«الأخوة الإنسانية».. وثيقة الشجاعة والأمل
د. عز الدين عناية في مؤلّفهما الصادر عن دار النشر الإيطالية «تيرّا سانتا» بمدينة ميلانو، يطالعنا أستاذ الإسلاميات التونسي عدنان المقراني واللاهوتي الإيطالي برونيتّو سالفاراني بقراءة معمّقة لوثيقة «الأخوّة الإنسانية» (أبوظبي، 2019). جاء الكتاب معبّراً عن وجهتيْ نظر مختلفتين ومتكاملتين، من حيث مقارَبة الوثيقة. وهو ما أضفى عمقاً دلالياً على فحوى القراءة، استطاع الأكاديميان من خلاله التطرق إلى أبعاد الوثيقة، وإلى أطوار التقارب المسيحي الإسلامي. ويستهلّ الأستاذ المقراني تأمّله في وثيقة أبوظبي بهذه العبارات: رسالة «جميعنا إخوة» للبابا فرنسيس، هي تأكيد وتشديد على ما ورد في ثنايا وثيقة أبوظبي. ليتابع خبير الإسلاميات في القسم الأول المعنون بـ «وعود الأخوّة.. من أجل رؤية مستجدّة لإنسانية جديدة»، بشكل دقيق وموثّق، تصريحات البابا فرنسيس تجاه المسلمين ودعوته الجادة الإعلام الغربي إلى التخلي عن تحامله على الإسلام والمسلمين، ليخلص المقراني إلى أنّ «تصريحات البابا هي فعل رحمة يعيد للمسلمين كرامتهم كبشر وكمؤمنين». واستناداً إلى قراءة تاريخية لأطوار التقارب، يستحضر المقراني علاقة الأزهر الشريف بحاضرة الفاتيكان من خلال مواقف شيوخه، على مدى القرن الماضي، وإلى غاية الإمام الحالي الشيخ أحمد الطيب. كما يستعرض في جانب آخر، رسائل المسلمين المعاصرة إلى الفاتيكان على غرار «كلمة سواء» (عمّان، 2007)، الموقعة من قِبل 138 من كبار العلماء، التي جاءت على خلفية تجاوز حدث راتيسبونا بسبب تصريحات البابا المستقيل…
