثير من جدالاتنا وحوارتنا. فأنت عند هؤلاء -المتخصصين في الشك في نوايا الآخرين- تضمر عكس ما تقول. وحينما تقول إنك تحاكم النص وليس النوايا تُتهم مباشرة بالجهل أو -إن كنت محظوظاً- بحسن النية متبوعة بــ”يا حليلك”! لست أعرف إن كانت مجتمعاتنا اليوم بسبب حالة “الغضب” الذي تعيشه منذ عقود قد فقدت قدرتها على رؤية ما حولها بوضوح أم إن ثقافة “ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا” قد ترسخت في تكويننا حتى صار فينا من يمارس “الاستهبال” يومياً باسم الثقافة والحوار؟ تخيل أن تقول في مجلس عام إن بشار الأسد قاتل ومجرم فيسألك أحد الحضور غاضباً: كيف تدافع عن بشار هذا المجرم القاتل؟ مصيبتك أكبر إن ردد الحضور: فعلاً: ما لك حق.. كيف تدافع عن هذا المجرم القاتل؟ هذا يندرج في علم النوايا لأن فينا من سبق…

آراء

الجمر والرماد

الأربعاء ٠١ فبراير ٢٠١٢

قُبلت للدراسة في جامعة جورجتاون في منتصف تسعينيات القرن الماضي. اضطررت لتأجيل دراستي سنة كاملة بحثاً عن منحة دراسية تساعدني على دفع رسوم الدراسة الباهظة. في سنة الانتظار، بدأت أتعرف على الراحل هشام شرابي الأستاذ العربي الشهير وقتها في جورجتاون. ما خرجت مرة من مكتبه إلا وقد أصابني الذهول من غزارة علمه وأنا الطالب الذي يتلمس خطاه نحو المعرفة. أخرج من عنده ركضاً إلى المكتبة ومن شدة الحماس وكثرة المتاح من أدوات المعرفة لا أعرف كيف أبدأ. ومن أين أبدأ. كنت من وقت لآخر أمر سريعاً للسلام على شرابي. تمر الأيام وأنهي دراستي في واشنطن التي أغادرها إلى بوسطن. يغادر شرابي إلى بيروت، عشقه القديم، حيث يختم حياته في المدينة التي كانت أحب المدن إلى قلبه. “الجمر والرماد.. ذكريات مثقف عربي” كتاب يروي الكثير عن سيرة هشام شرابي. فيه حكايات مهمة عن تجربة الطلاب العرب من جيل شرابي في الجامعات الأمريكية. “كان أكثر الشباب العرب الذين عرفتهم في شيكاغو على جانب كبير من الفطنة والذكاء، لكن ذكاءهم كان فطرياً، غير خاضع لنظام عقلي أو إرادة واعية. كانت لديهم مقدرة كبيرة في الأمور العملية والتعامل مع الناس على الصعيد الشخصي. إلا أن معظمهم كانوا فاشلين فيما كانت تطلبه دراستهم من نظام عقلي. كانوا يهتمون بالأشخاص لا بالقضايا. يضجرون بسرعة من الأمور…

آراء

بشار الأسد ونهاية القذافي! بشار الأسد ونهاية القذافي!

الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢

حينما تدورالدوائر، قريباً، على بشارالأسد فلن تكون نهايته أحسن حالاً من أمثاله وآخرهم معمرالقذافي. لم يستوعب بشار، وهو طبيب العيون الذي يبدوأنه بحاجة لأطباء عيون لعله يبصرالحقيقة، أن الزمن الجديد كفيل بكشف جرائمه كاملة وجرائم والده وعمه من قبله. يخبرني رجل ثقة من أهل درعا أن بشار ما زال يطلق “خنازيره” المتوحشة تعيث فساداً لا مثيل له في قرى وأرياف سوريا. أقسم لي أنهم يغتصبون البنات الصغيرات والنساء وحتى الأولاد أمام أهاليهم. وحينما قبضوا على رجل اشتبهوا في اسمه أعادوه بعد ساعات وقد قلعوا أظافره وكل أسنانه قبل أن يكتشفوا أنه لم يكن المقصود. ماذا لو كان هو فعلاً من كانوا يبحثون عنه؟ قناة “اليوتيوب” مليئة بأحدث مشاهد الرعب والقهر على أيدي شبيحة الأسد وجهازه الأمني المجرم. ومع ذلك ما زالت جامعة الدول العربية البائسة تبحث عن حل سياسي كذلك الذي أنجز في اليمن. ومهما قيل في علي عبدالله صالح وأجهزته الأمنية فالحق أنه لم يسجل ضده حالة انتهاك شرف واحدة. أما هذا المجرم – في بدلة الشاب الأنيق – فسجل أسرته الدموي يثبت أن نظام آل الأسد ما قام إلا على الدسائس والخيانات والجرائم. تلك هي جمهورية الرعب التي تريد أن تفرض قوانينها البائتة على شعب شهم وحر يرى الشعوب من حوله وقد بدأت تحرر نفسها من ظلمات الأمس…

