آراء
الإثنين ٢٥ مايو ٢٠١٥
ما يبدأ جرح ألحقه بنا الإرهاب الطائفي في الاندمال، حتى يلحق بنا جرح غائر آخر، ثم تبدأ الاستنكارات والزيارات والتعازي من جديد. لا الاستنكارات ولا الزيارات والتعازي تقدم حلولا للتعافي من ظاهرة الإرهاب المتنكر بعباءات المذاهب، وإنما خلع العباءات المذهبية والتخلص منها، لصالح التعبد الخالص لوجه الله وحده دون تبعيات مذهبية وإكراهات مرجعية وانتقاصات حقوقية. في يوم الجمعة الماضي انفجر الفرن الطائفي المذهبي في وجوهنا من جديد، هذه المرة في مدينة القديح بمحافظة القطيف، فاستشهد أكثر من العشرين مواطنا بريئا حضروا لصلاة الجمعة وجرح قرابة المائة. لا أعتقد بوجود أي شخصية مذهبية مهمة أو نافذة بين القتلى والجرحى، وعلى الأرجح كانوا كلهم من المواطنين الكادحين البسطاء. بالتأكيد وعلى جاري العادة سوف يقول البعض من أتباع المذهب الشيعي لبعضهم، هذه جريمة أخرى يرتكبها نواصب مسيسون لخدمة الإرهاب المذهبي، وسوف يقول البعض من أتباع المذهب السني لبعضهم هذه جريمة إرهابية أخرى يرتكبها روافض مسيسون بأجندات خارجية. من غير المتوقع أن يبحث أي من الطرفين عن المستفيد الحقيقي من القتل على الهوية المذهبية في داخل مكونه الوطني الخاص. التهمة دائما جاهزة ومتوقدة مثل كرة النار، يتخلص كل طرف منها برميها نحو الآخر فورا وبدون تفكير. علينا واجب البحث والإجابة عن السؤال التالي: متى يصل الانحراف في العقل المنحاز والمتعصب إلى ارتكاب جريمة القتل…
آراء
الأحد ٢٤ مايو ٢٠١٥
في الثمانينات كان هناك ذلك الكتاب الذي بقي متصدراً بورصة الكتب فترة طويلة، كان المؤلف لكاتب أميركي يدعى «ديل كارنيجي» تحت اسم: «كيف تكسب الأصدقاء».. ترجم الكتاب إلى عشرات اللغات وبيع منه أكثر من 16 مليون نسخة.. كان ذلك في زمان يكتب الناس على بيوتهم «أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.. لطالما استعبد الإنسان إحسان»، بدلاً من عبارة «ونشرب إن وردنا الماء صفواً.. ويشرب غيرنا كدراً وطينا»، هل تجد الأمر غريباً؟! أنا لا أراه كذلك إطلاقاً.. فالناس جُبلت على حب كسب قلوب الناس ومحبتهم.. لكن بالطبع لكل قاعدة شواذ! شواذ الفكر وشواذ المنطق وشواذ كل شيء.. دائماً يسيرون عكس السير.. لا أعرف ما الذي يمكن أن يستفيده أولئك الذين يستقتلون على كسب العداوات؟ تطبيق كل النظريات وكل الأمور التي تؤدي لأن يكرهك الناس؟!! ما هو السر.. وصلنا هكذا في غمضة عين إلى منتصف عام 2015، نحن الذين كنا لا نعرف هل سنعيش حتى عام 2000 ونرى ما الذي سيحدث للأجهزة الكهربائية بسبب ما عرف آنذاك بـ«علة القرن»! ها نحن سنودع 15 عاماً أخرى!.. يا للسرعة!.. هل فكرت في أن تتزوج أخيراً.. اذهب إلى الخطابة وستصدمك بأن الفتاة الموجودة في الصفحة الرابعة في الكاتالوج والتي أبديت إعجابك بها من مواليد عام 2001.. وهي تبحث عن زوج.. العمر يمر أيها الأحمق الكبير.. وأنت…
آراء
السبت ٢٣ مايو ٢٠١٥
