آراء

آراء

أوباما: اعتذار لإيران وانتقاد العرب!

الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠١٥

حاولت تجاهل حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي نشر في الـ«نيويورك تايمز»، لأني واثق أنه ضمن حملته الدعائية للاتفاق المبدئي مع إيران، لكن صداه كان كبيرا. استفز كثيرين هنا في المنطقة أكثر مما هدأ من مخاوفهم! توماس فريدمان، من أهم الكتّاب، ومن أكثر المطلعين على شؤون المنطقة، ويعرف تفاصيلها، هو من حاور الرئيس، ربما لهذا جر الرئيس من التبرير إلى الجدل. والغريب في الحديث أن الرئيس أثنى على النظام الإيراني وبرر أفعاله، وكان يوحي بشعور الذنب لما فعلته الولايات المتحدة ضد إيران! لا أدري ما الكتب التي يقرأها الرئيس الأميركي قبل أن ينام، أو كيف يفهم أحداث العقود الثلاثة الماضية! نظام طهران أقرب في تفكيره وممارساته إلى تنظيم القاعدة، ديني فاشي عدائي لكل ما يخالف آيديولوجيته، العالم في مفهومه مؤمنون وكفار، هو من افتتح العنف في المنطقة باسم الدين قبل ظهور «القاعدة» بعقد ونصف. وبقدر ما كان أوباما اعتذاريا وكريما مع النظام الإيراني في هداياه باتفاقه النووي معهم، كان قاسيا ضد العرب، قسوة غير مبررة! مثلا يقول إنه بدلا من حديث العرب عن الخوف من إيران عليهم أن يقفوا ضد جرائم بشار الأسد! صراحة، قرأت هذه الفقرة أكثر من مرة أحاول أن أضعها في إطارها، وعجزت عن فهم تناقضاتها. جرائم نظام الأسد التي تسببت في قتل ربع مليون إنسان، وشردت…

آراء

أحلام تُلقي كلمتها في حفلة ابتعاث العـُـشر الموهوب

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

على الحفلة التي تتصورها هذه المقالة ألاّ يبدو بعيداً عن التحقق. بدأت القصة حينما قرأت طالبة سعودية في قسم الدراسات الأفروأميركية بجامعة هارفارد مقالة بعنوان: «العـُـشر الموهوب: The Talented Tenth» لوليام إدوارد دو بويز، الكاتب وعالم الاجتماع وأول أميركي أسود يحصل على الدكتوراه من هارڤارد، وأحد أبرز قادة الأميركان السود في مطلع القرن الـ20. إلى بُويز يعود الفضل في إشاعة مفهوم «العشر الموهوب» على رغم أنه لم يكن من بنات أفكاره، بل لهنري ليمان مورهاوس، الناشط الاجتماعي الأبيض الذي آمن بالأهمية المحورية للتعليم في الترقي الاجتماعي للجماعة الأميركية السوداء. حينذاك، كان «فاعلو الخير» من البِـيض يعتقدون بأن تزويد السود بالعلوم التقنية سيكون كافياً للإسهام في تخفيف الطبقية الاجتماعية وفي تجفيف منابع العنصرية. المشكلة كانت، برأي مورهاوس وبويز، أن العلوم التقنية أو الصناعية لا توفر الأساس الفكري الضروري لبزوغ فئة اجتماعية رائدة وموهوبة تمثل عُـشر المجتمع الأسود التي تقود البقية إلى مستوى اجتماعي أفضل، بل تقتصر نتائج هذا النوع من العلوم على توفير يد عاملة لخدمة أهداف رأسمالية كان بويز من أشد منتقديها. وحده التعليم المتأسس على الفنون الحرة والكلاسيكيات والعلوم الإنسانية يمكن أن يكوِّن، والعبارات لمورهاوس، عقولاً مدربة تتميز بقوى إدراكية حادة تمكنها من التحليل والتعميم وإصدار الأحكام الموزونة جيداً في عبارات واضحة وقوية. هذه النوعية من العقول هي وحدها…

