آراء

آراء

دروس العاصفة!

الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥

ما أكثر الدروس التي يفترض أننا في مجلس التعاون الخليجي تعلمناها منذ انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس، وهي في معظمها تذكير بأهمية أخذ المبادرة واستباق الأحداث والواقعية في تعاطينا مع وعود «الحلفاء» وفي رؤيتنا لعلاقاتنا مع من حولنا. أول العبر المهمة أننا في الخليج أقوى مما كنا نعتقد في أنفسنا. فما إن أخذنا بزمام المبادرة حتى تذكرنا أن: السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ إنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ دعونا نراجع رؤيتنا لأنفسنا ما قبل عاصفة الحزم، لقد شعر كثير منا بشيء من الحيرة والتردد، خصوصاً أمام تمادي صناع الفوضى في منطقتنا في الاستهتار بكل القيم والمبادئ وإمعانهم في الغرور والغطرسة والاستفزاز واستعراض القوة وكأن «صبر الخليج» ليس سوى ضعف وخوف، فداعش يهددنا بالموت ويتوعدنا بالفوضى من الشمال. ومن الجنوب الحوثي يستفزنا بحماقاته وتهدياته وصور أوليائه في إيران. ثم يطل علينا أحد طبول الحرب الإيرانية منتشياً وبكل جرأة: «نحن أسياد البحر»! وما هي إلا أيام حتى يظهر بوق آخر يعلنها على الملأ: بغداد عادت عاصمة بلاد فارس!. مخيف جداً أن تشك في نفسك وفي قدراتك. ومحبط جداً أن تشاهد كل هذا الاستفزاز وهذا العبث يهدد أمنك الوطني ولا تعرف ما تفعل. لكننا ـ وعلى الرغم من السنوات العجاف التي تمر بها منطقتنا منذ بداية ما ظنناه «ربيعا» ـ لم…

آراء

أين هو جيبنا المثقوب؟

الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥

قبل عشر سنوات انسحب الجيش السوريّ من لبنان. جاء ذلك بعد مقتل الرئيس رفيق الحريري، والضغوط التي فجّرها داخليّاً ودوليّاً، ما أجبر نظام الأسد على سحب قوّاته. يومها، تراءى للبعض أنّ لبنان جديداً، مستقلّاً وأكثر ديموقراطيّة، سوف ينشأ. وبالفعل فإنّ ما تمّ كان قابلاً، من حيث المبدأ، لأن يؤسّس جديداً يُبنى عليه، وكان من الممكن، مبدئيّاً أيضاً، أن ينهض ربط استكماليّ بين حدث 2005 وحدث 2000 الذي شهد خروج الجيش الإسرائيليّ من لبنان. إلاّ أنّ شيئاً من هذا لم يحصل. صحيحٌ أنّ النظام السوريّ وزبانيته فعلوا كلّ ما في وسعهم، بما في ذلك الاغتيالات، كي لا يحصل ذلك. إلاّ أنّ الانقسام اللبنانيّ العميق كان خير مُستقبل وخير مُفعّل لدور النظام المذكور وإجرامه. واليوم، بعد عشر سنوات على الانسحاب، يتّخذ الانقسام اللبنانيّ صورة تقارب الإطلاق الذي يكاد لا يستثني شيئاً منه، حتّى ليتساءل كثيرون عن «سرّ» التجنّب اللبنانيّ لمواجهة عنفيّة مفتوحة. قبل عامين على انسحاب الجيش السوريّ الذي عُدّ ضربة لنظام دمشق الأمنيّ والاستبداديّ، سقط نظام أمنيّ واستبداديّ في بغداد. لقد هوى من عليائه صدّام حسين وتماثيله وزمرته، وانفتح الباب أمام العراقيّين كي يبنوا بلداً جديداً ونظاماً آخر. لكنْ، إذا استثنينا شكليّات العمليّة الانتخابيّة وانتشار وسائل التعبير، لم يحصل شيء من هذا. ما حصل هو اندفاع الانشقاق الأهليّ بعيداً إلى الأمام،…