تأليب الطوائف على بعض وضربها في بعض هي سياسة إيرانية، أحيانا تنفذها عصابة طهران بنفسها، وأحيانا أخرى توعز لأذرعها وأذنابها في المنطقة للقيام بها من أجل تحقيق أهدافها في تمزيق لحمة أي مجتمع تريد التغلغل فيه. وعندما نريد الحديث عن الانفجار الذي حدث في بلدة القديح في القطيف بعد صلاة جمعة أمس وأسفر عن استشهاد 19 شخصا ونحو 100 جريح، علينا أن نعود إلى الماضي ونستذكر أحداثا أخرى أجزم أنها مرتبطة ببعض. العملية الإرهابية التي حدثت بالأمس في "القديح" هي امتداد لعمليات إرهابية أخرى طالت كثيرا من المدن السعودية، ومنها القصيم والرياض والمدينة والأحساء، وكثير من العمليات التي ذهب ضحيتها العشرات من الضحايا والمستفيد واحد. الأساليب القذرة في إدارة الصراعات ومنها العمليات الإرهابية هي ثقافة إيرانية محضة، وتأليب الطوائف على بعض كما حدث في اليمن والعراق وسورية ولبنان سياسة إيرانية، وهي تسعى الآن لإحداث الشرخ ذاته في السعودية لتحقيق الفوائد نفسها ألا وهي تمزيق البلدان العربية وإحداث الفوضى والتغلغل إليها تحقيقا لأهدافها التوسعية المعلنة. ونحن نتحدث عن حادثة القديح الإرهابية يجب ألا نغفل عن التهديد الصريح والواضح من أحمد رضا بوردستان قائد القوات البرية الإيرانية الذي أطلقه بعد "عاصفة الحزم" التي هزت أركان إيران ونظام الملالي في طهران، عندما قال موجها حديثه نحو السعوديين "ما بالهم لو انفجرت عدة مفرقعات…
آراء
السبت ٢٣ مايو ٢٠١٥
عام 2003 بدأ تنظيم القاعدة حربًا إرهابية ضد السعودية، مستهدفًا مقرات أمنية ومنشآت حكومية وأماكن سكن خاصة بالأجانب. أوقعت هذه الهجمات عشرات القتلى من السعوديين المواطنين والأجانب، بيد أن التنظيم في نهاية الأمر اندحر خارج السعودية وقد مني بفشل ذريع في محاولاته ضرب الاستقرار السعودي، إلا من محاولات يائسة بين الحين والآخر قادمة من خارج الحدود، ثم وبعد ولادة التنظيم الإرهابي الآخر «داعش»، سعى هو أيضًا لضرب استقرار المملكة، هذه المرة من بوابة الفتنة الطائفية بين المواطنين السنة والشيعة، وعلى الرغم من فشل التنظيم في حادثة الدالوة التي هي أيضًا استهدفت مسجدًا للشيعة في منطقة الأحساء، وأنتجت تلاحمًا وطنيًا فاجأ الدواعش أنفسهم قبل غيرهم، فإنهم عادوا من جديد لمساعيهم، تطبيقًا لفكرة غبية بأن تفجير مسجد للشيعة من قبل إرهابي محسوب على السنة كما يعتقدون قد يحقق شيئًا من أهدافهم، غاب عن ظنهم أن المواطنين السعوديين الشيعة كما المواطنين السنة يعلمون جيدًا أن كل الإرهابيين مهما كانت تنظيماتهم ليسوا سنة وليسوا شيعة بل وليسوا بمسلمين، وإنما اختاروا لهم دينًا جديدًا اعتنقوه ونفذوا أجندته وساروا على دربه. بالأرقام والبراهين، فإن السعودية واحدة من أكثر الدول استهدافًا من قبل التنظيمات الإرهابية التي تزعم زورًا وبهتانًا أنها «إسلامية». وكذلك بالأرقام والأدلة، فإن السعودية أيضًا واحدة من أكثر دول العالم قدرة على محاربة هذه التنظيمات…
آراء
السبت ٢٣ مايو ٢٠١٥
