أخبار
الخميس ٠٨ سبتمبر ٢٠١٦
قبل أن تنبسط حروف السؤال على بساط اللسان، في سينها الاستفهامية لتستجلي ما وراء كتابه الصادر حديثاً باللغة الإنجليزية «جندي في الخليج»، يباغتك «ديفيد نيلد» بلسان مشاعره، في حنينها الواعي، رغم وقاره الكلاسيكي المحافظ، بالقول: «كنت من المحظوظين في العمل على أرض الإمارات العربية، قبل تشكل الاتحاد، ولي الشرف في العمل بإخلاص خدمةً لأهل البلاد، ومع رجال بعظمة وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، والمغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، الحاكم الأسبق لإمارة رأس الخيمة (طيب الله ثراه)، وأعتبر نفسي ابناً باراً لهما، ولهذه الأرض الكريمة التي أحبّ». ******* يخيم الصمت لوهلة، بينما يستجمع ديفيد نيلد همته للإجابة على أسئلة «الاتحاد»، وهي تنهمر كالمطر في الرأس، مع كل حرف تحرره ذاكرته النابضة من بيت التاريخ الزمني، الذي عاشه على أرض الإمارات، قبل تشكل الدولة، وهو يعيده أمامك رشيقاً، غاوياً، وفاتناً، حياً، نابضاً بشخوصه القوية، وأحداثه التاريخية المهمة، مثل شريط السينما المفتوح على جغرافية الذات تارة، وعلى جغرافية المكان، لا يوقفه شيء، سوى حاجتك إلى التقاط أفكارك، وأنت تبحر بعيون ذاكرته، الحادة، والهادئة، والحذرة، في ثقوب الزمان المتقشف حينها، وفي بطون التفاصيل، التي شكلت بإرادة أحلام رجالها العظام، وعزيمتهم، شخصية البلاد اليوم، بكل وقارها، وتفتّحها، وشموخها، وعزيمتها التي لا تلين. ******* يقطع «نيلد» صمتك…