آراء

هذه المرة.. سعوديون ولبنانيون

الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥

إلى جانب الحرب والتقاتل المباشر، اعتدنا في لبنان على موجات من الصدام الكلامي وسوء الفهم الجماعي الذي يطغى فيه السباب والشتيمة وتسيّد مشاعر الكراهية والنفور. حدث ويحدث ذلك فيما بيننا كطوائف مسيحية ومسلمة ومذاهب كسنة وشيعة على سبيل المثال. نعم، أظهرت الحرب التي ودعنا ذكراها الأربعين قبل أيام أننا عالقون في قلب طوائفنا وأننا مجموعات تتصادم وتتقاتل وتتبادل الاتهامات. تبين لنا قبل غيرنا أن تركيبتنا الطائفية هي المصدر لمشاعر الكره أو الحب تجاه بعضنا بعضا وتجاه غير اللبنانيين من إسرائيل إلى سوريا إلى إيران إلى تركيا ودول عربية وخليجية. كثيرا ما عيّرَنا عرب في معرض نقدهم للبنان وتجربته بأننا طوائف.. هذا صحيح، نحن طوائف وهذا ليس إعجابا لكنه اعتراف. المشكلة أن كثيرا من العرب وبعد عام 2011 اكتشفوا ما كانوا ينكرونه علينا ويدعون الطهارة منه، وهو أن كثيرين منهم طوائف أيضا وجماعات انفجرت علاقاتها وتحولت حروبا واقتتالا. لبنان لم يكن يوما بمنأى عن محيطه والعالم، بل كان بوابة مشرعة أمام التأثيرات الخارجية بما في ذلك من سلبيات وإيجابيات. وتوازنه الطائفي لم يلغِ قوة الطائفية التي تجلت في الثقافة والفن والسياسة نوعا ما. كنا كجماعات وطوائف أقوى من الدولة، لذلك حين تشرذمت وضعفت هذه الدولة لم يسقط البلد تماما، بل بقي رغم كل عوامل الانفجار عصيا على الانهيار الكامل، بينما أثبتت…

آراء

..وانتهت مهلة السنتين

الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥

إذا كان البعض منا ينسى، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا ينسى. فقد أعاد سموه قبل أيام نشر تغريدة كان قد كتبها قبل عامين على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «تغريدة نشرتها قبل عامين.. أحببت تذكير الأخوة المسؤولين بها.. موعدنا بعد شهر لاستعراض نتائج عملهم». وكانت التغريدة التي نشرها سموه قبل عامين تقول: «أعطينا مهلة سنتين للجهات الحكومية لتنفيذ مشروع الحكومة الذكية، ووعدنا المسؤولين الذين لا يحققون الهدف أن نقيم لهم حفل وداع بنهاية هذه المدة». بعد أقل من شهر، عندما تنتهي الفترة التي حددها سموه لتنفيذ مشروع «الحكومة الذكية»، تكون دولة الإمارات قد قطعت شوطاً طويلاً، وانتقلت من مرحلة المعاملات الورقية إلى مرحلة استخدام الهواتف المحمولة، بهدف توفير كل الخدمات الحكومية، وتسهيل وصولها للمتعاملين، في أي مكان وكل زمان، وذلك خلال فترة زمنية هي الأقصر، بكل المقاييس، في تاريخ الشعوب وانتقالها من مرحلة إلى مرحلة، محققة خلال أربعة عقود تقريباً، ما لم تحققه دول وبلدان كثيرة خلال قرن أو أكثر من الزمان، لتصبح الحكومة الذكية مرحلة لا تمثل خط النهاية، وإنما محطة على طريق الانطلاق نحو الأفضل، تجاه المستقبل الذي يحمل كل يوم جديداً، ويفصح كل يوم عن جديد، ويبدأ عندنا اليوم وليس غداً، على خلاف ما هو متعارف عليه لدى غيرنا. عندما…

آراء

يا تدفع يا نشيل العدة!

الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥

من أكثر الملامح التي تفتقر إليها المتاجر في المملكة، هو وعيها بأهمية أن يكون العميل هو محركها الأول. فقد لاحظت خلال أسبوع واحد من التجوال في أسواق مدينة جدة، أن المبيعات هي المحرك الوحيد الذي تنتهجه معظمها، ابتداء من شركات الاتصالات مرورا بمحلات بيع الأجهزة الإلكترونية، وانتهاء بمحلات بيع الأدوات الصحية، فمن اللحظة التي تنتهي فيها عملية البيع تبدأ أزمة في عملية خدمات ما بعد البيع الموعودة. فمثلا تقوم إحدى شركات الاتصالات بالطلب بتسديد فاتورة متأخرة لرقم جوال، وذلك من أجل أن يتم إعادة الخدمة، إلا أنه بعد أن يتم السداد يتم اكتشاف أن الرقم لم يعد يظهر في نظام هذه الشركة ولا يمكن إعادة الخدمة، وبالتالي تبدأ عملية تقديم تظلم مضنية بهدف استعادة الرقم التائه في نظام هذه الشركة الكبيرة، ما يذكرنا بقصة عادل إمام في مسرحية شاهد ما شفش حاجة "يا تدفع يا نشيل العدة"! في جانب آخر، نجد أن الشركات الكبيرة المتخصصة في بيع الأثاث، تقوم بإغراء العميل بمعارض جميلة وكتالوجات مصممة بشكل مغر، تحرص على إنهاء عملية البيع في أقل من خمس دقائق، عبر مندوبين منتشرين في كل أركان المعرض، حتى يأتي دور تحديد موعد إيصال الأثاث إلى المنزل وتركيبه، ليكتشف المغلوب على أمره أنه اشترى منتجا عليه أن ينتظر وصوله لمدة تشابه مدد انتظار المواطن…

آراء

أغلفة العنصرية

الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥

العالم ينوء بالعنصرية. لا يمكن استثناء أي مجتمع. النظرة إلى الآخر بانتقاص بسبب اللون أو الجنس أو الخلفية العرقية أو الثقافية أو الدينية مسألة أفضت إلى سلسلة من الحروب والفتن. في القرن الماضي، كان المشهد السائد حروبا بشعة في إفريقيا وأوروبا بسبب العنصرية المرتبطة بالدين أو العرق. البوسنة والهرسك شاهد حي، على الجور الذي تعرضوا له، هذا الجور يزعم مرتكبوه أنه جاء ردا على إرث تاريخي أليم صنعه العثمانيون عندما سيطروا على البلقان. كانت محاكمات مجرمي الحرب في البوسنة عنوانا مهما، حاول العالم من خلاله أن يرمم ضميره المثقوب. وبالصدفة فقد استعادت ذاكرة العالم خلال الأيام الماضية عملية الإفناء الممنهج لنحو مليون ونصف المليون من الأرمن، تلك جريمة ارتكبتها تركيا، وهي لا تزال ترفض الاعتذار عنها. ونحن في عالمنا العربي نشهد أكبر جريمة عنصرية في العصر الحديث، تمثلت في إقصاء الشعب الفلسطيني عن وطنه، وتحويله إلى مجرد هامش يرى أرضه يحتلها غرباء قادمون من كل مكان، بينما هو لا يكاد يتمتع بالحدود الدنيا للمواطنة كفلسطيني أصبح بلا دولة. نفس الإنسان التي تتوسل بالعنصرية من أجل تكريس الاعتداد بالذات، هذه النفس تتكئ على مظهر من مظاهر الضعف والهشاشة. ومن الضروري الاعتراف بأنه يندر أن تجد إنسانا يتسامى عن هذا الفعل العنصري، حتى وإن قال سوى ذلك. لكن الضابط المهم لسلوكيتنا كبشر…

آراء

كارثة جيل التواصل الاجتماعي!!

الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥

إحدى أشهر الناشطات الكويتيات في مواقع التواصل الاجتماعي، فتاة تبلغ من العمر 24 عاماً، قالت وبكل صراحة: «لا توجد قدوة حقيقية للجيل القادم في مواقع التواصل الاجتماعي، أنا مثلاً لديّ عدد من المتابعين قريب من المليون، لكني لا يمكن أن أكون قدوة، فأنا تعلمت من والدي حب القراءة، وتعلمت وتثقفت وقرأت لكتّاب كبار، ولذا أشعر اليوم بغصةٍ وأنا أرى الشباب والجيل المقبل ترك القراءة، وترك الكتاب، وترك كبار الكتّاب، ويركض لاهثاً وراء نماذج هي في الغالب سطحية، ولا يمكن أن تشكل له قدوة!». كلام منطقي جميل، وغيره كثير قاله نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي في جلسة ثرية ومميزة، ضمن جلسات الملتقى الإعلامي العربي، الذي كان موفقاً للغاية في طرح موضوعات النقاش واختيار الشخصيات المتحدثة، وجاءت جلسة «المسؤولية الأخلاقية في التواصل الاجتماعي» لتطرح أسئلة وأجوبة، وتجارب مهمة جداً كان أبطالها هم شخصيات مشهورة جداً على مواقع التواصل، وهم اليوم يحذرون من سلبيات هذه المواقع على ثقافة وأخلاقيات الجيل المقبل! دكتورة كويتية عرضت دراسة تحليلية قامت بها حول أكثر الحسابات حظوة بالمتابعين، فكانت النتيجة وجود ثلاث فئات هي أكثر استحواذاً على المتابعين، وبأرقام خيالية بالنسبة لهذه المواقع، واحتلت فئة المكياج وعرض المفاتن والأزياء المركز الأول، في الحصول على أكبر عدد من المتابعين، تلتها فئة معدّي الأكل والحلويات و«الطبابيخ»، ثم جاءت في المركز…

آراء

وُضِعَتْ النقاط على الحروف

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥

يدخل شخص المقهى فيسبب نوعاً من الضجيج الداخلي، وملامح الحزن تبدو واضحة على تعابير وجه خالد، ليفاجأ الجميع بأن من دخل المكان، هو صديقه السابق. أصبح وجود هذا الصديق يدق القلق والارتباك لدى خالد في كل مرة يصادفه فيها، لأن وجوده يذكره بماض مؤلم، اضطر فيه أن يمثل دور الضحية طوعاً وكرهاً. لقد كان هذا الصديق مصدر إحباط ومحاربة لنجاحه، ما جعل علاقته معه تضمحل شيئاً فشيئاً، فلم يعد يجالسه، كما كان في الماضي، فرصاصته المحبطة التي هوت به يوماً إلى الأرض صريعاً، كانت كفيلة أن تدق ناقوس الوداع، ليعلن نهاية هذه الصداقة. عند إعادة النظر بسلوكيات وأصناف بعض الأصدقاء من حولنا، نجد أن وجودهم مصدر هموم وإزعاج، ولكن البعض يستمر في هذه العلاقة، خشية أن يتم جرحهم لعدم معرفة كيفية إبعادهم أو لعدم الرغبة في الشعور بالوحدة لقلة الأصدقاء، فتستمر العلاقة معهم، بالرغم من الجهد البدني والنفسي اللذين يسببانه. في عالم الصداقة، لا بد من مواجهة بعض الأصناف في مسيرة الحياة. فمنهم الأوفياء، الذين يكونون دائماً معك في السراء والضراء، فالصديق المخلص لا يجاملك، ولا ينهي علاقته معك لمجرد خلاف بسيط، وهو الذي يسامحك إن أخطأت، ويسد مكانك في غيابك. هو الذي يدعو لك بظهر الغيب، وينصحك ويعينك على العمل الصالح، لأنه على يقين من أنه بالقرب من الله…

