آراء
الثلاثاء ٢٩ مارس ٢٠١٦
لم ألتق الدكتور عبدالرحمن الوابلي - رحمه الله - في حياتي، وليست بيني وبينه أية علاقة، سوى علاقة القارئ بكتّاب الرأي في الصحافة، وكأي مشاهد سعودي أو خليجي، فإنني طالما شاهدت اسمه يدخل البهجة إلينا من خلال مسلسلي طاش ما طاش أو سيلفي الشهيرين. لذلك فأنا هنا لست في مقام تعداد مناقب المثقف الراحل، ولكنني في حال رثاء شديد، لوطن يريد له بعض متشدقي التدين أن يكون متجهماً، عبوساً، مظلم القسمات كحال قلوبهم. توفي الوابلي، لكنه فتح جرحاً عميقا ولا شك، لا أظنه يندمل، رحلت نفسه إلى مقام ربٍّ غفور رحيم كريم عطوف لطيف بعباده، وتركتنا نكابد أرواحاً شريرة، لا تنفك تذكرنا كلما تعلقنا بذلك بأن الله شديد العقاب! يتلذذون في كبت الأمل، ويتفننون في انتزاع حسن ظننا بربنا، كل ذلك باسم الإسلام، الذي هو من غيّ أهوائهم براء. بين السعي في نبش تاريخ مسلم أصيل بنيّة إخراجه من دائرة الإسلام بكل إصرار وترصد، و«ادعائهم» بأنهم دعاة إلى الله، ينثر أولئك حقدهم الدفين على مساحات الخير والرجاء، تاهوا، مثلما تاهت في ذواتهم معاني سمو ديننا ورفعته. وما بين محبة نبينا لعمه أبو طالب وحزنه عند موته، والتشدد في تصديرهم وتصويرهم للولاء والبراء، يجتهد هؤلاء ومن أضلوهم في تشويه معالم إسلامنا! دخلت إندونيسيا في الإسلام بسبب التجار المسلمين، لا بالسيف، لتكون…