آراء

آراء

الإمارات وأستراليا.. شراكة بنّاءة

الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥

لقد قمت بزيارتي الرسمية الأولى كوزير خارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى أستراليا قبل خمس سنوات.. ولقد شاهدت حينها مجتمعاً ملهماً يحتضن مزيجاً من التنوع والتعددية يعد مصدر فخر وقوة.. ولقد وقفت معجباً بالتزام الدولة الأسترالية بمبادئ السلام وقيم العدل واحترام الآخر وهو ما يعتبر بحق نموذجاً يحتذى به. وقد رأى العالم أجمع قوة الشعب الأسترالي في ديسمبر الماضي، حين استهدف الهجوم الإرهابي ضد مقهى «ليندت كافيه» القيم الأسترالية، مثلما استهدف الضحايا الأبرياء. لكن الشعب الأسترالي أحبط هذا المخطط الشرير، وأثبت وحدته في مواجهة الجريمة، فأثار إعجابنا وقد شاركناه حزنه وغضبه. واليوم تواصل أستراليا معركتها ضد الإرهابيين الذين يشكلون تهديداً للعالم أجمع، وإننا نثمن مشاركتها في التحالف الدولي ضد «داعش»، حيث يعد ذلك رسالة قوية للعالم حتى يقف صفاً واحداً للدفاع عن شعوبنا ومبادئنا. إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نؤكد التزامنا الراسخ بخوض هذه المعركة. فعلى الجبهة العسكرية يقوم طيارونا بمهاجمة مواقع «داعش» في سوريا. وقد كثفنا في الآونة الأخيرة جهودنا العسكرية عن طريق نشر سرب من طائرات «إف 16» قريباً من أرض المعركة في الأردن. وجنباً إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، فإننا لن نتوقف حتى نقضي على قدرة الإرهابيين على نشر الموت والدمار. كما نؤكد قوة عزمنا على هزيمة الأيديولوجيات المتطرفة، وفي الوقت نفسه لن نسمح لهؤلاء الإرهابيين…

آراء

عبث وطني في الموفينبيك

الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥

مثيرة للسخرية تلك المشاهد والتصريحات التي نراها ونسمعها من زوار فندق الموفينبيك بصنعاء وهم يلتفون حول معلمهم الأممي، مستنزفين وقتهم الثمين في تبادل أحاديث لا قيمة لها ولا تأثير، ومنتظرين لظهور الدخان الأبيض من غرفة بعيدة يتفاوض فيها مندوبو عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح، وحين يتوافقان سيكون على ضيوف المنتجع مباركة ما يتوصل إليه «الزعيم» و«السيد» بعد التأكد من ظهور أسمائهم في وثيقة التوقيع النهائية، وليراجعوا الحصة التي وهباهم إياها، ولا أظن إلا أنهم سيبتلعون الفتات الذي يتناسب مع وزنهم الحقيقي، وسيزعمون أنهم انطلقوا من حرص على سلامة الوطن، بينما الواقع أنهم يتكالبون على أي موقع يمنحهم فرصة البقاء تحت دائرة الضوء. مساء الخميس الماضي خرج بنعمر ليبشر اليمنيين بأن اتفاقا قد تم التوصل إليه ونص على استحداث مجلس جديد (مجلس الشعب الانتقالي) يشكل مع مجلس النواب الحالي مجلسا جديدا اسمه (المجلس الوطني)... ماذا يعني هذا؟ من دون مراوغة وكلام مكرر مللنا سماعه من مبعوث العناية الأممية؛ فالإعلان الدستوري الذي وصفه بالـ«أحادي الجانب» سيتم تمريره بإشراف دولي مدفوع الأجر، ولا أستبعد إقرار بقية بنوده تدريجيا، ولم يكن مفاجئا أن يعلن إنجازا جديدا وصفه بـ«الاختراق»، فيضيفه إلى سجل معجزاته التي صار أغلب اليمنيين ينظرون إليها بسخرية ممزوجة بالحنق والريبة. زوار المنتجع الحاليون لا يتوقفون عن إدهاشنا؛ فنجد ممثل حزب…