آراء

هل سرقت «تويوتا» فكرة «المرسيدس»؟

الإثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢

الله عليكم يا (السعوديين)! لا هم عندكم هذه الأيام إلا الملكية الفكرية وحقوق المؤلف وتأديب كل من يسطوعلى أي فكرة بتقليدها حتى وإن كُتبت قبل ألف سنة. ولهذا فإنني أقترح على المنافحين عن حقوق المبتكرين عندنا أن يرفعوا قضية سطو ضد مؤسس شركة تويوتا وعدد آخر من الشركات المصنعة للسيارات لأنهم “سرقوا” الفكرة من شركة مرسيدس الألمانية ومهندسها الشهير بنز. بل وأقترح رفع قضايا ضد من يسمي مولوده باسم سبقه إليه أحد. فمن يسمي (محمد) فقد سطا على الإسم. وسيعود الفضل للسعوديين في القضاء نهائياً على مفهوم “توارد خواطر” أو “اقتباس” ومن يكرر فكرة سبقه إليها آخر – خاصة إن كان هذا الآخر سعودي الأصل والمنشأ – فهو بلا جدال سارق أفكارغيره وعن سابق قصد. ومن اليوم لا يجوزأن نكتب عن أضرارالتدخين وخطرالمخدرات ولا عن أهمية الحوارأوحتمية سقوط بشارلأننا إن فعلنا فقد سطونا على أفكار غيرنا. وعليك أن تضع “عطستك” بين قوسين لكيلا تتهم بسرقة فكرة من سبقك. يعجبني “جماعتنا” حينما يصطفون، بالحق أو الباطل، وراء فكرة ثم يستخدمونها لتصفية حساباتهم القديمة والجديدة حتى لو تطلب الأمرعسف أعناق الحقيقة واستخراج أدلة واهية فقط لتسجيل نقطة ضد خصم أو منافس. هل أحلف بأغلظ الأيمان أنني لا أعني هنا قضية القرني والعضيدان؟ لا أحتاج أن أقسم لكم أنني من أنصار حقوق الملكية…

آراء

متأمرتون؟

الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢

كتب الصديق العزيز صالح الشيحي قبل سنتين (9 ديسمبر 2009) مقالاً وصف فيه المعجبين بالتجربة الإماراتية – من أمثالي – بالمتآمرتين. أعجبت جداً بهذا الوصف لأنني – عملياً – “مُتأمرت” بل أحياناً متطرف في “الأمرتة”! لم أعد مضطراً لشرح أسباب إعجابي بالتجربة الإماراتية إذ يكفي أن الإمارات اليوم تستقبل مئات الآلاف من السعوديين سنوياً للسياحة والتجارة والدراسة والإقامة شبه الدائمة. لكنني أعود لمصطلح “الأمرتة” كي أحتفي به. يا رجل: لقد أنقذتنا “الأمرتة” – ولوقليلاً – من وصمنا الدائم بــ”الأمركة” وما يصاحبها من أوصاف بعضها يكاد يخرجنا من الملة! التغيير والتجديد مطلوبان: يوم أمركة وآخر أمرتة! أليس فينا من يختزلك في وصفة واحدة؟ وأيهما أكثر قبولاً: أن توصف بالبعيد – متأمرك – أم بالقريب – متأمرت-؟ لكنني جدياً أسأل: أليس الأولى أن نحتفي بتجربة عربية خليجية مختلفة صرنا نضرب بها مثلاً عند الطموح ببنية تحتية جيدة ونمط حياة يحترم اختيارات الفرد وخدمات متقدمة وأمن مستتب ومطارات خالية من طوابير الانتظار؟ أنا شخصياً أفرح كثيراً بتجارب النجاح في منطقتي سواء كانت في الدوحة أو أبو ظبي، في الجبيل أم في دبي. فكما نضرب المثل بشركتي أرامكو و سابك في تميزهما عالمياً أفرح بنجاحات أخرى في الخليج بل و أعتبر كل مشروع ناجح في المنطقة من محفزات النجاح التي نحتاجها كثيراً في مواجهتنا…

