آراء

آراء

الدول بين الابتكار والاندثار

الأربعاء ٠٤ فبراير ٢٠١٥

في الكتاب الأخير للتنافسية الدولية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا، تم تصنيف حكومة الإمارات الحكومة الأكثر كفاءة عالمياً، ولا أذيع سراً عندما أقول: إن السبب الرئيس لتفوق أدائنا الحكومي هو أننا خلال سنوات طويلة لم نتعامل مع مؤسساتنا الحكومية على أنها جهات حكومية. بل على أنها مؤسسات خاصة تنافس القطاع الخاص، وتعمل بعقليته نفسها، وتتبنى أفضل ممارساته، وتقاس أعمالها وخدماتها بمعاييره نفسها، بل ذهبنا أبعد من ذلك وبدأنا نقيس سعادة متعاملينا ونصنف مراكز خدماتنا وفق أنظمة النجوم الفندقية المتعارف عليها عالمياً. وأثبتت التجربة نجاحها، حيث ارتفع أداء مؤسساتنا وحققنا الكثير من أهدافنا، ولعلنا نناقش ذلك بشيء من التوسع في القمة الحكومية المقبلة. ولكن شركات القطاع الخاص تمر بدورات في أعمالها، فهي تبدأ صغيرة ثم تنمو وتنطلق وتكبر، ثم يأتي من ينافسها ويطلق منتجات أفضل من منتجاتها، فيتراجع نموها ويتضاءل حجمها وتقل أهميتها ويضعف تأثيرها وقد تخرج من دائرة المنافسة. وهذا ما تثبته الكثير من الدراسات، فأكبر 500 شركة عالمياً في عام 1955 لم يبق منها اليوم إلا 11 % فقط، أما الـ89 % الباقية فقد خرجت تماماً من دورة الحياة والتأثير، بل الأكثر إدهاشاً في الموضوع أن متوسط عمر الشركات في تلك القائمة سابقاً كان 75 عاماً، أما اليوم وفي عالم سريع التغير والتفاعل، فإن متوسط أعمار الشركات…

آراء

الانتصارات الحزبية بعد القرارات الملكية!

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

لا شك أن السعوديين لم يتوقعوا حجم التغيرات الوزارية التي أمر بها مليكهم الملك سلمان بن عبدالعزير، في الليلة التي روج لها التلفزيون السعودي في شريطه الإخباري «قرارات ملكية بعد قليل»، أكسبت القناة الأولى مشاهدة عالية طيلة فترة الانتظار حتى ساعة انقضاء إعلانها، وهذا يعكس اهتمام المواطن بكل أطيافه بمتابعة أي قرار ملكي يصب في مصلحة مسيرة التنمية وتطورها. لست هنا بصدد مناقشة القرارات، فالملك سلمان «حفظه الله» لديه الرؤية والتمكين والقيادية في اتخاذ القرارات المناسبة لمواصلة الطريق نحو مسيرة متتابعة لأجل توفير حياة مستقرة وآمنة وتنمية مستدامة لهذا الوطن الكبير، لكن ما لفت الانتباه هو حديث البعض بأن هذه القرارات جاءت انتصارا لطرف على آخر، وهنا «المكارثية» في التحليل والإخفاق في قراءة المستقبل، هذا الوضع «غير صحي» لمجتمع يتوق إلى التغير والإصلاح نحو الأفضل. لنتشكل كيف ما شئنا بتياراتنا وأفكارنا، ولنختلف من الأرض إلى السماء، لكن دون «إقصاء» الطرف الآخر وتسفيه رأيه أو عمله إلى حد الخيانة. ما حصل في مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا في «تويتر، والوتس اب» بعد «القرارات الملكية» من سب وشتم وتصنيف لشخصيات اعتبارية بعد إعفائها من مناصبها «غير مقبول»، وأنا هنا لا أقصد انتقاد عملها في السابق، فهذا حق مشروع لكل مواطن أن ينتقد عمل أي مسؤول في الحكومة، لكن أن يصل إلى حد التجريح…

