آراء
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
من ينظر إلى خريطة الشرق الأوسط الآن يشاهد الحرائق في معظم الدول العربية، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب والأردن، فمن العراق وسورية وليبيا وتونس ومصر واليمن، وصولاً إلى لبنان، تبدو الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية غير مستقرة، ناهيك عن الصومال الذي أصبح منسياً. فمنذ اندلاع الاحتجاجات في تونس عام 2010، وانتقالها إلى مصر وليبيا وسورية، والمنطقة العربية لم تستقر، بل تحولت إلى مناطق نزاع شبه دائم ومتنقل بين دوله المختلفة، وبدأت العديد من التنظيمات المسلحة تبرز في المنطقة، حتى إن بعضها سيطر على أجزاء كبيرة جداً من أراضي بعض الدول، كما فعل تنظيم داعش في كل من العراق وسورية، وحركة الشباب في الصومال، لذلك أصبحت العديد من الدول تحت تهديد هذه المنظمات المسلحة، ناهيك عن التنظيمات الأخرى التي تنشئها بعض الحكومات مثل قوات الدفاع الوطني في سورية وقوات الحشد الشعبي في العراق، والتي تحمل أهدافاً وفكراً طائفياً أدى إلى تفتيت هذه الدول، ووقوع شعوبها بين رحمة المليشيات الطائفية التي ترعاها حكومات هذه الدول الظالمة، وبين منظمات متطرفة تحاول فرض رؤيتها ومنهجها بقوة السلاح والتطرف. يبدو أن المنطقة العربية أصبحت الآن مكاناً للصراع الدولي والإقليمي، وكذلك التباين بين الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، اللتان تتزعمان توجهين مختلفين تجاه المنطقة، تمليه مصالح الدولتين الجيوسياسية والاقتصادية بشكل كبير، إذ برز هذا…
آراء
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
تصاحب «عاصفة الحزم» وما تبعها من إعادة الأمل عاصفة أخرى هي العاصفة الإعلامية. تدور الحرب الأخيرة (الإعلامية) على عقل وعاطفة المتلقي العربي، وهي في كلياتها تدخل في ملف «الإعلام المضلل»، وهو واحد من الأسلحة التي كثيرا ما تستخدم في الصراعات للتشتيت والخداع، وقد زاد من شراسة الحرب تلك وجود وانتشار وسائل الاتصال الاجتماعي من جهة، وضعف في الوعي لبعض المتلقين من جهة أخرى، أو قلة مناعة بعضهم في تمحيص ما يعرض عليهم من أخبار أو معلومات، وتظهر هذه الحرب الإعلامية على أشكال مختلفة، بعضها مفضوح يجانبه الذكاء والفطنة، والآخر مدمج إلى حد كبير في إطار شبه مقنع على طريقة «لا تقربوا الصلاة». ولعلي هنا أوصّف سبع ظواهر للادعاءات الملتبسة، التي تُظهر غير ما تبطن. أولا: إظهار المجهود الحربي والدبلوماسي والسياسي الحالي تجاه اليمن وكأنه يجري بدفع طائفي، خرافة الدفع الطائفي تقول بها إيران وثلة من محازبيها، والحقيقة أن كل المجهود موجه من أجل إنقاذ اليمن من احتلال إيراني، وهناك شواهد كثيرة على ذلك. الاحتجاج بالدفع الطائفي هو لتقليل أو إطفاء الإرادة العربية من الوقوف أمام تمدد الدولة الإيرانية. ثانيا: تزييف التصريحات المنسوبة إلى المسؤولين القريبين من اتخاذ القرار، أو الذين لهم علاقة مباشرة بالأحداث، والقول إن «فلان» قد صرح بأن هناك «مفاوضات» مع هذا الطرف أو ذاك، أو القول إن…
آراء
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
