ثقافة‎

منوعات شليرماشير.. المصالحة بين الدين والحداثة

شليرماشير.. المصالحة بين الدين والحداثة

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

من سمع باسم هذا المفكر الألماني الكبير؟ ربما لا أحد، أو قل حفنة نادرة من الباحثين الاختصاصيين. ومع ذلك، فإن أهميته تقارن أحيانا بأهمية هيغل، أو على الأقل فيخته وشيلنغ وكبار ممثلي الفلسفة المثالية الألمانية. فمن هو هذا الفيلسوف يا ترى؟ هذا ما يجيبنا عنه البروفسور برنار ريمون أستاذ علم اللاهوت الديني في جامعة لوزان بسويسرا، وأحد المختصين المعدودين بفلسفة شليرماشير وتأثيرها الكبير على الفكر الديني والفلسفي المعاصر في أوروبا كلها، وليس فقط في العالم الجرماني. ومنذ البداية، يقول لنا في كتابه «بحثا عن شليرماشير» إنه كان أحد كبار المصلحين الدينيين في ألمانيا في النصف الأول من القرن الـ19. وقد كان زميلا لهيغل في جامعة برلين، ويحظى باحترامه وتقديره رغم الاختلاف حول بعض المسائل الدينية أو الفلسفية، ثم يردف المؤلف قائلا: ولد شليرماشير في مدينة بريسلو الألمانية عام 1768، ومات في برلين عام 1834. عن عمر يناهز السادسة والستين. وقد تربى تربية دينية تقية في البداية، وسوف يحمل في أعماقه الطابع الأخلاقي لهذه التربية طيلة حياته كلها. وبعد أن درس العلوم الدينية المسيحية في جامعة (لأهال) اشتغل مربيا للأطفال في إحدى العائلات الغنية الأرستقراطية. ومعلوم أن هذه العادة كانت سائدة في ألمانيا آنذاك. فهيغل نفسه اشتغل مربيا للأطفال في إحدى العائلات، لكي يكسب رزقه، ويستطيع إكمال دراساته الجامعية. وكذلك فعل…