آراء

لماذا قررت جماعة الإخوان إعلان الحرب؟

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

فاجأتنا جماعة الإخوان المسلمين بالخروج عن قاعدة أساسية في أدبياتها تتمثل في الإصرار على الادعاء أنها حركة لا تنتهج العنف وتؤمن بالعمل السياسي السلمي، لكن يبدو أنها عندما استهلكت كل أقنعة التمثيل دون الوصول إلى مبتغاها فقدت اتزانها وأظهرت حقيقتها وقررت اللعب على المكشوف بتهور وغباء سياسي غير مسبوق. بعد العملية الإرهابية الأخيرة في سيناء وقبل تحديد الجهة المسؤولة عنها بشكل رسمي أطلقت جماعة الإخوان عبر قناتهم التي تحتضنها تركيا بيانا صارخا في صيغته هددت فيه السياح العرب والأجانب والسفارات والمستثمرين في مصر باستهدافهم إذا لم يغادروها قبل توقيت محدد، إضافة إلى تهديد الدول المؤيدة والداعمة للنظام المصري باستهداف مصالحها في جميع دول الشرق الأوسط. وفي اليوم التالي لذلك البيان أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الإخواني الذي يرأسه يوسف القرضاوي، بيانا يدين بشدة الجرائم التي ترتكب في حق الشعب المصري، سواء نحو المتظاهرين الثوار ــ بحسب وصفه ــ أو نحو أبناء سيناء، ويطالب القوات المسلحة بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 3 يوليو 2013، أي قبل عزل محمد مرسي، ويدعو قادة ومفكري وعلماء الأمة الإسلامية بالتدخل قبل أن تخرج الأوضاع عن السيطرة ويحدث ما لا تحمد عقباه. بهذا تتضح الصورة التي لا تحتمل أي تأويل آخر غير أن جماعة الإخوان أفصحت عن علاقة ما بالحادثة الإرهابية في سيناء، وأنها…

آراء

في غضون ذلك!

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

تتردد على مسامعنا بين الحين والآخر عبارة «في غضون ذلك»، خصوصاً أثناء متابعة نشرات الأخبار، عبر الإذاعات والمحطات التي تخصصت في نشر الأخبار التي ترفع الضغط، وتجعل يومك كريهاً، إذ غالباً ما تكون هذه العبارة للدلالة على حدثين بينهما قاسم مشترك. تُمسكُ الصحيفة لتقرأ مقالاً غبياً أو خبراً عارياً من الصحة عن منظمة «هيومن رايتس»، التي تتهم الإمارات بقمع الحريات، والتعدي على حقوق الإنسان والعمالة، وممارسة التعذيب، في غضون ذلك لم تقصر الدولة في وضع التشريعات لحماية الأجور، ومحاسبة المؤسسات المقصرة في حقوق العمال، وتجارة البشر، وتشجع على حرية التعبير، في إطار ما كفله الدستور للمواطن والمقيم، وتستمر في الارتقاء بالإنسان والمكان، لتتصدر مؤشرات السعادة والرفاهية، حسب التصنيفات والمؤشرات العالمية، فنحن نعمل وننجز، بينما غيرنا فالح في النباح من بعيد. قبل أيام قرأت عن اغلاق وزارة الاقتصاد والتجارة القطرية معرضا لبيع سيارات الـ«رنج روفر»، يعتبر من أكبر المعارض في الدوحة، بسبب الاحتيال، في غضون ذلك تذكرت قسم حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، وجمعية حماية المستهلك، التي تصرِّح دائماً بعبارات «لن نسمح بارتفاع الأسعار»، «نحن نراقب الأسعار»، و«سنفعل ونفعل»، والكثير من هذا الكلام الذي من النادر أن نرى له تطبيقاً، وإن طبق فعلى الصغار، بينما لـ«الهوامير» حرية فعل ما يشاؤون، وقتما يريدون! وشاهدت بالأمس صور استقبال منتخب الإمارات، الحاصل على المركز…

