سرقة الآثار

منوعات كيف غيّرت سرقة الآثار وجه التاريخ المصري؟

كيف غيّرت سرقة الآثار وجه التاريخ المصري؟

الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠٢٥

رضا أبوالعينين: على مدى قرون طويلة، لم تكن سرقة آثار القبور في مصر القديمة مجرد حوادث عابرة أو جرائم فردية، بل كانت ظاهرة تركت بصمة عميقة على مسار التاريخ والحضارة المصرية، فقد ساهمت عمليات النهب المستمرة في تغيير أساليب بناء المقابر، وأثّرت على الدراسات الأثرية الحديثة، بل وأعادت تشكيل الطريقة التي تُعرض بها الكنوز المصرية في المتاحف العالمية اليوم. كان المصريون القدماء يؤمنون بأن الحياة بعد الموت امتداد للحياة على الأرض، فكان لا بد من تجهيز القبور بكل ما يلزم للخلود، من ذهب ومجوهرات وأدوات وأثاث، لكن هذا الإيمان العميق واجه جشع اللصوص الذين خاطروا بحياتهم لتحدي القوانين والعقائد المقدسة، ما جعل أي قبر، مهما كانت تحصيناته، عرضة للسرقة. حتى أشهر المقابر، مثل مقبرة الملك توت عنخ آمون، لم تسلم من النهب. فعندما اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922، وجدها شبه سليمة، لكنها كانت قد تعرّضت للاقتحام قبل قرون. وتُظهر الأدلة أن اللصوص فتحوا الصناديق وأخذوا بعض الكنوز قبل أن تُغلق المقبرة مجدداً، وفقا لـ StarsInsider. وتعود جذور الظاهرة إلى عصور ما قبل الأسرات (قبل 3100 ق.م)، إذ كانت القبور تُنهب بعد فترة وجيزة من بنائها. وردا على ذلك، ابتكر المصريون أساليب معمارية معقدة لردع اللصوص، من بينها الأبواب الوهمية والممرات المضللة والحجرات الزائفة. لكن هذه الحيل لم…