كلما انتكس النظام السوري في معركة أو مكان، يجد الإيرانيون وحزب الله أنفسهم مندفعين لنُصرته وتقوية معنوياته بقدر ما يستطيعون وما لا يستطيعون! وقد أُضيفت إلى هموم ومصائر الأسد، هموم النظام الفاشل الذي أقاموه بالعراق - وهموم نُصرة الحوثي الذي كان رأْيُهُمْ أولاً أن ينفصل بإقليم، وأن يسيطر مثل حزب الله على مفاصل النظام من داخله، قبل أن يغرَّهُ علي عبد الله صالح للانتقام من آل الأحمر، ومن جنوب اليمن! بعد الوفود المتوالية والمتتالية سرًا وعلنًا إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتصريحاتها العنترية بشأن الانتصار الإلهي والإيراني والشيعي، وجد خامنئي نفسَه مضطرًا للتذكير بالمبدأ الأصلي المضمَّخ بقداسة الخميني، فتحدث من جديد عن «تصدير الثورة». والمفهوم من «تصدير الثورة» كما تجلّى ذلك خلال عقدين وأكثر، تحريض «الشعوب» على مقاتلة الولايات المتحدة وإسرائيل، وتحريض تلك «الشعوب» الغفورة والغفيرة على أنظمتها (طبعًا باستثناء النظام السوري حليف الثورة الإسلامية منذ قيامها!). وقد كانت لهذه السياسات نتائج كارثية على العرب والبلدان المجاورة بعامة، وعلى إيران أيضًا. لقد استترت «الثورة» في البداية بحرب صدّام عليها، ودعم العرب له. ثم استترت بالنضال من أجل فلسطين. ثم فجرت بالإعانة في مكافحة الإرهاب. ثم ما لبثت أن انكشفت بالاستيلاء على البلدان وتخريبها، ونشر الطائفية والمذهبية فيها. وهي تفعل ذلك عَلَنًا منذ استيلاء الأميركيين على العراق عام 2003، وتسليمه إلى…
آراء
السبت ٢٣ مايو ٢٠١٥
هل المملكة العربية السعودية، بصداقتها للولايات المتحدة والغرب، أهم لسلامة الشيعة في المنطقة أم ايران الاسلامية التي تصرخ ليل نهار «الموت لأمريكا»؟ أليس من الأجدى للشيعة كسب السعودية بدلاً من الانحياز ضدها، والوقوع في المصيدة الطائفية وربما الانسحاق بين حجري الرحى.. ايران والسعودية؟! قلة من الشيعة تدرك ان السعودية في الواقع أهم بكثير في هذا المجال من ايران، وان السعودية والدول الخليجية هي التي تضمن للشيعة هذا التسامح المذهبي وهذا المستوى المعيشي الرفيع.. لا مغامرات السياسة الايرانية.. ان مستوى معيشة الشيعة ومصالحهم واستقرار حياتهم، وحتى اسعار عقاراتهم وتجارتهم وكل ما هو جدير بالاهتمام والدفاع، مرتبطة وبقوة باستمرار قوة دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، مهما كانت التفاصيل بعد ذلك. ان النفط وحده لا يحقق الاستقرار والثراء للكويت والمنطقة الخليجية، فلابد لنا من قوة تحقق الاستمرار وتردع جماعات التخريب والسياسات المغامرة التي نرى بعض نتائجها في لبنان وغزة وسورية والعراق.. وغيرها! استقرار السعودية وقدرتها على منع زحف الارهاب والاضطرابات على المنطقة ضرورة ملحة، واذا انتكست السعودية فسندفع جميعا الثمن.. وبخاصة الشيعة. استطعنا مثلا معايشة ظروف اضطرابات ايران وثورتها عام 1979 على امتداد اكثر من سنة من دون ان نتأثر كثيرا في الكويت، ولكن هذا مستبعد تماما لأي اضطرابات مماثلة في السعودية. انقلبت ايران رأسا على عقب، وسقط النظام الملكي، وجاء نظام…
آراء
الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠١٥