آراء

البحث عن راتبين

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

منذ إعلان صرف راتبين لموظفي الدولة ومطالب موظفي القطاع الخاص تتعالى تحفيزا لقطاعاتهم بالاستجابة إلى تحقيق حالة الفرح التي عمت البلاد وهي أمنيات فردية وجماعية كان من المفترض أن يبادر إليها القطاع الخاص كونه يتمتع بمميزات وتسهيلات حكومية لا توجد في أي بلد كان مما يسهم في ارتفاع أرباحه من غير أن تطاله ضرائب أو إلزام بالمشاركة في المسؤولية الاجتماعية.. واستجابته في صرف راتبين لموظفيه يكون اعترافا وامتنانا بما يجده من راعيه واتساع أبواب الاستثمار من غير عوائق تنتقص من أرباحه أو رأس ماله.. وإن لم يستشعر هذا القطاع بهذه النعمة، كان على وزارة العمل تبني خلق التفاعلية وحث القطاع الخاص على ذلك، إذ أن الوزارة معنية بتقريب الفجوات ما بين القطاعين وهي المهمة التي نادى بها الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) حين اشتدت حمى سعودة الوظائف، إذ لايمكن تجفيف العاطلة أو تسكين الوظائف في ظل وجود فوارق عالية لصالح القطاع الحكومي من أمان وظيفي وتفاوت في الإجازات وساعات العمل.. وأجدها فرصة لتذكير وزارة العمل بالدراسة التي أجراها البنك الدولي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية والتي خلصت إلى أن رواتب السعوديين في القطاع الخاص هي الأرخص في سوق دول الخليج العربي والدول الأوروبية مما يستوجب على الوزارة تبني ومتابعة أجور السعوديين والمطالبة بزيادتها بين الحين والآخر... طبعا بعد أن…

آراء

المحاكمة والسجن لمزوري الشهادات العلمية

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

قرار وزارة الداخلية الأخير، بمحاكمة وسجن وإبعاد ومنع دخول المملكة لمن يثبت قيامه بتزوير شهادته العلمية، أتي وأتمنى أن يحد من ظاهرة الشهادات العلمية المزورة. والقرار -كما هو واضح- يستهدف الأجانب الذين يأتون للعمل في المملكة، وهي خطوة جريئة للحد ممن يعملون في بلادنا بشهادات مضروبة، وأعتقد بأن المهمة ليست بالسهلة، ولكن يبقى التطبيق لهذا القرار هو المهم، فكلنا يقرأ في إعلامنا المحلي عن أطباء ومهندسين وغيرهما، يعملون في مجالات حيوية لها علاقة بحياة المواطنين ونكتشف أنهم مزوِّرون لشهاداتهم العلمية، فهم بتلك الشهادات قد حصلوا على رواتب ومميزات وظيفية ممتازة، ولكنهم -للأسف- لم يحصلوا عليها من جامعات معترف بها، أو أنهم حصلوا عليها من جامعات وهمية لا يوجد لها مقار فعلية، كلها دكاكين لبيع الشهادات العلمية. هذا القرار كنت أتمنى أن يشمل ليس فقط القادمين للعمل في المملكة، بل أن يشمل حتى المواطنين، فالمبدأ واحد، فمن يزوِّر شهادته العلمية يجب أن يحاكم ويسجن، سواءً أكان مواطناً أم مقيماً، وكلنا اطلع على قوائم من زوَّروا شهاداتهم العلمية -وللأسف- توجد نسبة ليست بالقليلة من مواطني دول الخليج، ومن ضمنهم مواطنون من المملكة. كلنا يعرف أن هناك جهوداً تقوم بها بعض الجهات الرسمية والأهلية؛ للحد من هذه الممارسة، ولكن يبدو أن التزوير مستمر، وهو ما حدا بوزارة الداخلية إلى إصدار القرار المنتظر. لا…

آراء

«حزب الله».. البحرين عصية عليك!

