آراء
الأربعاء ١٨ مايو ٢٠١٦
هذه القصة جزء من مشهد الحياة اليومي، أصدرها البرازيلي باولو كويللو عام 2008 في كتاب حمل عنوان (مكتوب أن تتخيل قصة جديدة لحياتك) يبدو العنوان أطول مما ينبغي لكتاب، لكنه ذلك النوع من العناوين التي إن سمعت بها أو قرأتها فلن تنساها، ثم لن يهنأ لك بال حتى تحصل على نسختك وتباشر في قراءتها. يقول كويللو: يجيء يوم الجمعة فتعود إلى البيت، تحمل معك الصحف التي لم تتمكن من قراءتها على مدى الأسبوع، تدير جهاز التليفزيون دون صوت، تضع شريطاً في آلة التسجيل، تستخدم جهاز الريموت كنترول لتقفز من قناة إلى أخرى وأنت تقلب الصفحات وتستمع إلى الموسيقى. لا جديد في الصحف، برامج التليفزيون مملة، أما الأسطوانة فقد استمعت إليها قبل ذلك عشرات المرات، زوجتك ترعى شؤون الأطفال، تضحي بأزهي سنوات العمر دون أن تفهم سبباً لذلك، تلتمس أنت عذراً بينك وبين نفسك لتقول: «هكذا الحياة»! في الحقيقة يؤمن كثيرون بأن الحياة هكذا، قدر لها أن تكون مملة ومكررة وخالية من المعنى، سوى ذلك المعنى القدري الذي لا نعرفه لأنه من علم الله، ولو أننا خلقنا لنعيش الحياة هكذا خالية من المعنى والفكرة والعمق، فما الفرق بيننا وبين قطيع الماعز إذن؟ ما الفرق بيننا وبين الاسطوانة وجهاز التحكم عن بعد؟ لماذا يستسلم البعض لهذه الفكرة السقيمة؟ ما الذي يريح البعض…