آراء

الحلم «الداعشي»

الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥

تقديرات مراكز الأبحاث الغربية متشائمة جدا حيال إمكانية وضع حد للتمدد السريع والمتواصل للتنظيمات المتشددة المتطرفة وقدرتها على انتزاع المزيد من الأراضي، وإعلانها ولايات جديدة، بانتظار تحقيق حلم قيام الدولة الإسلامية الكبرى. ليس فقط لأن عدد المتشددين المنخرطين في المعارك إلى تزايد، وأن الولايات المتحدة التي تقود تحالفا عريضا ضد «داعش» تفتقر إلى أي استراتيجية واضحة، أو صارمة، لكبح انتصارات التنظيم الذي يزداد تأقلما مع قصف الطائرات، بل ثمة اليوم من يتحدث عن تعاطف متصاعد بين الشباب الصغار في الغرب مع الظاهرة. وفي استفتاء للرأي أجراه «معهد الاستطلاع البريطاني» منذ أشهر، تبين، وهنا المفاجأة الكبرى، أن واحدا من بين كل أربعة مراهقين فرنسيين أبدى إعجابه بتنظيم داعش، وأن 27 في المائة من الفرنسيين عموما أظهروا رأيا إيجابيا أو حتى إيجابيا جدا، مقابل 6 في المائة من الإنجليز و4 في المائة من الألمان. والتمايز الفرنسي ليس عائدا لكثرة عدد المسلمين في فرنسا، فهؤلاء لا يتجاوزون 6 في المائة من عدد السكان، وإنما لأسباب أخرى يجهد المهتمون لفهمها. «السر في رأي الأنثروبولوجي سكوت اتران يكمن في قدرة هذه التنظيمات - ممثلة بشكل أساسي بـ«داعش» رغم كل ما يرتكبه من جرائم مروعة - على إثارة إحساس بـ«السمو» و«النبل» ولو كان وهميا وزائفا، في لحظة بنت فيها الآيديولوجيات من «رأسمالية» أو «شيوعية» مجدها على…

آراء

رائدا تعليم المرأة المواطنة

السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥

عندما قام الاتحاد في 2 ديسمبر 1971 قاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حملة موسعة في مناطق الدولة كافة لإدخال تعليم الإناث الحديث، بصفته رئيساً للدولة وقائداً للمسيرة الاتحادية المظفرة. وسخر لذلك الإمكانات المادية والبشرية والمعنوية كافة في إطار تشجيعه ودعمه اللامحدود لنشر التعليم في أوساط النساء في مناطق الدولة كافة، ومن أجل تهيئة الظروف لهن لإكمال تعليمهن الجامعي خارج البلاد. والواقع أن إدخال تعليم المرأة في الإمارات لأول مرة في بداية خمسينيات القرن الماضي كان مرحباً به، وذلك عندما افتتحت المدرسة القاسمية للبنات في الشارقة بجهد مشترك بين حكومة الشارقة وعدد من المواطنين ميسوري الحال آنذاك، ولم تواجه العملية أية معارضة، كما حدث في بعض دول الخليج العربي الأخرى، بل كان المواطنون مقتنعين، رغم تقليدية المجتمع، بأن حق المرأة في التعليم مساوٍ لحق الرجل. ومن حسن حظ المرأة في الدولة أن (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تقف باستمرار خلف جهود تعليم المرأة، ولا تترك أية فرصة لكي تشجع العملية التعليمية النسوية وتدعمها وتدفع بها إلى الأمام. ومن النتائج المهمة والمؤثرة لجهودها في مسيرة تعليم المرأة، أنها وقفت منذ البداية وراء مؤسس هذه الدولة وبانيها، ودعمت بإخلاص تأسيس جامعة الإمارات في العين لكي تنتظم فيها ابنة الإمارات لإكمال دراستها الجامعية…

آراء

رسائل أوباما وخامنئي.. و«تدعيش» المنطقة!

السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥

طلب التفويض الذي أرسله باراك أوباما إلى الكونغرس في 12 من الشهر الحالي، لإجازة استخدام القوة العسكرية ضد «داعش»، لن يغيّر شيئا من الأسلوب الاستعراضي الذي غلب حتى الآن على الأداء الأميركي ضد الإرهابيين منذ 8 أشهر، وتحديدا في العراق. المشهد بدا مثيرا للتساؤل، عندما وقف أوباما متوسطا نائبه جو بايدن ووزيري الخارجية والدفاع، ليقول إن طلب التفويض لا يعني أن أميركا سترسل قوات برية إلى العراق أو سوريا، وإنها لن تنجرّ إلى التورط في حرب برية طويلة، وإن طلب إرسال قوات خاصة قد يقتصر على إرسال خبراء ومستشارين لدعم الجيش العراقي في الميدان! عظيم، ولكن ما الجديد في طلب التفويض، إذا كان المعروف أن المستشارين العسكريين الأميركيين يعملون مع العراقيين منذ أشهر، ويحاولون إعادة لملمة شتات الجيش العراقي، الذي تبيّن أن نوري المالكي لم يجعل منه جيشا وهميا على الورق فحسب، بل جعله فئويا عمّق المشاعر المذهبية بين الشيعة والسنة، وهو الأمر الذي لم يتم التخلص منه حتى الآن؟! وإذا كان أوباما قد شدد تكرارا على أنه لا ينبغي لأميركا أن تتورط في حرب برية طويلة في الشرق الأوسط، فإنه اعترف مرة أخرى أن القتال ضد تنظيم داعش مهمة شاقة وستستغرق وقتا طويلا، ولهذا من المفيد الحصول على دعم الكونغرس «لأن هذا سيبعث برسالة قوية مفادها أن الولايات المتحدة…

آراء

أشهر سعودي في العالم

السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥

شهرة الخمس عشرة دقيقة، كما وصفها الفنان آندي وارهول، كانت من نصيب داعية سعودي مغمور، فجأة صار خبرا ونجما على الآلاف من محطات التلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية في أنحاء العالم، فقط لأنه ظهر على فيديو ينكر أن الأرض تدور. طبعا، طأطأ العديد منا خجلا، كان بودنا أن ينقل العالم أخبار الشباب والفتيات السعوديات الذين يعملون في المختبرات والمراكز البحثية الدولية، ويحققون نتائج واكتشافات مبهرة، لا أن يعرفنا العالم من خلال شخص بسيط العلم يصعب عليه أن يستوعب حقيقة علمية. نحن في زمن الانحطاط العلمي، ومن الطبيعي أن يوجد بيننا مثله. لقد أضحكت العالم علينا، أيها الفلكي الفذ، واستوليت على عناوين الإعلام في أنحاء الكرة الأرضية التي ترفض أن تصدق أنت أنها تدور. حققتَ من الشهرة ما فشل في تحقيقه علماؤنا، ومتفوقو طلابنا، وكتابنا، وفنانونا. في القرن الخامس عشر الميلادي، كان البحّارة مع كريستوفر كولومبس في المحيط، يبحرون غربا يخشون أن يصلوا إلى حافة الأرض المنبسطة وتقع سفنهم في الهاوية، لأن الأرض تبدو لهم منبسطة وواقفة. وكانت تلك الاكتشافات الجغرافية المحفز لفهم الأرض والكون لاحقا، ومعها تطورت العلوم والعقول، فتقدم الغرب، ونام المسلمون في ذلك القرن تحديدا، ولا يزالون في سبات عميق، لا يعرف العالم عنهم سوى «القاعدة» و«داعش» وبعض السذج الذي يضحكون العالم على أنفسهم. فالتطرف والشعوذة والخرافات منتجات انحطاط…

آراء

هل مجتمعنا كئيب !!