آراء

محمد الرطيان: الكاتب الحر

السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢

أحب في محمد الرطيان صفات كثيرة، فكره وقلمه وصدقه وتعاليه على «جدال» ليس فيه سوى «مضيعة للوقت». استيقظت صباح أمس على إطلالته الجميلة مع زميلنا المتميز علي مكي في الشرق. تلك بداية خير في يوم جمعة ارتبط عندي حديثاً بربيع الخير العربي. محمد الرطيان ساهم في كسر احتكار أهل الفن والرياضة والوعظ للنجومية. صار عندنا اليوم الكاتب النجم. ونجومية محمد التي اكتسبها بصدقه وجهده و»عرق جبينه» جاءت في بساطته وفي قربه من الناس وهمومها وتطلعاتها. لا أملّ قراءة سطور محمد. تطربني «قنابله» حينما يواجهنا بحقائق التراجع العربي. والانكسار العربي. كان وما زال نجماً فعليا. تعاتبني رسائل من محبيه لماذا لا أستضيفه في برنامجي. فأوجه له السؤال: يا محمد: وبعدين معاك؟ فيرد عليّ بطيبته وضحكته الشهيرة معترفاً أن سبب التأخير هو خوفه من ركوب الطائرة. الرطيان يمشي – في كتاباته – كثيراً على حافة الهاوية وبين ألغام خطره وما زال محترفاً في رشاقته وهو يراقص المحاذير بين سطوره وفي أعماق كلماته. ومع ذلك تخيفه الطائرة. أم ننتظر – يا محمد – حتى يكتمل مشروع القطار الخليجي؟ الحقيقة أن محمد صنع للكتابة هيبتها عند جيل الشباب تحديداً. وكتاباته، بما فيها من شعر وفلسفة ونقد، دلالة أخرى على أن صاحب الرأي «المستقل» يستطيع سريعاً أن يكسب عقول وقلوب الناس في مجتمعه. فمجتمعاتنا اليوم…

آراء

السرقات الأدبية

السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢

قامت الصحافة الخليجية ولم تقعد عندما حكمت المحكمة على د. عائض القرني بدفع غرامة مالية قدرها 330 ألف ريال لسرقته 90% من المادة التي ضمّنها في كتابه (لا تيأس) من كتاب (هكذا هزموا اليأس) للكاتبة سلوى العضيدان. لم تكن المشكلة الرئيسية في السرقة فقط، ولكنها في أن الشيخ عائض قد نفى في البداية سرقة مادة سلوى، ثم اعترف لاحقاً بذلك! ولستُ هنا في صدد تحليل هذه القضية التي صدر فيها حكم محكمة، ولكنني تابعتُ الحوارات الدموية التي انتشرت في تويتر يوم صدور الحكم، ولاحظتُ كيف اختلف المغرّدون، بشراسة، حول مفهوم السرقات الأدبية. حيث يُبالغ كثير من الناس اليوم في وصف هذا المصطلح؛ فلا يكاد أحدهم يكتب شيئاً، في تويتر على وجه الخصوص، إلا وينبري له من يتهمه بالسرقة. حدث قبل أيامٍ أن كتبتُ تغريدة اقتبستُها من مقال نشرته قبل عدة سنوات عن التسامح، فظهر لي شخص لا أعرفه وقال لي بأنه كتب نفس الكلام قبل قليل وطلب مني إيعاز الفضل لأهله! دخلتُ إلى تغريداته فوجدته قد تحدث عن التسامح، ولكن كلامه، أي نصه، كان مختلفاً تماماً عما كتبتُ، بل وجاء بعدي زمنياً، فتساءلتُ: هل يحق للأشخاص امتلاك الأفكار أم النصوص؟ تحدث توفيق الحكيم بإسهاب حول هذا الموضوع، وقال في مجمل حديثه بأنه “لا ملكية للأفكار، ولكن الملكية للنصوص”. فالفكرة تسافر…

