آراء
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
استيقطت أختي ذات يوم على رسالة من صديقتها في مجموعة "واتساب" تعبّر فيها عن إعجابها بابتسامتها. وسكبت هذه الصديقة الرقيقة كلماتها الإيجابية على كل عضو من أعضاء هذه المجموعة الهاتفية. كتبت لإحداهن: أنا متيمة بشعرك. وقالت لثالثة: أنا عاشقة لعينيك الواسعتين. وأمطرت رابعة بإعجابها بطريقة تربية أطفالها واختيارها الدقيق لكلماتها في أثناء حوارها معها. أرفقت لخامسة صورتها معها معلقة: "لأول مرة أشعر أني جميلة. عندما أجلس بجوارك، أصبح أجمل داخليا وخارجيا. تنتقل عدوى نضارتك إلى مَن حولك مِن فرط جاذبيتك". وأرسلت إلى سادسة امتنانها إلى روحها الإيجابية التي جعلتها تكافح لحظاتها العصيبة متسلحة بدعمها وتشجيعها. وتمنت من سابعة أن تتعلم منها كيف تستطيع أن تصغي إليها بهذه المهارة الهائلة متسائلة: "يتقن كثيرون الكلام. لكن القليل يجيدون الاستماع. أنتِ من هؤلاء القلة الذين نحتشد؛ لنبوح إليهم بأسرارنا ومعاناتنا باهتمام قلما نجده في هذا العالم الزاخر بالضجيج". ولوّحت لثامنة بأنها طالما أعجبت برشاقتها وحفاظها على وزنها، راجية أن يأتي اليوم الذي تصبح بنفس وعيها الصحي واهتمامها بجسدها. واختتمت رسائلها إلى العضو التاسع والأخير واصفة إياها بـ (البنادول) الذي يحيل صداعها إلى النسيان بفضل بشاشتها وقدرتها على امتصاص أي مشكلة بحلول فورية ناضجة. لقد أغرقت هذه الفتاة مجموعتها "الواتسابية" بدموع الفرح. استقبل الجميع كلماتها ببهجة كبيرة. لكن أكبر المستفيدين كانت الفتاة التي بعثت…
آراء
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
لن أتحدث كثيرا في مقالي هذا عما قامت وتقوم به الجماعات الإرهابية بشكل عام، وتنظيم داعش بشكل خاص من أعمال احترافية ـ هوليودية ـ للعمليات الشنيعة التي تحترفها ـ قتل الشهيد الأردني معاذ الكساسبة رحمه الله بالحرق أنموذج جديد ـ بغية تحقيق أهداف كثيرة، في مقدمتها التأثير النفسي على الأطفال والمراهقين، والتأثير السلبي على الروح المعنوية للجنود والمرابطين، وبث الرعب والانهزام في نفوس سكان مناطق النزاع وغير ذلك، وكل هذه الأهداف الرخيصة لا شك أن معالجتها غير غائبة عن ذهن أصحاب القرار وأصحاب الاختصاص. هنا أتحدث عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي سنحتاج إلى وقت غير قصير، وسنوات طويلة لتغيير الصورة السلبية عنه؛ فصورة الإسلام صارت مشوهة جداً في أذهان المسلمين، فضلا عن غير المسلمين. الإحراق الذي حصل تم تسجيله ـ زورا ـ باسم الإسلام، وهناك النحر والإتلاف والهدم وغير ذلك من أمور وحشية وقاسية ومتخلفة، والمؤلم الأكبر أن هنا وهناك من يظلم الدين و"يفلسف" الأمور بطريقة لم تفلح إلا في زيادة السوء سوءًا، و"سرَّعت" من تأخر الدين والارتداد عن مبادئه، والأمر الآخر المنتظر زيادة معاناة المسلمين، والمغتربين منهم بالخصوص. ظلم الإسلام له أسبابه؛ ولعل أبرزها ـ مع الأفعال المتقدم ذكرها ـ القراءات التقليدية للنصوص، والتشبث بالظاهر، وترك الجوهر، وضيق الأفق، وتجاهل الواقع، وكلها أمور أنتجت الممارسات القميئة، والتطرف والتشدد والتحجر،…