آراء

اليمنيون أمام فرصة أخيرة قبل الانهيار الكامل

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥

يدفع اليمنيون البسطاء وحدهم أثمانا باهظة لتسديد فواتير جشع ورغبات سياسييهم شمالا وجنوبا، وتتوالى عليهم مشاهد القتل والدمار التي شملت كل بيت في اليمن، وما الحرب الدائرة الآن والموت المستمر إلا نتيجة حتمية لممارسات أدعياء الوطنية وأنانيتهم، وتتكرر الحروب شمالا وجنوبا، وتتناثر جثث الضحايا أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا، ويحل الحزن والغضب في كل بيت، وبعدها يعودون إلى هدنة يتناسون فيها ما حل بهم وبديارهم، لكنهم هذه المرة سيصحون على فاجعة لم يسبق أن شهدتها أرضهم. كانت الحروب الداخلية السابقة، وما أكثرها، تنتهي باتفاقات تتحدث عن جروح الماضي، وتمعن التنظير في مشكلات الحاضر، وترسم خطط المستقبل بأحلام لا تمت إلى الواقع المجرد من العواطف، فتكون بذرة الحرب التالية قد سكنت أحشاء الاتفاق الأخير، ولعل أفضح الأمثلة هو ما جرى في ردهات «موفنبيك» خلال عام كامل، استنزف خلاله المشاركون المال والوقت والجهد ليخرجوا على اليمنيين بوثيقة بدت تهيئة للحرب الدائرة اليوم التي تلتهم آمال اليمنيين في مستقبل أقل دمارا وتعاسة. اليوم، يتبارى كثير من اليمنيين والمحللين المحليين والخارجيين في تبادل الاتهامات، ويدافع كل واحد منهم عن الطرف الذي يراه مصيبا، سواء كان ظالما أو مظلوما، ولكن المحقق أن المواطنين البسطاء قد صاروا مرتهنين عندهما، وليس من العدل والإنصاف إقحامهم في معارك الساسة، وفي تعبير مبسط وعميق عن هذه الحالة المعقدة قالت لي…

آراء

إيران: التكفير المباشر والتكفير المستتر

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥

هناك تنظيمات سلفية جهادية مثل تنظيم الدولة (داعش) تتبنى نهج التكفير، وتعلن ذلك جهاراً نهاراً في حق المخالفين لها، سنة وشيعة. هذا بات معروفاً. ما ليس معروفاً تماماً هو ادعاء إيران أنها تحارب هؤلاء التكفيريين، ومعها يردد الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، أن حزبه منخرط في الحرب ذاتها. السؤال: ماذا لو أن الذي يدعي محاربة التكفيريين هو تكفيري أيضاً، وربما أشد وأغلظ في نهجه التكفيري، ويدير الحرب بآلية التفكير ذاتها؟ إيران وأذرعها، مثل نصر الله، تريد إقناع الرأي العام بعكس ذلك، لكن كل المعطيات المتوافرة تؤكد أنه إلى جانب تنظيمات السلفية الجهادية وغيرها من التنظيمات السنية، هناك في المقابل في ساحات الصراع ذاتها، مثل العراق وسورية ولبنان، تنظيمات شيعية، وكل منها يواجه الآخر من منطلقات مذهبية. ومن المعطيات أيضاً أن الدولة الإيرانية هي التي تتبنى الميليشيات الشيعية رسمياً، توجهها عقائدياً، وتديرها سياسياً، وتمولها مالياً، وتمدها وتدربها عسكرياً. وإذا كانت المذهبية والاصطفاف المذهبي الناجم عنها، إنما يعبران عن رؤية تكفيرية لدى جانب في الصراع (التنظيمات السنية)، فما الذي يمنع أن تعبر عن الشيء ذاته لدى الجانب الآخر (التنظيمات الشيعية)؟ المفترض أن الإجابة عن مثل هذا السؤال واضحة ولا تحتاج إلى كبير عناء لمعرفتها، لكن كما ذكرت في مقالة الأسبوع الماضي، يعتمد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن…

