منوعات
الأحد ٠٤ يونيو ٢٠١٧
إذا سرت في أي من شوارع مصر، خلال شهر رمضان، لا يمكنك أن تلحظ الفارق بين مسلم ومسيحي، فخلال النهار يبدو على الجميع آثار الصيام، والسير بخطوات مسرعة لإدراك موعد الإفطار، وفي الليل تبدأ مظاهر الاحتفال والطقوس الرمضانية المتميزة، فتفتح المقاهي أبوابها لليالي السمر التي يجتمع فيها المصريون بغض النظر عن الديانة، ويتقاسم الجميع الخبز والبهجة على الطريقة المصرية الفريدة التي تتجسد في مشاركة الأقباط في أجواء رمضان مشاركة كاملة، وليس فقط في الطقوس والمظاهر الاحتفالية. من بين مظاهر رمضانية كثيرة، يمتد عمرها إلى عهد الدولة الفاطمية، هي تولي الأطفال مهمة وضع الزينات الرمضانية والفوانيس في الشارع الذي يسكنونه، قبل رمضان بأيام قليلة، يتجوّل أطفال الحي، ويطرقون أبواب السكان، للحصول على بعض النقود لشراء الزينة، وهم هنا لا يفرّقون بين جار مسيحي ومسلم، فالجميع يشارك بما تسمح به إمكاناته المادية، وبعدها يضطر الأطفال إلى الدخول إلى الكثير من شقق الحي، ليعلّقوا الزينات ومدها من شباك إلى آخر، ليبدو المشهد والزينات تغطي سماء الحي القريبة، وكأنها خيوط من النور، ورابط وجداني يجمع بين سكان الحي بغض النظر عن دينهم، فأحد خيوط الزينات يبدأ من شباك «عم محمد» وتنتهي عند شباك «عم جرجس». يقول كمال زاخر، المفكر القبطي، إن البعد الاجتماعي أكثر عمقاً من البعد الديني في شهر رمضان، لأنه يغيّر شكل…