منوعات
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦
تحظى المناقشة حول سلامة موسى (المُفكر) بمبحث موسع في مختلف المنابر المعرفية. وقيمة تناول أطروحاته الفكرية، تكمن في (المقدرة المنهجية لاستثمار أفق سياسة التفكير)، من خلال تحليل حركة سلامة موسى في الفترة ما بين عام 1887 إلى عام 1958 التي مثلت أكثر الحقبات ثراء في التاريخ المصري الحديث، حيث شملت تحولات سياسية واجتماعية. ودراسة منظومة التصورات الإنسانية لدى سلامة موسى، تؤهل المجتمعات العربية لإعادة بناء آليات التفاعل الفكري. وللإلمام بتعدد الأوجه الفكرية لما طرحه موسى سلامة، يلزم الاختزال والتطرق إلى 3 محاور رئيسة: أشكال حس التكوين لدى (المفكر)، أثر استمرارية التطور الذاتي لـ (المفكر)، ومناطق خلق الصراعات «السياسية» و«الدينية» و«العلمية» في حياة المفكر. إن تأثر سلامة موسى العميق بنظرية التطور لتشارلز داروين التي أسست معظم أطروحاته المنطقية، تمثل إحدى أقوى الأسس التكوينية في تناوله لـ (الفكر المنطقي)، ما يقودنا إلى سؤال عن مدى الحاجة الفعلية لمنظومة نظرية النشوء، في التفكيك الصريح للتراكم المعرفي ومواجهة الوعي المجتمعي العربي. عملياً هي قدمت نقلة ذاتية واضحة لشخصية (المُفكر)، لذلك فإن (العقل) بوصفة (صانع) الحالة و (الذات) بوصفها المخزون الشعوري والحسي، تلمست الأثر بتجاوزها الدائم نحو البحث عن الحقيقة. يعتبر سلامة موسى الدين «رأياً خاصاً»!، ويكتب في كتابه «تربية سلامة موسى»: «إني أومن بالمسيحية والإسلام واليهودية، وأحب المسيح، وأعجب بمحمد وأستنير بموسى، وأؤمن أيضاً…