في كل صباح نسمع أو نقرأ عن مشاجرة شباب بالسيوف والسكاكين انتهت بإزهاق روح شاب في مقتبل العمر، أو خطت على جسمه عاهة مستديمة، ونقشت في نفسه ذكريات بشعة أليمة ! سيل من الدماء الشابة التي تراق! وقلوب أمهات وآباء تعتصر حزنا وكمدا على أبناءها الذين لم يذنبوا، ليستحقوا القتل أو الإيذاء، والغريب فالموضوع انه في أحدث مشاجرة بين عدد من الشباب تبين أن عددا من الجناة تتراوح أعمارهم بين 32 عاما إلى 37 عاما، وهذا باعتقادي السن المناسب للعقلانية والرشاد فقد بلغوا مبلغا يتطلب التفكير بجدية في المستقبل، فكم من السنوات يحتاج مثل هؤلاء للابتعاد عن الطيش والتهور؟ وهل لازالوا متأثرين بمشاهد القتل والعنف فالأفلام الهندية، والأجنبية؟! وهل يعتقدون أننا نعيش في شيكاغو؟! للأسف هذه النوعية من الشباب أفسدوا مجتمعنا الآمن، وتبنوا ثقافات وظواهر غربية لا تمت بصلة لديننا الحنيف المتسامح، ولا لعاداتنا العربية الأصيلة، لم نكن نسمع أو نشاهد مثل هذا الكم من العنف في المشاجرات، فلم تتعد المشاجرات استخدام العصي والهراوات! فكيف لنا أن نرتاح، ونضع رؤوسنا على المخدة لنغط في نوم عميق مع وجود هذه الفئات الضالة للطريق القويم؟! وكيف نأمن ترك فلذات أكبادنا تمارس حياتها اليومية في المدارس والأحياء والمنازل؟! هذا التيار الجارف أصبح يداهم الأبناء في عقر دارهم، بلا هوادة ولا خوف من عقاب…
آراء
الجمعة ٠٨ مايو ٢٠١٥
هذا الصيف ذكرى مائتي عام على هزيمة نابليون في معركة واترلو، إحدى ضواحي، أو أحياء بروكسل. الكاتب العظيم ألكسندر دوماس يصف كيف شاهد الإمبراطور متوجهًا إلى المعركة في عربته، وكيف عاد منها شاحبًا ومنكسرًا. بمحض المصادفة، وقعتُ على شيء مختلف من أوراق نابليون: نصوص الأوامر التي كان يوجهها إلى ضباطه وجنوده. والذين منا كان قد رسخ لديه أن «البروباغندا» بدأت مع وزير هتلر جوزيف غوبلز، يجب أن يعودوا إلى مرحلة نابليون. من أجل معنويات جنوده ومعنويات الفرنسيين، كان الرجل يكذب. وكان يحجب الحقيقة، ولذلك، سلط الرقابة على الصحافة. وعندما فقدت الصحافة ثقة الناس، فقدت قراءها. وافتقرت. وأفلست. وبعدما كانت باريس تحتار بين 24 صحيفة كل يوم، انخفض العدد إلى أربع. وهو العدد نفسه الذي انخفضت إليه صحف دمشق وبغداد وليبيا الفاتح العظيم في الجماهيرية العظمى، بعد نزول «الثورات» بها. كان نابليون يخسر في مسارح القتال ويربح في الصحف الأربع. وكان جنوده ينسحبون مُدمين في الحرب، ويقرأون عن الانتصارات في الجرائد. فتوقفوا هم أيضا عن قراءتها. وما لبث بعضها أن افتقر وتوقف عن الصدور. وفي صحف سوريا، لا تزال الانتصارات تتالى، لأن الصحف الأربع تصدر من دمشق، وليس من حلب، أو إدلب. كذبت الصحف على نابليون بأوامر منه. ومن يقرأ تلك الأوامر يعرف من أين ترجمت خطب السياسيين العرب: يا جماهير…
آراء
الجمعة ٠٨ مايو ٢٠١٥
يبدو أن القيادة الإيرانية ما زالت تستخف بالقرار السعودي الخليجي مواجهة التمدد الإيراني في منطقة الخليج وفي المنطقة كلاً، بدليل ما يواصل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ترداده عن هزيمة قوى التحالف التي نفذت عملية «عاصفة الحزم» وتنفذ الآن عملية «إعادة الأمل» في اليمن. وقد لا يكون هذا الاستخفاف موجوداً في الغرف المغلقة بالمقدار الذي تعبر عنه تصريحات المسؤولين الإيرانيين والسيد نصرالله أمام الإعلام وفي الخطابات التعبوية، لكن درجة الاعتداد بالنفس الإمبراطورية التي سبقت قرار قوى التحالف التصدي للتوسع الإيراني، تحول دون الإقرار بوجوب قراءة الأحداث والتطورات وفق مقاييس جديدة، فيحل مكان هذه القراءة نوع من المكابرة غير المتناهية على لهجتهم وفهمهم هذه الأحداث، وهي محاولة لإيهام الجمهور المؤيد السياسة الإيرانية في عدد من الدول بأنها لم تخطئ ولم تسئ الحسابات ولم تغال في الاتكاء على مجموعات مسلحة في عدد من الدول، بحيث جرّتها إلى حروب ومآسٍ. يحل الإنكار مكان الواقعية المزعومة عند طهران ومؤيديها وأذرعها السياسية والإعلامية، بالقول إن ما تقوم به دول التحالف لم يحقق أي نتيجة، في وقت أعلنت قيادتها أنها استطاعت تدمير القسم الأكبر من الصواريخ التي نصبت على أرض اليمن والتي كانت تهدد السعودية والدول الخليجية، وهي كانت نهبت من ثكنات ومراكز الجيش اليمني، أو تزود بها الحوثيون من الشحنات التي…