آراء
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
استكمل «أنصار الله» عصر يوم الجمعة أركان الانقلاب الذي بدأوه باقتحام العاصمة صنعاء ثم فرض ما سموه «اتفاقية السلم والشراكة الوطنية» وإجبار الرئيس هادي (يمكننا أخيرا وصفه بالسابق) على البدء بتعيين ممثلين لهم في رئاسة الأركان العامة وأجهزة المخابرات، والآن يكون أمر انتقال سلطات الرئيس قد تم بعملية قيصرية إلى (رئيس اللجنة الثورية العليا) وما كان لأمر كهذا أن يتم لولا حالة الخواء الوطني الذي سيطر على تصرفات القوى الرئيسية الفاعلة ولم تتمكن من ملئه؛ لأنها لم تستطع حسم خياراتها الحزبية ولا اتفقت على الأسلوب الذي يناسبها، مبتعدة عن المصلحة الوطنية والأعراف الدستورية القائمة، على هشاشتها، وتعلقوا جميعا بالبحث عن صيغة تضمن استمرار وجودهم في إطارها، وكان قرار هادي مفاجئا وصادما للجميع ووضعهم أمام ورطة سياسية لم يكونوا يتوقعونها؛ لأنهم كانوا يدركون أنه كان حريصا - حتى تلك اللحظة - على التشبث بكرسي الرئاسة، ولا شك أنه يستعيد الآن لحظاتها بالألم من مراراتها وخداعها. تمرس «أنصار الله» في تزييف الوقائع والانقلاب على كل الاتفاقات التي يفرضون شروطها ويصوغون أحرفها، وأثبتوا مرة تلو أخرى براعة في استنزاف الوقت لمواصلة ابتلاع السلطة على جرعات، وفي المقابل كان الرئيس السابق هادي مستسلما منذ الأيام الأولى لحكمه تحت وهم حماية المجتمع الدولي، ولم يدرك أن الدول الكبرى لا تتحمس كثيرا للدفاع عن أي سياسي…
آراء
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
دون أن أثبت أن حكومة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- هي حكومة شباب يكفي فقط أن ألقي نظرة على رئيسي المجلسين المعنيين بمعظم شؤون الدولة وأولوياتها وأقصد بذلك مجلس السياسة والأمن ومجلس التنمية والاقتصاد. الأول يرأسه رجل الأمن الفذ الأمير الشاب محمد بن نايف، والثاني يرأسه الأمير الطموح والشاب أيضاً محمد بن سلمان. وجود الشباب في مراكز القيادة خلف شخص الملك جديد علينا خصوصاً في العقود الأربعة الماضية وهو بالنسبة لي باعث كبير على التفاؤل. السبب بسيط وواضح، وهو أن الغالبية العظمى من سكان الوطن اليوم هم شباب، فإذا كان الشعب شاب والقيادات شابة فحتماً أن لغة التواصل ستصبح أسهل وأسرع وأكثر نفاذاً وفائدة في نفس الوقت. وجود الشباب في مراكز صناعة القرار يعني أيضاً تطور طبيعي في الأخذ في نهج الإدارة الحديثة. لعل أهم ما نشير إليه في هذا الجانب هو معايير الإنتاج المرتبطة بآخر ما توصلت إليه علوم الإدارة. بتبسيط أكثر أتصور أن المهام التي ستطرح للمناقشات في جلسات هذين المجلسين والتوصيات والاعتمادات التي ستتبعها، وقد يرتقي بعضها إلى أوامر ملكية أو مراسيم أو قرارات وزارية ستخضع للتقييم الحديث بآلياته المتطورة وعندما لا يتحقق شيء، لا قدر الله، فسوف يكون هناك إجراء ومحاسبة للمتسبب في ذلك، وعندما يتحقق ما هو مطلوب فسيكون هناك تقدير وإشادة. صحيح أنني…