آراء

أفول الهلال الشيعي

السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢

إنه أفول الهلال الشيعي وليس الشيعة ولا حتى إيران الذين سيبقون نسيجاً متداخلاً مع آخر ليرسم لوحة عالمنا الإسلامي الممتد بتنوع مذاهبه وحضاراته، إسلام ممتد من جاكرتا إلى كازابلانكا. بل يعود التسامح، وتنتعش مدارس الاجتهاد في الحوزات، وتعود إيران جارة وشريكاً، منشغلة باقتصادها وصناعاتها، تبحث عن أسواق مفتوحة لا خلايا سرية، إنه أفول مشروع ولاية الفقيه التوسعي، المعاند للتاريخ والجغرافيا والذي بات خارج الوقت في زمن «الربيع العربي».. هل هذا ممكن؟ نعم فالتاريخ يكمل دورته اليوم. لقد بدأت الحرب التي طالما تحدث عنها العالم وتوقعها بين الغرب وإيران، من غير إعلان صاخب وصواريخ وطائرات، بدعم ومشاركة بشكل أو بآخر من دول المنطقة. المهم أن تبقى إسرائيل بعيدة حتى لا تخرب المشروع الكفيل بتغيير وإراحة المنطقة وكذلك الشعب الإيراني وعموم الشيعة. بدأت الحرب على 3 جبهات، ويبدو أنها تحقق تقدماً في الداخل الإيراني، الأولى حظر استيراد النفط الإيراني، والثانية محاصرة البنك المركزي هناك، والثالثة في سورية. الأوربيون دخلوا الحرب الأسبوع الماضي بإعلان حظر استيراد النفط الإيراني، والذي سيكتمل هذا الصيف بدخول الحظر حيّز التنفيذ تماماً على كل دول الاتحاد. حتى الصين التزمت بخفض استيرادها بمقدار النصف، واليابان وكوريا في الطريق. يعزز نجاح التقدم في هذه الجبهة عودة النفط الليبي إلى مستوياته السابقة لحرب تحرير ليبيا، والتزام السعودية وقدرتها الهائلة على زيادة…

آراء

المدير «الذي أطفأ شموع الإبداع»!

الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٢

حينما تستيقظ مبكراً وفرحاً لأنك لن تذهب لعملك فذلك مؤشر أنك تعمل في المكان الخطأ. من علامات السعادة أن نذهب مبكراً لأعمالنا وكلنا تفاؤل وحماس وطاقة إيجابية. من أكثرمعطلات الإبداع العمل في مكان لا نطيق الذهاب إليه. ومن أبرز محفزات التميز والابتكار أن تكون بيئة العمل مغرية وممتعة لكل أفرادها. الإداري الناجح يعمل على صناعة بيئة عمل إيجابية. أما الإداري الفاشل هو ذلك الذي يغطي على مساوئه الإدارية بخلق أجواء من التوتر في مؤسسته حتى يصبح بعض موظفيها مثل «المخبرين السريين» في جهاز أمني بينما الآخرون ينتظرون متى تحل بهم المصائب! مشكلة أن يصبح هم الموظف كيف يتآمر ضد زملائه أو كيف يتجنب مؤامراتهم. أدرك أننا لا نعيش في عالم مثالي. وأعرف أننا لسنا ملائكة ولا أنبياء. لكن لغة عصرنا اليوم هي الإبداع والمنافسة الخلاقة. وما دمنا – موظفين ومديرين – منزحمين بهموم أبعد ما تكون عن الإنتاجية والابتكار والرؤية البعيدة فكيف ننتظر تنمية جادة ومنافسة مع الناجحين في الغرب وفي الشرق؟ إننا فعلاً معنيون بإيجاد مناخ عمل يضمن الحد الأدنى من بيئة الإبداع وكسر الروتين المقيت. ولهذا فإن عملية اختيار القيادات، خصوصاً في مؤسساتنا التنموية، من أخطر وأهم الخطوات الإدارية والتنموية. فكم من مدير ناجح استطاع في وقت قصيرأن يصنع منظومة متكاملة من العمل المنتج والمناخ المبدع فأشعل الطاقات…