آراء
الجمعة ٠٨ مايو ٢٠١٥
مع اقتراب قمة كامب ديفيد، تتسارع الترتيبات والتشاورات بين غرف اجتماعات واشنطن والخليج بشأن ملفات وقضايا المنطقة، آخرها اجتماع وزراء خارجية الخليج ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في باريس اليوم، تسبقها زيارة كيري إلى الرياض أمس، وقبلها قمة تشاورية خليجية استثنائية الإثنين لمناقشة الملفات الإقليمية، باستضافة الرئيس الفرنسي هولاند. واستضافة هولاند بحد ذاتها تكتسب دلالات ذات أهمية، منها موقفه المنسجم مع موقف السعودية في كثير من قضايا المنطقة، كالموقف من النظام السوري، والموقف من إيران وتهديدها الأمني ومن مشروعها النووي، وأخيرا الموقف من اليمن. وبطبيعة الحال، فإن بعض القضايا المتفق بشأنها في القمة القادمة بين دول الخليج وأمريكا هي حول الأزمة اليمنية وحول التحالف الدولي ضد "داعش"، وأما المختلف حولها حتى الآن فعلى رأسها الاتفاق النووي مع إيران وما يرافقه، والوضع في سورية والموقف الأمريكي منه. تدرس أمريكا مجموعة من الخيارات لطمأنة الخليج، فيما يرغب الخليج في مواقف سياسية واضحة، تبدي أمريكا اهتماما أوليا بالجانب العملي، وربما الأنسب دبلوماسيا بالنسبة لموقفها، وهو غالبا الشق الأمني الدفاعي التقني، الذي يترافق بالضرورة ومصالح اقتصادية عسكرية أمريكية. وقد تسابقت الصحافة الأمريكية في استعراض كواليس التحضيرات بشأن ما يمكن استعراضه على طاولة القمة التشاورية بين دول الخليج وأمريكا. وحول ذلك ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إمكانية الإعلان عن عضوية السعودية والإمارات حليفا رئيسيا خارج…
آراء
الخميس ٠٧ مايو ٢٠١٥
منذ توليه مقاليد الحُكم في المملكة العربية السعودية، فاجأ الملك سلمان بن عبدالعزيز، السعوديين والعالم بتغيرات تبدو «دراماتيكية» لإدارة الحُكم في المملكة بتعيينه أخيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أصغر أبناء الملك عبدالعزيز ولياً للعهد، وتعيين محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، كما تم تغيير طاقم القصر الملكي. ويوم 25 مارس الماضي فاجأ الملك سلمان العالم بإعلان «عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية إلى اليمن، بعد أن استولى الحوثيون على السلطة عنوة، ما اضطر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الخروج من اليمن إلى السعودية حفاظاً على حياته، بعد أن اقترب الحوثيون من مقر إقامته في عدن. وحققت الغارات الجوية التي نفذتها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أهدافها بشل حركة الطيران اليمني الذي تسيطر عليه قوات تابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين، كما تم تدمير منصات الصواريخ الباليستية التي وقعت في يد الخارجين على الشرعية في اليمن. وفجر يوم 29/4/2015 أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز 25 أمراً ملكياً شملت عدة شخصيات مهمة في المملكة، لعل أبرزها تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد. وبهذا التعيين يصبح الأمير محمد بن نايف أصغر ولي عهد في المملكة العربية السعودية (ولد الأمير محمد عام 1959)، وبالتالي، فسيصبح ملك المملكة العربية السعودية بعد الملك سلمان. كما شمل الأمر الملكي تعيين…
آراء
الخميس ٠٧ مايو ٢٠١٥