آراء
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
لا، ليس القتل حرقاً جديداً علينا، و «داعش» إذ فعله، إنما لم يأت بجديد. الذهول هو الجديد، وهو أمر يُبشر بأننا بدأنا نتحسس ما نحن فيه. في معظم حروبنا الأهلية شهدنا عمليات إحراق جثث. في العراق تبادلت الميليشيات الطائفية المتقاتلة حرق جثث قتلاها. في كردستان العراق تُقدم نساء كثيرات على الانتحار عبر إحراق أنفسهن تفادياً للعار، وتقول جمعيات نسائية هناك أن هؤلاء النسوة يُدفعن من جانب ذكور العشيرة إلى هذه الفعلة، وبعضهن يُحرقن وتُثبت الوقائع بصفتها انتحارات. وفي الماضي القريب (سبعينات القرن الفائت) لاحظ باحثون أن الانتحار حرقاً هو خيار المنتحرات، واعتبر انتحاراً بدائياً غيرياً وهو نادر وتشهده الأرياف والبيئات غير المدينية. أما إحراق الغير فينطوي على رغبة تطهيرية، يُطهر خلالها الحارق نفسه من شعور بالعار والخذلان. لطالما ارتبط فعل الحرق في وعي الحارق برغبة في انتهاك ما هو أكثر من جوهر سياسي في جسد المحروق. القتل هنا أكثر من سياسي، وأكثر من انتقامي. هو رغبة في انتهاك أكثر من إنسانية الإنسان. انتهاك جوهره ومعناه. ولطالما أيضاً لاحت امرأة وراء فعل الحرق، ذاك أن المرأة في وعي الحارق هي ما يجب أن يُنتقم له أو منه. وفي هذه الحال يستحيل الحرق فعلاً نفسياً، ويستحيل أيضاً استجابة هذيانية لشعور بأننا نحرق في ضحيتنا عارنا. نفنيه ولا نُبقي على أثر منه. والحال…
آراء
الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥
قرأت، ضمن تحليل لشركة النفط البريطانية، "بريتش بتروليوم"، موضوعا يتعلق بمستقبل إنتاج النفط الصخري في روسيا. والنفط الصخري هو حديث الساعة في وقتنا الحاضر. وقد اشتهر "الصخري" بعد أن تمكنت شركات البترول في الولايات المتحدة من إنتاجه رغم ارتفاع تكلفته وصعوبة الوصول إليه. وكلمة السر في ذلك، هي صعود الأسعار إلى ما يقارب 100 دولار للبرميل. الاندفاع الشديد للشركات الأمريكية، نحو سباق إنتاج "الصخري" يشبه إلى حد بعيد، ثورة "القولد رش" في كاليفورنيا قبل أكثر من 150 عاما. فقد تسابقت شركات النفط الصغيرة منها والكبيرة إلى قنص حصة من كعكة "الصخري". والذي لا يعرفه كثيرون، هو أن الرابح في عمليات إنتاج "الصخري" في الوقت الحاضر ليست شركات الإنتاج نفسها، رغم ضخامة الاستثمار، ولكنها شركات الحفر وشركات معدات ضخ سوائل التكسير الهيدرولوكي والأعمال المساندة، أي الأعمال الخدمية بوجه عام. ذلك إلى جانب، بطبيعة الحال، خلق مئات الألوف من الوظائف العامة والمتخصصة في محيط مناطق الإنتاج. ولكن إنتاج "الصخري" في الوقت الحالي عند مستوى الأسعار الحالية هو خصوصية أمريكية دون أي جدال. ولذلك فقد تنبأت الشركة البريطانية بأن تلحق روسيا بأمريكا ولكن بعد 20 عاما وليس في الحال، نظرا لعدم توافر الإمكانات المشابهة للظروف الأمريكية. وقد تطرقنا سابقا إلى هذا المجال في أكثر من مقال، وأوضحنا المميزات التي تتمتع بها شركات إنتاج…
