الشيخ المحفوظ بن بيه
الشيخ المحفوظ بن بيه
الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم

أبطال الحرب المسلمون يلهمون نقاشًا حديثًا حول المواطنة

الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠٢٥

كان جمدار عبد الحافظ أول جندي مسلم في الجيش الهندي يُمنح وسام صليب فيكتوريا في الحرب العالمية الثانية. في عام 1944، أثناء قتاله شمال إيمفال، قاد فصيلته، وهو جريح، إلى أعلى تلة واستولى على مدفع رشاش ياباني. كانت قيادته عميقة وشجاعته عظيمة، لدرجة أن جيش العدو فرّ من ساحة المعركة، وقد مُنح وسامه بعد وفاته. بينما تستعد المملكة المتحدة وأوروبا للاحتفال بالذكرى الثمانين ليوم النصر في أوروبا يوم الخميس، سيستضيف نائب رئيس الوزراء يوم الأربعاء معرضًا بعنوان "الإيمان العظيم: قصص تضحية وعطاء"، حيث سيُعرض جمدار كواحد من ثمانين لوحة تغطي السنوات الثمانين الماضية، تُصور مسلمين دافعوا عن بريطانيا وقيمها. يدعو المعرض للتأمل في الإسهامات الجليلة التي قدمها المسلمون لأمتهم، والتي تجسدت في كثير منها بالتضحية البطولية التي وصلت إلى درجة بذل أعظم التضحيات. تُعتبر بريطانيا منارة للتنوع والتسامح. ومع ذلك، تُذكرنا النقاشات الأخيرة حول الهجرة بالتحديات الملحة التي نواجهها. تتطلب الدول الحديثة رابطة انتماء تتجاوز العرق والمعتقد والخلفية. بصفتي مواطنًا في دولة الإمارات العربية المتحدة — بلد متنوع تعيش فيه ثقافات متعددة في أمن وأمان واحترام متبادل — فقد شهدتُ عن كثب أن المواطنة الشاملة ليست مجرد طموح، بل هي ضرورية وقابلة للتحقيق. بالنسبة للمسلمين البريطانيين، هذا الحوار ليس أكاديميًا فحسب، بل مصيري. ففكرة المواطنة الشاملة متجذرة بعمق في التراث الإسلامي.…

السلام روح الاتحاد

الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤

«عيشي بلادي.. عاش اتّحاد إماراتنا»، نغمة البهجة والسّرور، في كل بيت في جميع ربوع الوطن، فرحة العيد، فرحة الطّفل يشدو بكل حماس، وفرحة الكهل يرنو إلى مسيرة من العطاء والوفاء، وفرحة الشباب يجدّد روح الوَلاء، فرحة ترسُم البِشر على الوجوه الجميلة، وتنطلق بالحَمد على كلّ الشّفاه، محبّة تعمر القلوب طمأنينة، وتملأ النّفوس فخراً واعتزازاً. تلك فرحة العيد، ولكنها ذلك وأكثر، فليست مجرّد مشاعر تُلهم أشعاراً وتَفيضُ شعاراتٍ، وإنما هي فكرة وعبرةٌ، وتأمُّلٌ وتعلُّم، تأمّل في مسيرة البلاد، وتعلم من سيرة قائد. الاتّحاد معجزة ألهمت الحكّام والحكماء، من كلّ أقطار العالم، معدنٌ لا ينفَد، ترِده العقول المختلفة، فتصدر بالمعاني المتنوّعة، والدروس المتعدّدة، كل يرى في هذه المعجزة ما يمدّه بقَبَس من نور، فهذا يُشيد بقيم الصّبر والشجاعة، وذلك بقيم الحكمة وجزالة الرأي، وآخر يرسم لوحة البذل والعطاء، ومتغنٍّ بالعدل الممزوج بمعاني الرّحمة، فكل ذلك تجسّد وتحقّق في حياة إنسانٍ وشعب. فحقّ لنا أن ننشد مع الشاعر الجاهلي: «هَلْ غادَرَ الشُّعراء مِن مُتَرَدَّمِ»! في هذه الخاطرة الوطنيّة، سنقصر الكلام على قيمة القيم التي إليها مردُّها جميعاً، قيمة السّلام، فهي منطلق الاتّحاد ومُنتهاه. لقد أدرك الشيخ زايد قبل الآخرين روح عصره، عصر الامتزاج والاتصال، فعرَف كيف يجعل الاختلاف ائتلافاً ويحوّل التنوّع تعاوناً، وكيف يستكشف فضاءات الالتقاء، ويوسع قنوات التواصل ويحقّق النفع المتبادل. تلك…