آراء

هل إيران هي العدو أم إسرائيل؟

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

يوم الأحد الماضي طرح خالد الدخيل في مقاله الأسبوعي في «الحياة» السؤال الآتي: «هل إيران هي العدو، أم إسرائيل؟»، وأجاب عنه قائلاً: «العدو إما أن يكون عدواً لذاته وبذاته، وإما أن يكون عدواً بفعله، وإن لم يكن بذاته. وهذه القاعدة تنطبق بحذافيرها على حالتَيْ إيران وإسرائيل، وعلاقة كل منهما بالعرب. على هذا الأساس، ووفقاً لواقع ما يحدث في المنطقة، فإن إيران هي عدو للعرب ليس بذاتها، وإنما بأفعالها وممارساتها التي هي أفعال وممارسات عدو. أما إسرائيل فهي عدو للعرب لذاتها وبذاتها وبأفعالها». في السابق كانت الإجابة عن السؤال من بعض الكتّاب والمثقفين في منطقة الخليج، تستبدل إيران بإسرائيل في منزلة العدو، وتعتبر أن إسرائيل ليست عدواً، ولا تشكل تهديداً للمنطقة. الإجابة على هذا النحو، أوجدت مجالاً لأولئك الذين فرضوا السؤال بهدف صرف الأنظار عن الدور الإيراني المدمّر في المنطقة، لمواصلة التبرير والدفاع عن سياسة طهران، فضلاً عن أن الإجابة باستبدال إيران بإسرائيل منعت وصول الفكرة إلى عامة الناس في الدول العربية، التي ترفض نزع صفة العدو عن إسرائيل. ولهذا، فإن الإجابة التي طرحها خالد الدخيل عاودت تصحيح الرؤية التي يجب النظر منها إلى إيران، بالنسبة إلى العرب، وهي أن طهران ليست بديلاً من تل أبيب في المنزلة، لكنها تشبهها في الأفعال والسياسات والأطماع. ولكن تبقى الإجابة الموضوعية التي طرحها الدخيل،…

آراء

إدوارد سعيد ودانيال بارنبويم

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

"نظائر ومفارقات.. استكشافات في الموسيقى والمجتمع"، هذا عنوان كتاب جمع بين اثنين من أوسع الأسماء صيتا وأثرا، وتربطهما صداقة طويلة، أولهما بروفيسور اللغة الإنجليزية والأدب المقارن بجامعة كولمبيا، إدوارد سعيد، ترجمت كتبه إلى ست وثلاثين لغة، منها: الاستشراق، الثقافة والإمبريالية، السلطة والسياسة والثقافة. الطرف الآخر في الكتاب هو دانيال بارنبويم، مدير الشؤون الموسيقية لأوركسترا شيكاغو، ثم لدار الأوبرا الألمانية. أدار الحوار بينهما آرا غوزيليمان. الكتاب صدر في طبعته الأولى من دار الآداب اللبنانية في العام 2005 وقامت بترجمته نائلة حجازي. هذا عمل مليء بالمتعة والمعرفة والآراء والنوافذ على الموسيقى والمجتمع والثقافة. أضع منه هذين المقطعين باختصار: دانيال: أعتقد أن كل عمل فني عظيم ذو وجهين، الأول موجه نحو زمنه، والآخر نحو الأزلية، بكلمات أخرى هنالك ميزات معينة في سيمفونيات أو أوبرات موتسارت، مرتبطة ارتباطا واضحا بزمانها، وليس هناك ما يجمعها بالحاضر. "حق السيد" الذي يتمتع به "الكونت" في فيغارو محصور تماما بزمانه، لكنّ هنالك أمرا لا زمنيّ في هذه الموسيقى، وهذه الناحية يجب أن تعزف بنوعٍ من الإحساس بالاستكشاف. إدوارد: لكن لماذا تطلق عليها صفة الخلود أو الخروج عن الزمان! أنت في زمن محدد، لست خارج الزمان، لذلك يمكن تحديثها، هذا ما تريد أن تقوله، نوعا ما. دانيال: إنها خارج الزمان بمعنى أنها غير محصورة بذلك الزمان، إنها دائمة العصرية،…