آراء
السبت ٠٧ فبراير ٢٠١٥
تقدمت القوات العراقية -أو ما تبقى منها- لتحرير عين العرب أو (كوباني)، وتطهير محافظة ديالى خلال الأسبوع الماضي. تمت العمليات العسكرية بالتعاون مع قوات البيشمركا الكردية، وبالاعتماد الكامل على ما يعرف بقوات «الحشد الشعبي»، وهي لافتة عامة وتسمية لطيفة لميلشيات طائفية عدة، أهمها فيلق بدر أو منظمة بدر بقيادة هادي العامري، وزير النقل العراقي السابق. هذا الخليط يقاتل تنظيم داعش، اعتماداً على دعم من الحرس الثوري الإيراني، وخبراء عسكريين من حزب الله. قيل إنهم غادروا العراق الأسبوع الماضي، بعد قصف الكيان الصهيوني للقنيطرة. هذا الخليط يقاتل تحت غطاء ضربات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش». هذا النسيج الغريب وغير المتجانس والمثير للاهتمام؛ أعطى غطاءً سياسياً وأخلاقياً لمليشيات طائفية، متهمة بارتكاب عمليات انتقامية من المدنيين في محافظة ديالى، تحت غطاء تحرير المنطقة من «داعش». بداية القصة كانت بتصريح النائبة في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى ناهدة الدايني، التي أكدت أن الميلشيات الطائفية، وبعد طردها «داعش» من المنطقة، جمعت بين 70 و 80 عراقياً عزَّل، بينهم نساء وأطفال، وأعدمتهم بدم بارد، إضافة إلى الاعتداء على مساجد ومنازل مواطنين. جاء رد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري بالدعوة إلى التحقيق في هذه الاتهامات، لكن كرة الثلج واصلت التدحرج، إذ ناشد نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي رئيس الوزراء حيدر العبادي بوقف انتهاكات…
آراء
السبت ٠٧ فبراير ٢٠١٥
الحقيقة هي الضحية الأولى في الصراعات الإنسانية المختلفة، وفي الحروب الأهلية على وجه التحديد، تتسع دائرة الضياع وتختفي الحقائق أمام كوم من الأوهام، وليس أكثر من الأمثلة حولنا التي تتطاير في التحليلات المختلفة دون بصيرة تجاه القضايا الساخنة العربية. يغيب عن كثير منها المنطق وتُغفلها الرغبات، بعضها يوظف في تكوين رأي عام مُضلَّل، وربما سلبي يرمي إلى التخويف من جهة، وإلى لي ذراع الحقائق من جهة أخرى، ويشارك في هذه المعزوفة المضللة عدد من وسائل الإعلام، وخاصة وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة التي تقدم تفسيراتها دون وثوق، والأمثلة كثيرة. أبدأ بما يحدث في اليمن، فهناك يدور صراع منذ أشهر، يشتد ويخفت، ويأخذ معه في كل مرة أرواح اليمنيين، في انقلاب بطيء وممل ومسموم يقوم به الحوثيون مع بقايا النظام القديم، وكانت كلمة عبد الملك الحوثي مساء الثلاثاء 27 يناير (كانون الثاني) الماضي المنتشية قمة في التضليل، وكلما جاءت أخبار سلبية من اليمن، جاء معها سؤال المعلقين المتلهفين: وأين المملكة العربية السعودية؟ وأين دول الخليج مما يحدث؟ يقترن هذا التساؤل بإشارات ظاهرة أو مبطنة إلى أن الأزمة اليمنية لا بد أن تؤثر سلبا، وبشكل مباشر، على دول الخليج، تلك النتيجة التحليلية ليست معطى نهائيا، ولكنها السائدة مع الأسف، وأكاد أقول يجانبها الصواب تماما، وأستعير هنا لتوضيح الفكرة مقولة ساخرة تقول: كلما كان…