آراء

لماذا قتل غزالة؟

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥

مات متأثرًا بجراحه، واحد من أسوأ الوجوه السورية التي ظهرت في العشرين سنة الماضية. اللواء رستم غزالة، رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري. وهو مثل كثيرين سبقوه، نادرًا ما نسمع عن وفاة طبيعية لقيادات النظام، فقد قتل غازي كنعان، الذي سبق غزالة في المنصب، وزعمت الحكومة السورية أنه انتحر، وقبل عامين قتل جامع جامع رئيس الأمن العسكري أحد المتهمين بقتل رفيق الحريري، أيضا. سوريا الدولة الوحيدة في العالم التي يختفي فيها المسؤولون، بدعوى الانتحار، أو في ظروف غامضة. وفي حال اللواء غزالة فإن معظم الروايات، بما فيها شبه الرسمية، تجمع على أنه قتل بالضرب المبرح. وروجت مصادر مختلفة للحكومة روايات متناقضة، أكثرها مدعاة للسخرية أنه تعرض للضرب المميت بسبب خلافه مع مسؤول أمن عسكري آخر، رفيق شحاتة، لأنه أصر على المشاركة في القتال في بلدته درعا ضد «الإرهابيين». لا أدري إن كان يوجد مغفلون لهذه الدرجة أن يصدقوا مثل هذه الرواية، الاقتتال على البطولة والوطنية. والأكثر سخرية، أن القاتل شحاتة كوفئ قبل أيام بتقليده منصب زميله الذي قتله. الأرجح أن غزالة قتل بالتعذيب في أحد السجون، والنظام لم يسع لإخفاء رواية القتل، وإن كان قد نشر شائعات متناقضة حول كيف ولماذا. فقد اعتاد الاعتراف بالوفيات الغامضة لمسؤوليه ضمن سياسة زرع الخوف بين قياداته، وكان الميتان قتلا رئيس الوزراء…

آراء

شكسبير ينتحر في طهران!

السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥

أول ما يجب علينا فعله هو الابتعاد عن التركيز على الذيل إلى التركيز على الرأس. الذيل هنا يمثله المدافعون العرب عن المشروع الإيراني الذين باعوا أنفسهم له، لأنه يحقق لهم شيئا من الزعامة، وشيئا من رغد العيش، ويصيب أوطانهم بخلل بالغ العمق وطويل التأثير. أعجبني كثيرا تعبير من أحد الكتاب اللبنانيين، الذي وصف تلك الزعامات بتعبير لبناني، فهم بالنسبة إليه ليس أكثر من «دُكانجية». مناقشة «الدُكانجية» عبث ما بعده عبث، لأن المهم هو «مُورد البضاعة»، وهو الذي لم يستطع أن يبيعها في الداخل الإيراني لدى الشعوب الإيرانية، فأراد تسويقها من خلال الدُكانجية وهي بضاعة فاسدة انتهت صلاحيتها. إيران اليوم بجميع قومياتها تحت وطأة قيادة أقل ما يمكن توصيفها به أنها فاقدة الإدراك لما يدور حولها أو ما يحدث في العالم. سلمت الشعوب الإيرانية للفقر والحاجة والمخدرات، وأفقدت تلك الشعوب حتى الحد الأدنى من الحريات. قادة المؤسسة الدينية مع قادة المؤسسة العسكرية، مع يساريين سابقين خبروا العيش والعمل أيام الشاه وبعده مع الغرب، وأصبحوا يشكلون اليوم البيروقراطية العليا، يحكمون إيران بالنار والحديد، وتوحش جهاز الأمن للجمهورية الإسلامية يتفوق على سيئ الذكر «السافاك»، وهو الحرس القمعي السابق لرضا بهلوي. هذه المجموعة الحاكمة تصورت أن تحيل بلاد العرب من جيرانها إلى مستعمرات في أفضل الأحوال، أو محميات في أسوأ الأحوال، للتحكم في عشرين…