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

يكاد يكون من المستحيل أن يتوقف أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن تصريحاته النارية التي تؤجج الطائفية والفتنة الشيطانية في البحرين بين فترة وأخرى وذلك لعدة أسباب؛ أولها أسباب شخصية، فالسيد حسن نصر الله يعتبر نفسه أنه القائد الملهم الذي يدافع عمن يعتبرهم المظلومين في العالم وشخصية مرضية من هذا النوع تعاني من البارانويا (جنون العظمة) لا تجد نفسها إلا في مثل هذه المواقف المشاكسة وهي التي أدخلت لبنان في عمليات اغتيال وعنف ومنها اغتيال الشهيد رفيق الحريري وقيادات من تيار المستقبل في لبنان حيث ثبت تورط عناصر «حزب الله» في هذه الاغتيالات، وكذلك أدخل لبنان في أزمة سياسية لم تنته بعد، وثانيا أسباب خارجية فالسيد حسن نصر الله صرح أكثر من مرة أنه يمثل إيران في المنطقة فهو يرأس أكبر حزب تحت تصرف الحرس الثوري الإيراني وينفذ مخططات إيران في المنطقة. إن ما يقوم به حسن نصر الله هو أكثر من دعم سياسي للطائفيين ومثيري أعمال الشغب والعنف في البحرين، إنه يقوم بالتحريض وإثارة الفتنة بين الطائفتين السنية والشيعية في البحرين والتحريض لا يقل خطرا عن التدخل العسكري. إنه يشق المجتمع وينشر التفرقة فيه، ومنذ أن بدأت الأزمة في البحرين وحسن نصر الله مستمر في مثل هذه التصريحات ولكن هذا التصريح الأخير هو أشدها لأنه يعكس…

آراء

هل تُسلَّم ساجدة بعد إعدام اليابانيين!

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

كان اليابانيون مستعدين لدفع مبلغ كبير لتنظيم داعش من أجل إطلاق سراح مواطنيهما اللذين خطفا في سوريا لولا الضغوط الدولية، فقام التنظيم بذبح الاثنين بنفس الطريقة الهمجية التي أعدم بها مخطوفين سابقين؛ أولهم الصحافي الأميركي جيمس فولي بعد أن رفضت الحكومة الأميركية أن تفديه. وإقدام «داعش» على ذبح الرهينتين اليابانيتين وضع الحكومة الأردنية في موقف صعب بعد أن أبدت استعدادها للمساومة وإطلاق سراح الإرهابية ساجدة الريشاوي لقاء الإفراج عن الطيار الأردني المعتقل معاذ الكساسبة. إنما قد يقول الأردنيون، طالما لم يشمل الاتفاق مع «داعش» دفع الأموال فإن التبادل شرط مقبول يحدث بين الأطراف المتحاربة، إضافة إلى أن المرأة المسجونة ليست بذات أهمية للتنظيم، وهدفه من وراء إطلاق سراحها الدعاية لانتصاراته. المشكلة هي في فديات الأموال التي تمكن الإرهابيين من شراء الأسلحة وإدارة مناطقهم التي يسيطرون عليها. وقد أثارت عمليات دفع أموال ضخمة للجماعات الإرهابية في سوريا الشكوك الدولية، تقدر بأكثر من 120 مليون دولار، بأنها ذهبت لتمويل عمليات الجماعات المتطرفة المسلحة دون أن يلحق الممولين أي لوم، أو تهم، بدعم الإرهاب. وبسبب تزايد وساطات دفع الفدى تدخل الأميركيون ضدها، وربما لهذا السبب جمد الوسطاء مهمتهم إطلاق سراح ما تبقى من العسكريين اللبنانيين الذين خطفوا من عرسال الحدودية اللبنانية السورية، حيث خطف «داعش» و«جبهة النصرة» 35 عسكريا لبنانيا من قوى الأمن…