أزعم أن الميل العميق للتمثل بالتاريخ، لا سيما عند مسلمي الشرق الأوسط، يمثل انعكاسا لهوية متأزمة. تقديس رجالات التاريخ واعتبار مجرياته معيارا يقاس عليه الحاضر، يؤدي بالضرورة إلى إنكار الحاضر واعتباره نكسة. رغم أن التحليل الواقعي يؤكد عكس هذا تماما. صحيح أن المسلمين لم يعودوا سادة العالم، لكن انتشار الإسلام اليوم، وما يملكه أتباعه من علم وثروة وقوة يفوق كثيرا ما كان لديهم في ذروة مجدهم الغابر. اعتبار الماضي نموذجا، يصدق في شيء واحد فقط، هو تفوقنا السابق على غيرنا. تصوير الإسلاميين والقوميين للغرب كعدو مطلق أو كسبب لفشلنا الحضاري، يعبر في أحد وجوهه عن تلك الهوية المتأزمة، التي لا تتشكل في سياق وصف مستقل للذات، بل في سياق التناقض المقصود أو العفوي مع «الآخر» الغربي الذي يوصف أيضا بالكافر. أما السبب المباشر لتأزم الهوية فيكمن في عجزنا عن المنافسة، وهو ليس عجزا عضويا أو تكوينيا. إن سببه كما أظن هو عدم الرغبة في دفع الثمن الضروري للتمكن من المنافسة. هذا الثمن هو ببساطة التماثل الأولي والتعلم ثم إعادة إنتاج القوة، تمهيدا لمنافسة الآخر على قدم المساواة وربما تجاوزه. معظم النزاعات الدائرة حولنا تحمل هوية تناقضية. هذه نزاعات يحركها أو يعمقها تناقض هوياتي، يجري تبريره بمبررات دينية أو قومية. ولذا فهي تسهم في تعزيز المفاصلة بين الدين والعصر، وتشدد على…
آراء
الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠١٥
أحياناً نحتاج إلى إعادة تعريف الأشياء المعروفة، إما بسبب نسيان المفهوم أو بسبب العبث بالتعريف الأصلي له من لدن منتفعين خلفه. تعريف (الحفلة) هو: إقامة مناسبة استثنائية للاحتفال بحدث استثنائي. ولأن الأحداث التي يصدق عليها وصف «استثنائية» ليس من عادتها التكرار، فإن يوم «الحفلة» يصبح يوماً استثنائياً نادر التكرار من بين الأيام الاعتيادية، ومن هذه الندرة يكتسب هذا اليوم الاحتفالي امتيازه وبهجته. ما يجري الآن في مجتمعنا من توالي الحفلات واختلاق الأسباب غير الاستثنائية لها هو عبث بمضامين هذا المفهوم الفرائحي وتفريغٌ له من محتواه الذي أُسّس لأجله. أوجد الإنسان المتمدن فكرة الحفلة للتعبير عن فرح استثنائي، وإذا تكاثرت الحفلات تحولت إلى سلوك اعتيادي، وبالتالي يتحول الفرح بها أيضاً إلى شعور اعتيادي... باهت أحياناً. كان الإنسان القروي يحتفل مرتين في حياته: حفلة الختان (في بعض المجتمعات) وحفلة الزواج. ثم لما تمدّن أصبح يحتفل مرتين: حفلة التخرج في الجامعة وحفلة الزواج. الآن، ومع فائض التمدن، انتكس الإنسان إلى نوع آخر من القرويّة وهو سوء استخدام التمدن، أو سوء التعبير عنه، إذ صارت الحفلات تقام للطفل لمناسبة ولادته، عبر احتفالية باذخة في مستشفى الولادة، ثم حفلة لمناسبة بدئه المشي، ثم لمناسبة دخوله المدرسة ثم لمناسبة «تخرّجه» في الابتدائية ثم في المتوسطة ثم الثانوية فالجامعة، ثم لمناسبة زواجه، ثم كل عام لمناسبة ذكرى…
آراء
الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠١٥