الجمعة ٢٠ فبراير ٢٠١٥

يظل العنصر النفسي عنصراً رئيسياً في تركيبة الفرد والمجتمع وإغفال هذا العنصر له سلبيات مؤلمة تفتك ببيئة الحياة والجو السائد؛ لذا لا نستغرب أن تظهر الكآبة كرابع مرض للأسباب المؤدية إلى الإعاقة والوفاة في سن مبكرة! لقد أشارت تقارير حديثة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ما يزيد عن 211 مليون شخص مصاب بالكآبة! ليت المشكلة بالرقم ولكن التقارير تقول إن الكآبة يتوقع أن تتحول إلى السبب الأول للإصابة بعدد من الأمراض والإعاقات عند حلول عام 2030م! الأمر الخطير في التقرير هو أن هناك 75% من المصابين بالكآبة حول العالم في الدول النامية لا يتلقون علاجاً مناسباً! بل إن الدكتور راكيش جين أستاذ الطب النفسي في جامعة تكساس قال إن أعراض القلق والكآبة تسبق الإحساس بالألم لدى 3 من كل 4 مرضى! مؤكداً أن أدوية الكآبة تساعد على تحسين حال الإرهاق والتعب ونقص التركيز وهذا يجعلنا نطرح تساؤلاً عمن يراجع الطبيب النفسي في حال هجمة الكآبة! لا توجد تقارير عن نسبة المكتئبين في مجتمعنا لأن ثقافة زيارة الطبيب النفسي لا تزال في إطار العيب أو الفضحية.. إن غياب الترفيه والتسلية في المجتمع سترفع النسبة خصوصاً وأن الطائرات ممتلئة في الإجازات ولا تجد مقعداً شاغراً إلا بعد عدة وساطات! مع الأسف مجتمعنا محاصر والالتفاف إلى قبيلة المكتئبين بحاجة إلى وقاية أولاً…

آراء

استعاروا دبابة سيادة الفريق

الجمعة ٢٠ فبراير ٢٠١٥

الحكم مدرسة وقواعد وفرائض. قبل أن تصله يجب أن تتعلم أن السلطة أعمال وتفاصيل صغيرة، تتحول في حاصلها إلى إرث كبير. وأول الفرائض ألا تبذر في كرامة الوطن، وكرامة المواطن، وكرامة الأرض. وأول القواعد أن العدل سيد الأحكام. توصل الإنسان إلى هذه الأصول من تجارب عمرها آلاف السنين. كان من شروط المُلك في بريطانيا أن يخوض حربا لكي يصبح ملكا، فصار من شروطه أن ينشر السلام في بلده وفي بلدان الآخرين. وكان من سمات السلطة في الصين أن يكون الفرد هو المليار بشري، يعملون بأفكاره ويقلدونه جميعا في زي واحد، ويذهبون إلى الموت إذا لم يحفظوا «الكتاب الأحمر» غيبا. ودفن آخر فرد، فتحوّلت الصين إلى أغنى دولة في العالم. استنكر زعيم الحوثيين أن تقدم السعودية ودول العالم على سحب سفاراتها من صنعاء. كيف تفعلون ذلك؟ هذه نتائج الوصول إلى القصر على دبابة من دون المرور بمدرسة الحكم. رجل يتعجب من ردة فعل طبيعية على ارتكابه، ويرى في عمله أمرا عاديا. يسجن الرئيس الشرعي ويخطف أركان الدولة، ويضع يده على الدولة ومالها ثم يتساءل: ماذا فعلنا؟ الذين وصلوا من قبله على دبابات، كان أول ما يفعلونه تعليق المشانق، ورمي الأبرياء في السجون، وإغلاق المدارس، واستبدال نشيد الفرد بالنشيد الوطني، وقطع العلاقات مع الدول الناجحة لإقامتها مع الدول الرثة الحال، وجعل البلد…