آراء

الدم المهدور والبلايين الضائعة

الإثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥

سألني ماذا تسمي المرحلة التي نعيش؟ فأجبت "الفشل والانهيار". قال: "إنها أكثر من ذلك إنها مرحلة النكبة العربية الكبرى. أنا لا أبالغ. إنها أكبر بكثير من نكبة فلسطين وأشد خطورة. أستغرب أن المسؤولين الذين تلتقيهم لا يعترفون بهذه الحقيقة الصارخة. ربما على من هو في الحكم أن يحتفظ بقدر من التفاؤل ولو عرفه كاذباً". للكلام في بغداد رنة أخرى. شرح السياسي الذي لا تعوزه البراعة في الأرقام قراءته للوضع العربي. قال: انظر إلى المنطقة. إيران تتحول دولة كبرى في الإقليم وتتجه نحو شراكة مع أميركا. الحوثيون أقدر من الطائرات الأميركية في محاربة "القاعدة" والتيارات التكفيرية. الحكومة العراقية المدعومة من طهران تعتبر التكفيريين عدوها الأول. النظام السوري يقدم معركته بوصفها حرباً على التكفيريين. "حزب الله" اللبناني وضع مواجهة التكفيريين في سورية ولبنان على رأس أولوياته. هذا يعني أن ما يسمى النزاع السني - الشيعي مرشح للاستمرار. حققت إيران نجاحات في بعض الساحات لكن هذه النجاحات أدت إلى تمزيق النسيج الوطني في مسارح هذه الاختراقات. إيران تلعب على أراضي الآخرين. وأضاف: أصيبت سياسة تركيا بانتكاسات خصوصاً على أرض سورية. لم تستطع أن تكون منافساً ميدانياً يومياً لإيران في سورية أو العراق أو لبنان. أصيبت أيضاً بخسائر اقتصادية بفعل اضطراب خطوط التجارة والتصدير. لكن تركيا تعيش في ظل نظام مستقر حقق تقدماً اقتصادياً…

آراء

وزراؤنا في «تويتر»

الإثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥

الحالة الإيجابية التي أشاعتها القرارات الملكية الأخيرة، لم يكدرها سوى بعض السلبيين على قارعة تويتر. لقد جعلت الطفرة الإلكترونية مجتمعنا يتصدر مجتمعات كثيرة في متابعاته ومشاركاته وتفاعله في يوتيوب وتويتر وسواهما. وهذا منحى إيجابي، إذ إنه عزز القناعة بكفاءة وفاعلية شباب وفتيات مجتمعنا، وقدرتهم على صياغة رسائل ملهمة من خلال هذه المنابر الإلكترونية. لكن هذا الأمر كشف عن فئة تسعى لاستثمار الظاهرة في التحريش ومحاولة التأثير في الرأي العام بشكل يخدم مصالح وأجندات أجنبية. هنا من الضروري التفريق بين نقد المحب المخلص، الذي يكتب باسمه، ويفتخر في الوقت نفسه بكل إنجاز يحققه الوطن، وبين أولئك النكرات الذين لا هم لهم سوى محاولة إشاعة الإحباط. إن من الأمور المدهشة، قابلية العقل المحلي في المواقع الافتراضية، على تلقي الشائعات والأخبار الملونة وتصديقها. واللافت أن مصادر هذه الشائعات، مجاهيل يتوارون خلف أسماء مستعارة، ومعظمهم يكتب من دول تناصب العداء للمملكة وأهلها. وهذا الطابور الخامس يراهن في تسويق الشائعات، على الإيقاع البطيء للناطقين الإعلاميين في المؤسسات الرسمية والخاصة. وقد استن الملك سلمان - يحفظه الله - سنة حميدة، من خلال تفعيل حسابه الشخصي على تويتر، والأمر نفسه يسير عليه وزراء ومسؤولون آخرون. لكن المسؤولية مضاعفة على الناطقين الإعلاميين، إذ إن وجودهم وتفاعلهم بكفاءة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح ضرورة. لقد كان لوزير الثقافة…

