آراء
الأحد ٢١ فبراير ٢٠١٦
لا نعرف سوى القليل عن المسعودي، الذي يعتبر أكثر المؤرخين العرب جاذبية وطرافة في أعماله، والذي قورن بالمؤرخ الـــيوناني القديم هيرودوتس. ولد المسعودي، وفــــقاً لروايته الخاصة، في بــغداد، وعرف العديد من الكتاب والفقهاء. وبشكل تقريبي، تعتمد جل معرفتنا عنه على ما يخبرنا به هو نفسه في عمله الرئيسي الذي بقي على حاله دون مساس، بعنوان «مـــروج الذهب ومعادن الجوهر». ولا يكشف المسعودي شيئاً، بصورة مباشرة، عن حياته الخاصة، ووضعه الاجتماعي، ومــــصادر رزقه،.. إلخ. بينما هو أكثر انفتاحاً على المسائل الفكرية، ومن الممكن التعرف على الكثير عن أذواقه، وآرائه، ومــــواقفه، فضلاً عن صداقاته مع غيره من الرجال البارزين في ذلك الوقت، وقبل كل شيء، معــــرفة موقفه تجاه علم التاريخ، والمعرفة بشكل عام. وعلى نحو غير مقصود، كشفت كتابات المسعودي، وقراءاته، عن جوانب مهمة من شخصيته، فقد خلف كتاب «مروج الذهب» انطباعاً محدداً للغاية عن مؤلفه. فهو قد ارتحل طويلاً في الآفاق، وأوصلته رحلاته إلى معظم أرجاء بلاد فارس، وأرمينيا، وأذربيجان، وأرجاء أخرى من بحر قزوين، وكذلك شبه جزيرة العرب وسوريا ومصر. كما سافر أيضاً لوادي السند، وأجزاء أخرى من الهند. وقيل لنا إنه قد سافر إلى الصين أيضاً. تعتبر مكانة المسعودي المهنية مجهولة، ولكنه كان غزير الإنتاج باعتباره كاتباً، وقد أورد بنفسه 34 عملاً لم يقدر لها أن تصل إلينا، على…