آراء

لسنا مهرجين.. والسعودية معادلة صعبة

الجمعة ٢٠ فبراير ٢٠١٥

< منذ أن انطلقت ثورات الخريف العربي والإعلام يغص بالأخبار والمشاهد المؤلمة، خرج علی خلفية هذه الأحداث فجأةً محللون إعلاميون يتحدثون في كل شيء، ليس لديهم عمق سياسي أو ثقافي يخولهم للتعاطي مع الأحداث الملتهبة بعقول متفتحة وأعين بصيرة، ذات رصيد معرفي حقيقي، فبعض إعلاميي «الخريف العربي» -وهذا من نتاجاته السيئة- ليسوا سوى نخب أول بامتياز لمكعبات التخلف، لذلك كانت لهم الجرأة على تسيد المشهد الإعلامي، وامتطاء صهوة جواد الإعلام الجامح، وحمل سيف الحقيقة المزعوم، بينما هو أبعد ما يكون عن الحقيقة. لم يكتشف هؤلاء أنهم يعتلون منابر هشة أوهموا الناس بأنهم فرسان ومغاوير، وليس في جعبتهم سوى خواء أو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، هؤلاء الإعلاميون -مجازاً- صنيعةُ «الخريف العربي» جعلوا من الحبة قبة فصادف هوى كل المتعطشين إلى الحقيقة، بينما هم في الواقع أبعد ما يكونون عنها، وهو ما أسهم في ارتفاع وتيرة الأصوات الإعلامية الفارغة، التي تهرف بما لا تعرف، فتماهت مع عقول جوفاء فارغة لا يسعها قراءة الأحداث من مصادرها الأساسية، بعدما غُيّب المختصون من علماء السياسة والفكر عن المشهد الإعلامي تماماً، فأصبح الإعلام في «حيص بيص»، وعلى إثره علت أسهم بعض القنوات، ولمعت أسماء أصبحت تقتات رغيفها الملوث من هذا الاختلاق والافتئات والاجتراء غير الواعي وغير المحسوب، حتى امتلأت القلوب بالغل والكراهية، وأصبح التراشق…

آراء

العلبة الماكرة

الجمعة ٢٠ فبراير ٢٠١٥

نشأ هنري هينز مغرما بالخضراوات. بدأ في بيع الفجل.. لكن تعرّض لخسائر متتالية. انتقل إلى بيع الطماطم؛ بيد أن تجربته لم يكتب لها النجاح. جرّب أن يبيع صلصة الطماطم، وهنا أحس أن منتجه يحقق نموا وإقبالا جيدا. ركز على الصلصة وطريقة توزيعها وتعليبها. انتصر على أهم المنافسين بفضل سخائه مع المصممين. عندما يسمع عن مصمم مميز يقوم بإغرائه وضمه إلى صفوفه. دفعه نجاحه إلى خوض تجارب جديدة نجحت كلها بسبب الاسم الذي كونه عبر الصلصة الشهية التي ينتجها واللمسات التي يضعها. لم يقتصر تفوقه على ما يقدمه؛ بل طريقة تقديمه. فالحرص الذي اشتهر به في التغليف جعله ينال اسما كبيرا في السوق، وينتزع ثقة المستهلك. أي شيء يقدمه كان ينجح بسهولة. فلقد اشتهر بالجودة والعناية بالتفاصيل الفنية التي لم تكن ذات اهتمام في الثلاثينيات وما قبلها. استمر هينز متصدرا للمشهد خاصة بعد تطويره لمنتج (الكاتشاب)، لكن في التسعينيات بدأ بالأفول نظرا لدخول منافسين فهموا أصول اللعبة، وقدموا منتجات لا تقل لذة وأناقة عن التي يقدمها هينز. تكبد خسائر بالجملة، وتراجع قليلا رغم اسمه القوي. العودة إلى الواجهة من جديد كانت مفاجأة. فقد جاءت إثر استلهام فكرة لباول براون. فقد قام براون بإيجاد حل للوصول إلى بقية الشامبو المتبقي في قعر العلبة عبر وضع فتحة العلبة بالمقلوب. فلم يعد هناك معارك…

آراء

«كوستا كافيه» في يوم وفاة والدي..!