آراء

المجلسان.. نقلة تاريخية

الإثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥

ما يميز التغييرات الجديدة للحكومة التي شكلها خادم الحرمين الشريفين نهاية الأسبوع المنصرم، أنها لا تقتصر فقط على العدد الكبير من الدماء الجديدة التي دخلت معترك العمل الوزاري، ولا بالتغييرات في البناء الهيكلي لمؤسسات الدولة ووزاراتها والمتمثل في دمج وزارات وإلغاء هيئات، بل في تقديري يكمن التميز اللافت في خلق مجلسين متخصصين لإدارة الدولة معنيين بالتركيز على إدارة وتطوير ومراقبة أداء المكونات الأهم للمرحلة القادمة في بناء الدولة، والمتمثلة في الأمن والسياسة من جهة والاقتصاد والتنمية من جهة أخرى. لمن يقرأ هذا القرار التاريخي يمكنه أن يلمس نية حقيقية لدى القيادة في الارتقاء بالعمل الحكومي لدرجة أعلى من الكفاءة والإنجاز، وذلك على اعتبار أن المجلسين في لغة القطاع الخاص أشبه بمجلسين تنفيذيين لإدارة المكونات سالفة الذكر، حيث ستكون المتابعة الدقيقة واقعا أكثر إمكانية نتيجة تركيز عمل ذلك المجلس أو ذاك بهموم ومتطلبات وتحديات العمل المناط بها، فتحديد الأهداف سيكون أكثر دقة، وتطبيق الآليات ومراقبة الأداء سيكونا أكثر نجاعة ونجاحا، والخروج بنتائج تتماشى مع الاستراتيجيات والأهداف العامة التي تضعها الدولة من خلال مجلس الوزراء الموقر سيكون أكثر إمكانية وواقعية. أما بالنسبة للجانب التنفيذي فإننا نجد أن اختيار عدد كبير من الوزراء ممن لهم خبرة طويلة وناجحة في العمل الخاص من خلال إدارة مؤسسات وشركات حققت نتائج لافتة في مجال تخصصها يمكننا…

آراء خلف «السراب»

خلف «السراب»

الإثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥

يقول الفيلسوف الأندلسي الشهير محمد بن أحمد بن رشد: «إذا أردت أن تتحكم في جاهل، فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني». ويضيف: «إن التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل». وكي لا يبقى الجهل معششاً في رؤوس الكثيرين ممن خُدِعوا بالجماعات، التي تتاجر بالدين كي تتحكم في الجهلة، الذين انقادوا لها، يأتي كتاب «السراب» للباحث والمفكر السياسي الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ليكشف زيف دعاوى هذه الجماعات، ويزيل الغلالة التي يغطي بها المتاجرون بالدين الإسلامي دعواتهم الباطلة، التي تبدو في ظاهرها إصلاحية تحمل مشروعات حضارية للنهوض بالأمة الإسلامية، لكن باطنها خاوٍ وضعيف، بدليل أنها سقطت في أول اختبار لها تمثل في وصول «الإخوان المسلمين» إلى سدة الحكم في كل من مصر وتونس. ولأن جماعة «الإخوان» هي الحاضنة التي خرجت منها كل الجماعات المتشددة، التي نشاهدها تعيث في الأرض قتلاً هذه الأيام، فإن هذه الجماعات مرشحة هي الأخرى للسقوط، رغم النجاح الذي يظن البعض أنها قد حققته بإقامة ما أطلقت عليه «دولة إسلامية» في العراق والشام، ورغم انضمام عدد غير قليل من المقاتلين الأجانب إلى هذه الجماعات الإرهابية، الذين تقول دراسة حديثة نشرها «المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي»، إن عددهم بلغ 20 ألف مقاتل، جاء الكثير منهم من دول…