ردود رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، على خطابات الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله ومواقفه، انتقلت، بعد «عاصفة الحزم»، من الحوار إلى المواجهة. وهو قال على حسابه في «تويتر»، إن نصرالله يتعامل مع «عاصفة الحزم» باعتبارها «هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن». وبعد الخطاب الأخير للأمين العام، وَصَفَ الحريري موقف نصرالله من أحداث اليمن بأنه مثل من «يتحدث عن الضاحية أو النبطية»، ويتصرف باعتباره «القائد الفعلي للحركة الحوثية». وأضاف أن: «الاهتمام المثير لنصرالله بالملف اليمني، يؤكد المتداول من أن إيران كلَّفته شخصياً منذ سنوات مسؤولية رعاية التنظيم الحوثي المسمّى أنصار الله»، محذّراً إياه من توريط لبنان بالحروب الأهلية في المنطقة، ومن المواجهة في القلمون على الحدود السورية. صحيح أن السياسيين اللبنانيين يتراشقون بالتصريحات، ثم يجلسون إلى بعضهم وكأن شيئاً لم يحدث، لكن سعد الحريري لم يدخل هذه اللعبة، في شكلها التقليدي المعروف. كان، على الدوام، يعبّر عن موقفه بالحد الأدنى من الصراحة والوضوح، وإعطاء مسافة للتفاهم. وهو ظلَّ لسنوات متمسكاً بالهدوء تجاه مواقف «حزب الله». وحين انخرط الحزب في الحرب على الشعب السوري إلى جانب النظام، لم يلجأ سعد الحريري إلى اللغة التي تحدّث بها عن دور «حزب الله» في انقلاب الحوثي. لكنه اليوم قرر المواجهة على نحو يُعدُّ سابقة، واعتبر في إحدى تغريداته أن الدولة اللبنانية…
آراء
الخميس ٠٧ مايو ٢٠١٥
في غضون أسبوعين، تغيّرت المعادلة الميدانية في شمال سورية لمصلحة المعارضين للنظام، وبعد إدلب وجسر الشغور، باتت الخطوة التالية المتوقعة في منطقة الساحل حيث لم يتوقف الغليان في ريف اللاذقية طوال الأعوام الماضية. وعلى رغم حصارات التجويع والبراميل المتفجّرة والقصف المتواصل، لم تكن وطأة الطوق الذي تشكّله الغوطتان حول دمشق كما هي الآن. وثمة تغيير آخر لا يقلّ خطورة سيأتي من جبهة الجنوب وتقدّم المعارضة الى درعا، التي أُخليت منشآتها الحكومية من الأثاث والوثائق. فمع خسائر الشمال، واحتمال استكمال إخراج قوات النظام من حلب، يتركز الخطر على ما يسمّى «معقل النظام»، وهو المنطقة التي بقيت هادئة نسبياً بل إن القوى الدولية سبق وحذّرت المعارضة من التعرّض لها خشية وقوع «مذابح مذهبية». ومع ازدياد الضغط من الجنوب والغوطتين، قد لا تعود العاصمة منطقة آمنة للنظام، لذلك أكثرت أوساطه وكذلك أوساط إيرانية أخيراً الكلام عن نقلٍ أو انتقالٍ ما لقيادة النظام الى طرطوس، ما أوحى بأن الفكرة قيد التداول، ومن مؤشراتها حصول حركة نقل لعائلات الضباط الى المدينة الساحلية. طوال الفترة الأخيرة، كان السؤال الأكثر إلحاحاً وغموضاً: أين إيران من الهزائم التي يراكمها حليفها في سورية؟ ففي أواخر شباط (فبراير) - أوائل آذار (مارس)، لم يُسجَّل للإيرانيين أي إنجاز سوى إرسال حملة الى الجنوب لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها المعارضة حول درعا،…
آراء
الخميس ٠٧ مايو ٢٠١٥
في الحقيقة توجد أطراف عدة في الأزمة اليمنية، إلا أن محاورها الرئيسية تتمثل في جماعة الرئيس المعزول علي عبد الله صالح والحوثيين من جهة، والحكومة اليمنية التي أصبحت تقيم في الخارج من جهة ثانية، مع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وهناك تنظيم القاعدة. وبسبب تعدد المحاور، قد تطول الحرب إلى أشهر وربما إلى ما وراء ذلك، ما لم يتم تقليص قدرات صالح والحوثيين، ليس من خلال المواجهة العسكرية فقط، بل كذلك باجتذاب معظم هذه القوى العسكرية والقبلية التي هيمن عليها صالح إلى صف الحكومة. الحرب أصبحت واسعة ولم تعد مقتصرة على العاصمتين