
طلال سالم: الإبداع رسالة إنسانية وفكرية
محمد عبدالسميع (الشارقة) ينسجم الشاعر الإماراتي طلال سالم مع النَّفَس الشعري للقصيدة العموديّة؛ في حالة من الاحتفاء بالذات، مراهناً على دفقاتها الجميلة، في التعبير عنه، ومستفيداً من ثقافته والحسّ الأصيل لموسيقى نشأ معها، محاولاً أن تتخلل هذه القصيدة أفكاره الخاصّة ومفرداته السلسة، قارئاً «الغيم»، و«الروح»، و«الورد»، و«الحُلم»، و«العشب»، من خلال مرسال «الريح»، في نوعٍ من الاحتفال بالتفاصيل في لونٍ من العتاب الشفيف. ويعتمد الشاعر طلال هذه التوليفة، مستفيداً من نشأته الأصيلة على ديوان العرب، وأدب الرحلات، وهو ما اتجه به إلى الاختلاط الواسع بالشعراء، ومع ذلك لم يكن ليضحي بأسلوبه، بقدر ما يحاول أن يصنع بَصْمته من خلال الإعلام، هذه النافذة الواسعة والمطلّة على العديد من التجارب التي تتلاقى أو تتضاد أو تتصالح مع مفردة الراهن، ضمن موسيقى الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولذلك فقد نأى الشاعر طلال عن شكليات النظم إلى جوهر القصيدة، مدركاً بذكائه الفرصة الذهبيّة للإمساك بجذوة الحرف في الصور الفنيّة التي تكتنز بها القصيدة الأولى التي أبدع بها روّادها في العصور العربيّة الأولى وما تلاها، فكان أن تعددت مواهب شاعرنا وفرض ثقافته من خلال دواوين ثلاثة، هي: «حتى نعود»، و«خرير الماء»، و«برزخ الروح»، وهي عتبات مهمّة لنصوص قدّمته إلى منصّة التكريم في مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي ينطلق في الخامس من يناير الجاري. ويجد الشاعر طلال سالم…