آراء

كيف نبني وجهات نظرنا؟

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

في مقال له حول «عاصفة الحزم»، عرض رئيس تحرير عربي معروف لميزان القوى بين طرفي الحرب، في جزئية تتعلق بسلاح الجو اليمني، عندما شبهه بما كان لدى سلاح الجو الأفغاني عشية الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 ضد حكم حركة طالبان. نقل رئيس التحرير في مقاله عن وزير دفاع أفغاني سابق، انضم لاحقاً لحركة «طالبان»، قوله «إن سلاح الجو الأفغاني يتكون من حوالي 14 طائرة من نوع (ميغ – 17) السوفييتية، التي جرى تصنيعها قبل الحرب العالمية الأولي، وجميع هذه الطائرات المتهالكة غير قادرة على الطيران، باستثناء 4 طائرات فقط..». وفي فقرة تالية، وبعد عرض قصير عن القوة الجوية السعودية والخليجية، كتب: «بينما ينحصر دور سلاح الجو اليمني الذي لا يقل تهالكاً عن نظيره الأفغاني في الاستعراضات البهلوانية الجوية». استوقفتني في تلك الفقرتين معلومتان، لأنهما - بتفسير حسن النية - «تنقصهما الدقة». فمقاتلات «ميغ – 17»، لم تنتج قبل الحرب العالمية الأولى، بل حلق أول نموذج لها عام 1950، وبدأ إنتاجها الفعلي اعتباراً من عام 1953. أما القول بأن سلاح الجو اليمني «ينحصر دوره في الاستعراضات الجوية»، فهي أيضاً معلومة تنقصها الدقة. وطالما أن الأمر كان يتعلق بالمقارنة بين المقاتلات التي تملكها دول الخليج في مقابل «سلاح الجو اليمني» وإجمالاً بين التحالف الخليجي/العربي وقوات الحوثيين، فلقد كنت أفترض (وأي قارئ)، أننا…

آراء

إيران.. تحاصرنا إعلامياً ونحن نتفرج

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

لا شك أننا نملك الشرعية في عملية عاصفة الحزم، ولكن من يتتبع أداء إعلامنا الرسمي والخاص يشهد غياباً غير مبرر على الساحة الدولية، إذ نفتقر إلى قنوات تلفزيونية موجهة باللغات الإنكليزية والفرنسية مثلاً، فمؤتمرات وتصريحات سفيرنا في واشنطن -للأسف- لم تستغل بشكل مهني؛ لإيصال موقف المملكة مما يجري على حدودها الجنوبية، أو موقفها من الاتفاق المبدئي بين الدول الخمس +1 وإيران. لا شك أن تعبئة الرأي العام المحلي والعربي تقوم به وسائل إعلام رسمية وخاصة على أكمل وجه، ولكن في الأزمات والحروب لا يكفي أن نسمع أصواتنا فقط على رغم أهمية ذلك، ولكن الساحتين الإقليمية والدولية تأتيان في درجة الأهمية نفسها أو متقدمة عليها، ولاسيما في الظروف التي نمر بها الآن. دول كثيرة تملك إذاعات ومحطات تلفزيونية موجهة، ودول كثيرة فعلت هذه الإذاعات في الحروب منذ عشرات السنيين، فكلنا يتابع المحطات التلفزيونية الموجهة إلى عالمنا العربي، مثل قنوات «بي بي سي وروسيا اليوم» و«الفرنسية»، وكلها ناطقة باللغة العربية، أما دول الجوار وفي محيطنا الإقليمي فلم تغفل هذا الجانب مثل القناة التركية وقنوات إيرانية أو تابعة لها، كلها تعمل على كسب الرأي العام العربي في قضايا متعددة. أما نحن فجهدنا في هذا المجال شبه معدوم، أو أنه متواضع جداً ويكاد يكون تأثيره غير فعال، وللأسف أننا، ولاسيما في دول الخليج دول،…