صنعاء وعدن، بل صارت القوى الأربع تتقاتل الآن في عشر محافظات يمنية، أي نصف البلاد المقسمة إلى إحدى وعشرين محافظة. إضافة إليها، وسع الحوثيون المعركة بفتح جبهة قتال ضد السعودية، بقصفهم مدنها الحدودية، وهو أمر كان منتظرًا منذ البداية، كوسيلة ضغط اجتماعية ودعائية ضد المملكة. خارج اليمن، يحاول الإيرانيون وحلفاؤهم رفع درجة الحرارة إعلاميا، من خلال تكثيف التغطية، حتى أصبحت الحرب اليمنية الشأن الأوسع تغطية، معتقدين أن اليمن سيكون مستنقع السعودية الذي سيشغلها عنهم في المناطق الساخنة الأخرى في الشرق الأوسط، إضافة إلى محاولات حثيثة من أجل دعم معسكر «صالح - الحوثي» بإدخال الأسلحة والمقاتلين الأكثر خبرة إلى مناطق الاقتتال، وهي المحاولات التي باءت بالفشل حتى الآن،…
آراء
الخميس ٠٧ مايو ٢٠١٥
صارت مهنة البعض التطاول على السعودية إعلاميا. وصارت مهمة البعض الآخر الحديث عن التغاضى عن مثل هذا التطاول. يطالب المغرضون منذ سنوات أن نتغاضى عن مثل هذا الهجوم الإعلامى وعلى مختلف مستوياته ومن مختلف مواقعه. يريدون المزيد من الانبطاح الذى لم يؤدِ إلا إلى مزيد من التطاول. هذا التطاول لم يعد موجها ضد السعودية بل ضد مصر وعقول العرب. إن العلاقات بين الدول أكبر مما يصدر من إعلامى هنا أو هناك. لكن المساس بالمملكة العربية السعودية بوجه الخصوص وفى هذا التوقيت يحمل أكثر من معنى وهو تطاول على الخليج كافة. وهذا ما يجب أن يدركه القائمون على الإعلام فى أى بلد عربى . والإمارات تحديدا تقف ضد كل من يمس اى شبر من الخليج العربي، أرضا أو معني. لقد آن الأوان كى يستيقظ اصحاب الفتن من سباتهم الكاذب، فالسياسة لم تعد أهواء شخصية بقدر ما هى مسيرة لبناء دول وتماسك ووحدة مصير لإيجاد درع عربية تضمن للشعوب العربية البقاء والصمود بقوة وضمان الأمن والامان فى الديار العربية. لا يمكن القبول بأن يكون الإعلام منبرا للتطاول والهجوم. اسمه اعلام، أى أخبار الناس بما يجرى وتوعيتها. ولو كان غير ذلك لكان من الاجدى تسميته اسما آخر يناسب عقلية التطاول. ولا عاد ممكنا الحديث عن الاستقلالية ضمن مناخ التقصد فى توجيه السهام والإساءة.فهل…
آراء
الأربعاء ٠٦ مايو ٢٠١٥
الساعة: 9:33 مساء اليوم: الاثنين 4 أيار (مايو) الملك سلمان بن عبدالعزيز يغرد: «تمنياتي لسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، وللوزراء الجدد، وأن يؤدي المسؤولون كافة مهامهم لخدمة شعبنا، الذي لن أقبل التقصير في خدمته». في تلك الســــاعة كان الملك يستـــضيف الرئيــــس الفرنسي على العشاء، ومن اللافت أن تصـــــدر التغريدة في هذه اللحظات لولا أنها تضمنت إضافة إلى التهنئة رسالة شديدة اللهجة بملاحــــقة المــــقصرين في الخدمة من دون أن يكون لها مناسبة معينة في إطار التهنئة والحث على العمل الجاد. في ما يبدو أن الملك اطلع على مقطع «الصفعة» قبل ذلك بقليل، فقضى أمره بإنصاف الصحافي، إلا أنه أراد من خلال التغريدة التي سبقت إعفاء رئيس المراســم أن يذكّر جميع المسؤولين بمهماتهم، وأن يحذّرهم من التقصير، لأن الأمر سيصدر حال وداع الضيف، أو على الأصح صدر منذ اللحظة الأولى التي وقف فيها الملك على المقطع، لكن الإعلان تأخر احتراماً للضيف وواجبه. ساعات قليلة فقط بين إطلاق الوسم والأمر الملكي الذي يؤكد أن كرامة الإنسان أعلى من كل اعتبار، ولا حصانة لمسيء أو مقصر مهما كان، لذلك كانت التغريدة إعلاناً مبدئياً مستديماً لمصير كل من يختل عمله. جاءت الصفعة من رئيس المراسم المفترض كونه سيد الديبلوماسية والبروتوكول، وفي لحظة استقبال الملك لضيفه، وقمعاً لحرية مصور في الحصول على صورة مميزة…