مقابلات
الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤
باريس - غسان شربل - الحياة سألت الأخضر الإبراهيمي: «هل أزعجك إذا سألتك عن فشلك في سورية؟». أجاب: «لا أبداً، فأنا قد فشلت. الموضوع الشخصي ليس مهماً. الأخطر هو أن المجتمع الدولي فشل في إخراج سورية من محنتها وأن السوريين أيضاً فشلوا في التفاهم على صيغة توقف اندفاع بلادهم نحو الصوملة بكل ما تعنيه». وحين استولى تنظيم «داعش» على الموصل تذكرت تحذيرات الإبراهيمي المتكررة من أن استمرار النزاع في سورية قد يجعل منها مصدر خطر على جيرانها وعلى دول أبعد منها. أيقظت مشاهد الحرب السورية ومجرياتها جمر النزاعات العراقية، وها هو العالم العربي يراقب خائفاً تمزق خريطتين على وقع سقوط التعايش والحدود. لا النظام السوري أحب المبعوث الدولي والعربي، ولا المعارضة أحبته. كان النظام يريد من الإبراهيمي اعتبار ما يجري في سورية مؤامرة خارجية فقط، ولم يكن معنياً بجنيف ولا بمرحلة انتقالية، وكانت المعارضة تريد من الإبراهيمي أن يحقق ما عجزت عن فرضه ميدانياً، وهو إقناع الرئيس بشار الأسد بالرحيل أو التنازل عن سلطاته. لهذا تعرض الإبراهيمي لحملات من أكثر من اتجاه. حاول الإبراهيمي نسج مظلة دولية فوق جهوده، لكنه سرعان ما تأكد أن بيان «جنيف1» سطحي، وأن المسافة بين التفكيرين الأميركي والروسي لا يمكن ردمها. وحاول التفكير في مظلة إقليمية فاكتشف عمق الشرخ القائم. لم يتمكن من إنهاء النزاع…