الجمعة ٢٠ فبراير ٢٠١٥

اعتدت في فترة دراستي بمانشستر الذهاب إلى «كوستا كافيه» القريب من منزلي، حيث كنت اسميه حضانة، لأنه مع أول كل صباح توجد فيه أمهات مع أبنائهن الرضع يتجاذبن أطراف الحديث. كنت دائماً أختار الطاولة المطلة على الشارع مراقباً المارة في ذهابهم وإيابهم ومستمتعاً بزخات المطر التي لا تتوقف عن هذه المدينة. ولأن المقهى على زاوية وتقاطع وإشارة مرور، فكانت تتوقف عنده السيارات والباصات التي غالباً ما كان يعلن عليها عن أفلام جديدة قادمة كانت هدفاً لمشاهدتها في إجازة نهاية الأسبوع. في ذلك المقهى لي ذكريات جميلة، هناك قرأت رواية «The Rain Maker»، التي أهداني إياها صديقي محمد، وفي ذات يوم من أيام الآحاد ذهبت مع عائلتي لتناول الإفطار فيه كما كنا نفعل صباح كل أحد، وفي الطابق العلوي كانت ثمة طاولة بجانبها محوّل كهرباء، كنت وزوجتي نجلس هناك لنبدأ ماراثون الدراسة بعد أن يذهب أطفالنا إلى المدرسة. ذكريات جميلة بحق كانت هناك. ولكن في يوم الجمعة الموافق 16-2-2012 وفي اليوم التالي لتجاوزي مناقشة الدكتوراه بنجاح ولله الحمد، ذهبنا (أنا وصديقي) بعد صلاة الجمعة لنشرب الإسبريسو في المقهى نفسه ولأستعيد ذكريات الماضي الجميل، في مساء هذا اليوم بالتحديد وصلني نبأ وفاة والدي عليه رحمة الله. الشاهد.. على الرغم من سلسلة ذكريات رائعة عشتها في هذا المكان بالتحديد، إلا أن الذكرى المؤلمة…

آراء

أنقذوا الإسلام من الفقه

الخميس ١٩ فبراير ٢٠١٥

جميع إشكالات الفكر والوعي بالإنسان التي تتألى على قداسة الحق الإنساني وتصادر حريته وتعتقل ضميره وترهب حياته مصدرها- عادة- كهنة رجال الدين في كل الديانات.. وهو تألٍ دهور أهله الحياة والأحوال والإنسان في قديم الزمان وحديثه.. ف"عملية الاندماج التي تمت بين المسيحية والدولة الرومانية في القرن الرابع الميلادي تمت بين مؤسستين كاملتين تتمتع كل منهما في مواجهة الأخرى بكيان ذاتي مستقل.. الأمر الذي ظل يصبغ بصبغته الازدواجية تاريخ العلاقة بين الكنيسة والدولة بامتداد العصور الوسطى الأوروبية وحتى عصر النهضة.. ومن ثم؛ فإن كان الفكر السياسي الروماني قد أبدى تأففاً من فكرة استقلال الكنيسة ككيان داخل الدولة أو دولة داخل دولة، بحكم تراثه التقليدي الطويل عبر العصرين الجمهوري والامبراطوري، حيث كانت الشؤون الوثنية تدار على يد موظفين حكوميين باعتبارها جزءاً من أعمال الدولة، فقد كانت الكنيسة ترفض فكرة الخضوع الكامل للدولة مما وضع الكنيسة والدولة أمام وضعية جديدة وفريدة بالنسبة لكل منهما.. وضعية فرضت على الطرفين مقولة تقسيم العالم بين الرب وقيصر، منذ وقت مبكر من تاريخ المسيحية السياسي، ففي أعقاب مجمع ميلانو سنة 355 كتب هومسيوس إلى الإمبراطور قسطنطيوس قائلا: "لا تقحم نفسك في المسائل الكنسية، لا تصدر لنا أوامر هي من صميم شؤوننا بل لتتعلمها أنت منا، وكما أن الذي يسلبك هذه الإمبراطورية يصنع الشر في عيني الرب فلتخش…