آراء
السبت ٠٧ فبراير ٢٠١٥
الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام قادم من عباءة الصحافة والإعلام الفضائي التلفزيوني، إذ كانت محطتاه الأخيرتان قبل توليه الوزارة هما صحيفة “الشرق الأوسط” و”قناة العربية”، وهو قبل ذلك يمتلك سمت الأكاديمي في تخصصه. وتنتظر الوزير الدكتور الطريفي ملفات كثيرة بعضها يحتاج إلى قرار فوري، ومن ذلك على سبيل المثال: إيجاد قنوات على الـ “يوتيوب” للتلفزيون السعودي، وهذه المسألة التي سبق أن كتبت عنها أكثر من مرة أنا وسواي، إذ من غير المقبول أن لا أجد نشرة الأخبار متاحة من خلال الـ “يوتيوب”، ومن غير المعقول أن لا أجد تطبيقا لائقا يضع بين يدي كل قنوات التلفزيون والإذاعة في المملكة العربية السعودية. كما أن بين يدي الوزير ملفات أخرى تتعلق بمحاولة إعادة رسم خريطة تتسق مع روح العصر، فيما يتعلق بالأخبار والبرامج الأخرى. وتفعيل قرارات سبق أن وجهت بها القيادة منذ سنوات، فيما يتعلق بالأخبار وطريقة تقديمها. لقد كانت الإذاعة والتلفزيون السعوديان منجم ذهب بالنسبة للفضائيات الخليجية، سواء من ناحية الكوادر البشرية أو حتى المواد الأرشيفية أيضا. ولا يزال هناك كثير من الكفاءات التي تنتظر أن تجد فرصها من أجل تقديم عطاء وإبداع يليق باسم المملكة العربية السعودية وإعلامها. ولعلنا نأمل أيضا أن يتم تفعيل القرارات الخاصة بالمدن الإعلامية، حيث تغدو المملكة حاضنة للفضائيات السعودية على الأقل التي تبث من…
آراء
السبت ٠٧ فبراير ٢٠١٥
قبل أن يصل الدبلوماسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو إلى بيروت يوم الثلاثاء الماضي، في سياق المساعي الإقليمية التي تبذلها فرنسا لحل عقدة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كانت قد وصلت تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري الذي قال إن رد حزب الله على إسرائيل في مزارع شبعا لن يكون الأخير، وإن الرد الجديد «سيكون ساحقا وأكثر قوة ولن يكون عند الحدود بل في أي مكان يوجد فيه الصهاينة وأتباعهم». هكذا كان من الطبيعي أن تتبدل أولويات زيارة جيرو، بحيث تتقدم المساعي المبذولة لتوفير «إطفائية» تمنع حصول انفجار كبير مع إسرائيل، بعد عمليتها في القنيطرة ورد حزب الله عليها، على السعي العقيم حتى الآن لإيجاد كوّة تفاهم إقليمي ينعكس على الأفرقاء اللبنانيين ويساعد على انتخاب رئيس جديد. المحادثات التي أجراها جيرو في بيروت شكّلت ملحقا دبلوماسيا لنوعين من المحادثات الجارية بين اللبنانيين، فمن جهة هناك الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله الذي يحاول تنفيس الاحتقان الداخلي، وخصوصا بعد التصعيد الميداني الأخير على الحدود وانعكاسه على الداخل مزيدا من القلق والمخاوف، ومن جهة ثانية هناك المحادثات بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذي يهدف أيضا إلى تجاوز الاحتقان بين الطرفين ومحاولة تجاوز المستحيل، أي التفاهم على اسم لرئاسة الجمهورية يقبل به الجنرال ميشال عون الذي يرابط عند موقفه «أنا أو…
