أخاديد الأصابع

منوعات الذكاء الاصطناعي يفكّ شفرة أقدم لغز فني على وجه الأرض

الذكاء الاصطناعي يفكّ شفرة أقدم لغز فني على وجه الأرض

السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥

وائل زكير: في أعماق كهوف الحجر الجيري، حيث يرقص ضوء المشاعل القديمة على الجدران الرطبة، بقيت خطوط غامضة محفورة على الطين والصخر ، تذكارات صامتة من بشرٍ عاشوا قبل عشرات آلاف السنين. هذه النقوش، المعروفة باسم "أخاديد الأصابع" (Finger Flutings)، وهي أقدم أشكال الفن والتعبير الرمزي المعروف لدى الإنسان، لطالما حيّرت العلماء؛ إذ لم يعرف أحد هل كانت فنا رمزيا، أم طقوسا سحرية، أم وسيلة تواصل؟ لكن بفضل الذكاء الاصطناعي، بدأ الغموض يتبدّد أخيرا. وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي، تمكن باحثون من جامعة جريفيث الأسترالية من تحليل أخاديد الأصابع المحفورة في كهوف ما قبل التاريخ، وهي خطوط غامضة عمرها أكثر من 60 ألف عام. قام العلماء بتدريب نماذج حاسوبية على دراسة طريقة حركة الأصابع وضغطها عند صنع هذه الأخاديد، فاستطاع الذكاء الاصطناعي تمييز الاختلافات بين الرجال والنساء بدقة وصلت إلى 84٪. بهذا، خطا العلم خطوة كبيرة نحو فهم هوية البشر الأوائل الذين تركوا هذه العلامات الغامضة على جدران الكهوف. وأطلق فريق بحثي من جامعة جريفيث الأسترالية مشروعا رائدا يهدف إلى تحليل هذه الأخاديد القديمة باستخدام تقنيات التعلم الآلي (Machine Learning)، في محاولة للإجابة عن سؤال طال انتظاره: من صنع هذه العلامات؟ فمن خلال المزج بين علم الآثار الرقمي والذكاء الاصطناعي، طوّر الباحثون إطارا تحليليا جديدا لتحديد جنس صانعي الأخاديد…