لن تمطرها أبدا مناخات التضاريس الراهنة للقطاع الخاص، الذي غاصتْ أقدامه في ثلاث متاهات قصية؛ المتاهة الأولى: الاعتماد الكبير على المناقصات الحكومية "عقود التشييد والمقاولات"، وهو النشاط الذي استحوذت وظائفه التي لا يتجاوز مؤهلها المطلوب الشهادة المتوسطة في أبعد الحالات على 48.3 في المائة من إجمالي فرص العمل في القطاع الخاص بأكمله "تستحوذ على 32.9 في المائة من السعوديين في القطاع الخاص، ونحو 51.1 في المائة من غير السعوديين"، ولك أن تتخيل آثار انتهاء تنفيذ تلك المشاريع الحكومية أو تقلص الإنفاق الحكومي الرأسمالي. المتاهة الثانية: الاعتماد الكبير على الاستيراد بالجملة من الخارج والبيع بالتجزئة في الداخل، وهو النشاط الذي استحوذ على 20.0 في المائة من إجمالي فرص العمل في القطاع الخاص، وفي هذا المنظور الوظيفي لا تتطلب المؤهلات العلمية للعاملين فيه أعلى من الشهادة المتوسطة على أبعد تقدير! (يستحوذ نشاط تجارة الجملة والتجزئة على 24.2 في المائة من السعوديين في القطاع الخاص، ونحو 19.2 في المائة من غير السعوديين). تعني المتاهتان أعلاه؛ أن بين كل عشر وظائف في القطاع الخاص، يتوافر منها نحو سبع وظائف في نشاطي التشييد والبناء وتجارة الجملة والتجزئة، وكلاهما يعتمدان بصورة كبيرة جدا على عوائد النفط وما يترتب عليه من ارتفاع الإنفاق الحكومي محليا، بينما لا تتعدى الوظائف الإنتاجية في القطاع الخاص سقف 15.4 في المائة…
آراء
الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠١٥
بدون لف ودوران أعتقد أنه من الخطأ الجسيم الإبقاء على تلك الملصقات المتعلقة بقوانين اللباس والسلوك في المولات والمراكز التجارية، أضف إلى ذلك لا أرى أي داعٍ لتواجد موظفي أمن المولات، خصوصاً وأنهم لا يفقهون ولا يعرفون شيئاً، تشعر أن وجودهم والعدم واحد! لست بصدد التطرق إلى فيديو المواطنة الذي أثار لغطاً وجدلاً في نهاية الأسبوع الماضي، ثم وصل الحال إلى مناقشته حتى على مستوى القنوات الفضائية، لا يهم في الموضوع إن كانت الفنانة المحتشمة كانت في وضع غير محتشم يثير الناظرين قبل تصوير الفيديو، ولا يهم الأسلوب الذي تحدثت به الفتاة احتجاجاً على ما كانت ترتديه الفنانة المعروفة بتمثيلها للمسلسلات الإسلامية وبرامج الصغار الهادفة. النقطة الرئيسة تتعلق بتلك الأسئلة التي تتردد كلما حدث موقف مشابه، هل توجد فعلاً قوانين للاحتشام في المولات؟ وهل هناك لائحة للسلوك العام تحدد ما هو مقبول وغير مقبول في الأماكن العامة، أم أن الموضوع متروك للاجتهاد؟ إذا كان القانون موجوداً فعلاً فمن المعيب جداً ألا يتم تطبيقه مثل أي قانون آخر، مثل قانون التدخين وغيره من القوانين، فالعديد من المتسوقين يتضايقون عندما تصادفهم تلك اللحوم البيضاء الواضحة تحت الملابس الشفافة، وتلك التي لا تختلف كثيراً عن الملابس الداخلية في أفلام الإغراء العربية والأجنبية. وإن كان القانون غير موجود من الأساس، وثبت فعلاً أن تلك…
آراء
الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠١٥
فشل الحرب الاستباقية التي يشنها حزب الله منذ أربع سنوات على الثورة في سوريا، من أجل إعادة تمكين نظام الأسد، وفشله أيضا في استرجاع مناطق استراتيجية في درعا وحلب وإدلب، واكتفاؤه أخيرا بحماية العاصمة دمشق ومحيطها، على وقع الانعطافات العسكرية الكبيرة لصالح المعارضة السورية في مناطق مختلفة من سوريا، دفعته إلى الاستعجال في تأمين الممرات الحساسة، التي تربط دمشق ببيروت ودمشق بحمص ثم بمناطق الساحل، وفرضت عليه التدخل بقوة في جرود القلمون الشاسعة، المتصلة بمناطق لبنانية مأهولة، لوقف تحركات المعارضة السورية التي وصل مقاتلوها أكثر من مرة إلى تخومها، وهددوا سكانها. فقد طالب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية، بتحمل مسؤولياتها تجاه حماية سكان تلك المناطق، واتهم فصائل المعارضة السورية باحتلال ما يقارب 200 كلم من جرود بلدة عرسال اللبنانية، التي يسكنها 50 ألف لبناني و100 ألف نازح سوري، معظمهم من قرى وبلدات القصير والقلمون ويبرود، الذين هجرهم الحزب خلال السنتين الماضيتين، بعد احتلاله مناطقهم، وعدم سماحه لهم بالعودة إليها. بدا نصر الله في كلامه الأخير واضحا وصريحا، فقد دعا الدولة اللبنانية إلى التدخل، من أجل وقف الإمداد اللوجستي والعسكري الذي تتلقاه فصائل المعارضة من لبنان عبر بلدة عرسال، المؤيدة للثورة السورية ولتيار المستقبل بزعامة الحريري، وإلى التدخل من أجل تحرير…
آراء
الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠١٥
التحرُّش الجنسي فعل قديم، لكنه أصبح شائعاً كمصطلح بداية السبعينات من القرن العشرين. ولعل التعامل معه في الغرب باعتباره شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية، هو الذي جعله محل اهتمام التشريعات في الدول الغربية. ولكن على رغم مضي أكثر من أربعة عقود على الاهتمام العالمي بقضية التحرش، إلا أن التشريعات في العالم العربي لم تولِ الاهتمام المفترض لقضية التحرش، بل هناك من اعتبر أن سنّ قوانين لمعوقبة المتحرش، يتنافى مع التعاليم الإسلامية التي تأمر بغض البصر، الذي يمنع التحرش. التحرُّش نوع من الإيذاء الجسدي، والنفسي، وخطره وصل الأطفال، والدراسات تشير إلى أنه أصبح يهدد حياة الأسر في المجتمعات العربية. وخلال السنوات الخمس الأخيرة أصبح التحرش ظاهرة في كل الأماكن العامة في المدن العربية. لكن الاستجابة القانونية والأمنية تتعامل مع القضية كأنها حدث عابر، على رغم أنها نوع من العدوان، وسلوك قبيح تجاه المرأة، يجعلها تشعر بفقدان الأمان، ويصيبها بجروح معنوية تهدد حياتها لوقت طويل. في أسف أقول، إن التهاون في قضية التحرُّش يجد من يؤيّده من منطلق أن المرأة المتبرجة هي التي تحرّض على هذا الفعل، بل هناك دعاة يردِّدون هذا المنطق، مع أن الواقع يشير إلى العكس. حتى إذا افترضنا جدلاً، صحة هذا المنطق الأعوج، ماذا عن التحرش بالأطفال، والنساء المحجبات؟ قبل أيام أوقِفَ شابان تحرَّشا بفتاتين في مجمع تجاري…