آراء
الإثنين ١٧ مايو ٢٠٢١
إن أكثر شيء حصلت عليه حماس في حربها الأخيرة كان لقطات حية بثتها على نطاق واسع قنوات عربية وعالمية لرشقات صواريخها الحديدية التي سقط الكثير منها تحت طائلة القبة الحديدية الإسرائيلية. بالتأكيد كانت اللقطات مغرية جدا للشعبويين في العالم العربي، إضافة لفلول اليسار والمتخفين خلف القضية الأشهر وكذلك من يعادون أنظمتهم العربية ولا يصرحون بها، معتقدين أن مناصرة حماس وقراراتها هي مماحكات ينتشون منها، لقد صفقوا بحرارة واندفعوا يكتبون عبارات التأييد على أجهزتهم الذكية متهمين من لا يستلب مثلهم وجدانيا بأنه خان القضية. تلك الرشقات والمغامرة غير المحسوبة حمساويا جلبت قصفا عنيفا بطائرات ومدفعية إسرائيل أنهكت البنية التحتية التي طورتها حماس منذ 2007م بعد انقلابها واستيلائها على حكم غزة. من الصادم أيضا أن بعض الناشطين العرب التقطوا فيديوهات لفلسطينيين في مدن غزة والضفة يعيشون حياة صاخبة غير مبالين بما يحصل في غزة، يا لها من مفارقة صادمة لم ترق للكثير، فقد كان العالم العربي يتحمل عبئاً نفسياً كبيراً، لدرجة أن يلغي احتفالاته تعاطفاً مع الفلسطينيين، لكن التقنية الحديثة وانتشار التصوير فضح المخفي في الداخل الفلسطيني الذين يتعاطون مع قضيتهم بمستويات مختلفة، ويبدو أن الكثير غير راضين ولا منخرطين أو مؤمنين بقضية حماس، ولا عن اختطافها لقرار الحرب والسلم، ولا عسكرتها لملف «الشيخ جراح» المعقد بعد عشرة أيام من المواجهات السلمية…