آراء

أميركا – إيران: ضربتان للإيديولوجيا

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

كائناً ما كان الرأي السياسيّ بـ»اتّفاق الإطار»، فالكثيرون ممّن تناولوه غلّبوا «مبدأ اللذّة» والرغبات على «مبدأ الواقع». فهو، في النهاية، تسويةٌ تلبّي، مثل كلّ تسوية، بعضاً من مصالح الطرفين، لا كلّها. وإذا جاز التلخيص بأنّ أميركا ستضمن، بعد استكمال الاتّفاق، عدم حصول إيران على السلاح الذريّ فيما ستضمن إيران رفع العقوبات، كانت الإيديولوجيا هي الخاسر الأكبر. وهي، باستطالتها الحربيّة، خاسر بمعنيين: قلع الأنياب النوويّة واستبعاد الحرب في العلاقة مع إيران. وبالمعنى نفسه بدت المصالح هي المستفيد الأوّل. ولئن كان هذا جليّاً في حالة إيران بعد رفع العقوبات وتمتّعها بمنافع الرفع، فهو أيضاً، وبسبب الهجمة المتوقّعة للشركات الغربيّة وللعقود النفطيّة، إقرار بالأولويّة التي تكسبها «اليد الخفيّة» للسوق على حساب المواقف المبدئيّة القصوى. والحال أنّ الإيديولوجيّين في الطرفين بدوا مربكين قبل التوصّل إلى «اتّفاق الإطار». فالمرشد علي خامنئي سبق له، في آخر ظهور علنيّ، أن ردّد «الموت لأميركا» كما أكّد على أنّ الإيرانيّين يريدون التوصّل إلى تسوية، وهي بالضرورة تسوية مع هذا الكائن الآيل سريعاً إلى الموت! أمّا بعد «الإطار»، فلم يكتف متشدّدو إيران بإبداء التحفّظات، بل ذهب بعضهم إلى أنّ قيادة بلادهم رضخت لـ «الشيطان الأكبر». وفي هذا، كانوا كأنّهم يردّون على قول مؤيّديهم عندنا حيث جزموا بأنّ أميركا «رضخت» لإيران. وقد استعانت صحيفة «كيهان» بالسخرية في نقلها هذه الأجواء إذ…

آراء

هل يفهم أوباما «العرب السنة»؟!

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

أي هدايا ثمينة هذه التي يقدمها الرئيس الأميركي باراك أوباما لإيران؟ هل انكسر «محور الشر» للدرجة التي يغازل فيها رئيس أكبر دولة في العالم إحدى الدول الرئيسية في المحور؟ لم يكتفِ أوباما بتتويج فترتيه الرئاسيتين باتفاق «تاريخي» مبهم مع إيران، لم يقنع بإطلاق يد طهران في العراق وغض النظر عن نشاط ميليشيا الحشد الشعبي في العراق والتابعة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، وهو الآن لا يكتفي بأن يقلب الصفحة بادئًا مرحلة جديدة مع طهران، وإنما يأتي ليقول لـ«العرب السنة» إيران ليست خطرًا عليكم، كما في المقابلة التي تنشرها «الشرق الأوسط» اليوم، فـ«التهديدات الحقيقية» تأتي من داخل دولكم. أما الغريب في خطاب السيد أوباما تكراره لعبارة «العرب السنة» أو «الدول السنية»، وهو وصف فيه اختزال طائفي؛ عندما يتم حصر دول بأكملها في هذا المصطلح، بالمقابل لا يصف إيران بأنها دولة شيعية. أي مفاجآت ما زلنا ننتظرها منك سيد أوباما؟! من صنّف إيران دولة ضمن محاور الشر واشنطن وليس غيرها، من اعتبر إيران دولة راعية للإرهاب واشنطن وليس غيرها، من حذر العالم من التعامل مع إيران وعاقبها اقتصاديًا واشنطن وليس غيرها، من اعتبر إيران أعتى الأعداء واشنطن لا غيرها، وما دامت طهران بكل هذا الشر، كيف يستقيم أن تتحول إلى دولة لا تشكل خطرًا كبيرًا على جيرانها فجأة، فقط…