آراء
السبت ٠٧ فبراير ٢٠١٥
يبدو أن مسلسل نحر الرهائن سيستمر للأسف، ولا يبدو أن المواجهات الجارية قادرة على وقف تهور تنظيم «داعش» الإرهابي. وبعد مقتل الرهينة الياباني الثاني، الذي أصاب العالم بذهول للوحشية التي تثير كثيراً من التساؤلات حول أهدافها المنحرفة، وكيفية مواجهة هذا التنظيم ومن يقف معه، أعدت التفكير في علاقاتنا باليابان وهي دولة مسالمة تتسم بجدية في فتح قنوات الحوار مع كل الثقافات، وما يحدث اليوم يشكل أحد أهم التحديات الكبيرة التي تواجهها. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر شكلت اليابان لجنة حوار يابانية إسلامية، وعقدت اللجنة عدة اجتماعات في البحرين، وحضرتها مجموعة من المفكرين من الجانبين، وكان الحضور الخليجي والمصري تحديداً هو الركيزة في قيادة الحوار مع مفكري اليابان من أساتذة وأكاديميين، واستمر الحوار حول كيفية ترسيخ الفهم المشترك لكي تنأى اليابان بنفسها عن أية تهديدات إرهابية مثل ما حدث في الولايات المتحدة. وقد كنت أحد المشاركين في الحوار الياباني الإسلامي، وكنا ندفع نحو فتح قنوات الحوار لكون اليابان تحمل تجربة ثقافية توافقية بين الحداثة التي تمثل الغرب، والأصالة الآسيوية التي نجحت في تقديمها للعالم، حيث إن تلك الدولة احتفظت بهويتها الخاصة وحققت تجربة تحديث رائدة، بينما الإشكالية الكبيرة في العالم الإسلامي تتمثل في غياب المنهج في دمج الحداثة الغربية مع الأصالة والهوية الإسلامية، مما نتج عنه كثير من التتناقضات الاجتماعية…
آراء
الجمعة ٠٦ فبراير ٢٠١٥
الإنسان الحر لا يسيء، بل يمسك عن الآخر الإساءة، فالحرية فضاء رحب للبناء الصحيح، فمن يفعل غير ذلك فهو عبد مهما ادعى الحرية تحت راية الديمقراطية أو غيرها من المصطلحات، التي أصبحت في عصرنا، وللأسف الشديد فضفاضة أكثر من اللازم، لأنه باسمها ترتكب أنكر الجرائم وتمارس أبشع أنواع الظلم وتداس العدالة الحقة. لا نتحدث هنا عن حادثة «إيبدو»، وإن أبادت فعلاً أرقى القيم التي يدعو إليها الإسلام السمح والأخلاق الديمقراطية السامية والبعيدة عن مرض النفوس والقلوب الكارهة والحاقدة لكل نسمة حرية تزرع الخير العميم للبشرية جمعاء. من قال ومن شرَّع حق الإساءة إلى الأديان أو الذوات باسم حرية القول والتعبير بالمطلق، لأن الذي يملك الإطلاق في الأفعال والأقوال هو رب العباد فقط لا غيره وبدون تعليق. أما البشر فهم مقيدون في ظل كل الأنظمة الحاكمة في العالم بقوانين، وتشريعات وأعراف مضت عليها الأزمنة الغابرة والعابرة للحدود. يتشدق البعض بمقولات الغرب لترسيخ جذور الإساءة المطلقة لأي شيء في هذا الوجود والكون المبني على الصلاح منذ الأزل، وإلا لم يكن صالحاً لنا لا للحياة ولا للممات، لأن صانعه الأوحد أصلح من شأنه منذ النشأة الأولى، وإذا حدث خلل في ذلك فهو من تدخل البشر وليس إلا. كان عرب الجاهلية يعبدون الأصنام من دون الله، وإن كانوا يقرون بربوبيته بلا منازع «إن للبيت…