آراء

من عاصفة الحزم.. شكراً أوباما

الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠١٥

قد تبتهج أسارير المغرضين والمرجفين في المدينة فعنوان المقال شهادة بأن عملية عاصفة الحزم كما يدعي البعض قامت بها المملكة العربية السعودية بأوامر من الولايات المتحدة ولتنفيذ أجنداتها والأجندة الإسرائيلية، متغافلاً عن وجود تحالف واضح المعالم مكون من دول خليجية وعربية وإسلامية ذي شرعية عربية ودولية. المرجفون لا زالوا ينظرون لعنوان هذا المقال ويؤولونه وفق أهوائهم. نسير مع القارئ لنرى ما إذا كان الأمر كذلك أم أن هناك أبعاداً أخرى؟ إنه يناير 2009 عيون العالم متجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث حدث مغاير عما سبقه. ما الذي حدث، إنه تنصيب أول أميركي أسود رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. إنه باراك أوباما الذي ورث تركة من سلفه مليئة بالحروب والتخبط والفشل في عدد من الملفات الخارجية ولاسيما الشرق الأوسط وتحديداً الغزو الأميركي للعراق. العبء ثقيل والأزمة الاقتصادية تقصم ظهر الجميع. ينبري الرئيس الجديد قاطعاً عهداً على نفسه بأن يأتي بسياسات مغايرة عن سلفه. ولكن في الوقت ذاته ومهما اختلف عن سلفه لا يمكن أن يتغافل عن الدور الدولي للولايات المتحدة وقيادتها. إنها القاهرة المحطة الخارجية الأولى لباراك أوباما. خطبته التي هلل لها العرب، فمفرداتها توحي بعصر جديد يتجلى فيه حل لأهم القضايا الإسلامية وهي القضية الفلسطينية. الحماسة تنتهي مع الأمتار الأولى لطريق طويل يزاحم تطلعات أوباما، تعنت إسرائيلي ولوبي أميركي ضاغط. الصورة…

آراء

إيران «تترنح».. ونصر الله «يصرخ»!

الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠١٥

وصلت العلاقات السعودية - الإيرانية إلى مرحلة من التوتر والاختناق الحاد بشكل لم يكن معهوداً حتى في ظل دعم الرياض لوجستياً لنظام صدام حسين في ثمانينات القرن الماضي، إبان الحرب العراقية - الإيرانية. ومع وصول حسن روحاني إلى سُدة الرئاسة في إيران، كانت التوقعات تشير إلى انفراجة محتملة في العلاقات بين البلدين، تعزّزها تصريحات الرئاسة الإيرانية، وما قابلها من ترحيب سعودي حذر بالاتفاق «النووي» بين طهران والقوى الست الكبرى. ويخطئ من يعتقد أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه في لوزان السويسرية بين الدول الست الكبرى وإيران سيطلق يد الأخيرة، بل إنه «تركيع لها»، وتقييد لمشروعها النووي. فقد باعت مشروعها النووي في مقابل رفع العقوبات، بعد نحو 40 عاماً من المقاطعة، ووصف الغرب بالاستكبار، أي أن طموحها النووي بموجب اتفاق لوزان أحبط نهائياً. كما أن السعودية لن تصمت مستقبلاً إزاء أية ممارسات إيرانية لتوسيع نفوذها، وستواجهها كما «عصفت» بنفوذها في اليمن، لإضعاف حضورها، وقص أجنحة «أزلامها». حال التأزم بين الرياض وطهران ظهرت في أكثر من بلد في الإقليم، وكان على إيران وقف تدخلاتها في الشؤون الخليجية والعربية، حتى يتم التفاهم، خصوصاً أن تواصلهما في منتصف التسعينات عاد بالاستقرار على المنطقة، وأعاد الدفء للعلاقات بينهما، وإن ظلت حذرة، ووُقّع بينهما اتفاق أمني. لا تتمنى شعوب المنطقة استمرار حال التجاذب والتحارب بين…

آراء

إيران ضد السعودية

الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠١٥

في هذا الجزء أحاول أن أركز فقط على جزئية تأثير الاتفاق الغربي - الإيراني النووي على العلاقة بين الضدين الإقليميين الكبار، السعودية وإيران. قبل أن يفتح الرئيس الأميركي باراك أوباما المفاوضات مع النظام الإيراني كانت العلاقة سهلة التعريف. السعودية في نفس المعسكر مع الولايات المتحدة، سياسيا واقتصاديا، أما الآن فإن إدارة أوباما تعتبر إيران شريكا ليس من خلال التفاوض النووي، بل أيضا في عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وكذلك ضد طالبان في أفغانستان. فعليا، لم تعد أميركا دولة عدوة لنظام آية الله الخميني. أحد كبار المفاوضين الإيرانيين ظهر على قناة «سي إن إن» مفسرا سر التغير، قال إن الأميركيين اكتشفوا أن إيران بعد الحصار الطويل عليها أكثر الأنظمة استقرارا وأقواها وأكثرها تأثيرا! طبعا، من يعرف إيران يدرك أن ليس كل ما قاله دقيقا. فإيران، مثل سوريا، وعراق صدام من قبل، تقوم على نظام آيديولوجي أمني. وقد انهار نظام صدام بعد أسبوع واحد فقط من الغزو الأميركي، كما أن نظام سوريا الذي عرف قوته الأمنية، سريعا بعد سقوط حالة الخوف، صار محاصرا من قبل ثوار لا يملكون حتى دفاعات أرضية، ولا صواريخ ضد طائراته، ويقتلونه إلى اليوم بأسلحة بسيطة. وبالتالي فإن قوة إيران الأمنية العسكرية قد تكون هي السبب في انهياره، وليس العكس. قامت الثورة الخضراء من عشرات…

آراء

المواجهة في عاصفة أخرى

الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠١٥

مع عاصفة الحزم بدأنا نواجه عاصفة تشكلها جبهتين، الأولى إعلامية، والثانية سياسية، يجب أن نتعامل معهما بذكاء وحصافة ومعرفة جيدة بطبيعة الأدوات والأساليب المناسبة لكل منهما. الجبهة الأولى يتخندق فيها صنف من الكتاب والإعلاميين الذين يسوقون أنفسهم بأنهم دعاة الحرية والقومية والنضال ودعم الشعوب المضطهدة، بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع أنهم جاهزون دوما للقفز على كل هذه القيم التي يتشدقون بها ومستعدون للعمالة لصالح أي طرف يتبنى مشاريع الهدم والخراب في الدول العربية. هؤلاء طالما أساؤوا كثيرا للمملكة ووصفوها بما يحتشد به قاموسهم الملوث. لقد صدموا بأن المملكة بادرت فعلا لحماية الأمن العربي من الخطر الذي يهدده، وتصرفت بما يحقق المبادئ التي يتحدثون عنها وهم أبعد الناس منها، المفاجأة جعلتهم يفقدون التوازن فعلت أصواتهم بالهجوم عليها. إنهم معروفون جيدا لصالح من هم مسخرون ومن يخدمون، ومع تفاهة طرحهم وتنظيرهم، إلا أنهم محترفون في التزييف الذي ينطلي على البعض. وإزاء ذلك لا بد من استراتيجية إعلامية ذكية، ليس لمواجهتهم والرد عليهم بشكل مباشر، وإنما لنقض ودحض محتوى حملتهم بأسلوب أكثر تأثيرا في الرأي العام وأبلغ إقناعا للمتلقي.   أما الجبهة السياسية، فقد بدأها المحور الروسي الإيراني. روسيا ذات السجل المشبوه في كل أزمات المنطقة منذ وقبل 2011، والتي تدعم النظام السوري في مجازره وتمده بالسلاح، وتقف ضد المبادرات الساعية لإيجاد الحلول،…