عبد الله الصالح العثيمين

آراء

رحيل مؤرخ السعودية

الأربعاء ٢٠ أبريل ٢٠١٦

برحيل المؤرخ السعودي الأشهر في وقتنا، الدكتور عبد الله الصالح العثيمين، تفقد الدراسات التاريخية السعودية علما من أعلامها ومؤسسا من روادها. رحل المؤرخ الكبير عن عالمنا أمس، بعدما أوجعه المرض لبعض الوقت، وكانت آخر محطة من محطات الراحل في خدمة الثقافة وصورة بلاده، هو أنه كان الأمين العام لجائرة الملك فيصل العالمية، وقام بهذه الأمانة خير قيام حتى لم تعد تسعفه الصحة. فتكفل بموقعه الدكتور المؤهل علما وعملا عبد العزيز السبيل. عبد الله العثيمين من جيل المؤرخين الأكاديميين السعوديين، الذي أثرى المكتبة السعودية بدراسات وترجمات ومؤلفات وتعليقات متقنة، وتحولت بعض مؤلفاته، مثل تاريخ المملكة العربية السعودية من جزأين، لمواد دراسية في التعليم السعودي. هذا الجيل الأكاديمي أتى بعد جيل الرواد العصاميين من أمثال البليهد صاحب صحيح الأخبار، وحمد الجاسر وعبد الله بن خميس، وغيرهم من النجديين، وأيضا كتاب التاريخ السعودي من عرب الشام ومصر، الذين أصفاهم الملك عبد العزيز أو أنجاله مثل حافظ وهبة وفؤاد حمزة وخير الدين الزركلي ومنير العجلاني، أو من أصدقاء الملك عبد العزيز من غير موظفيه مثل أمين الريحاني، أو الغربيين الذين اقتربوا من عبد العزيز مثل فيلبي. تميّز العثيمين بالمزج بين المدرسة القديمة للمؤرخين المحليين، مستعينا بكونه ابن هذه الثقافة، ولذا استفاد كثيرا من الموروث الشعبي خاصة الشعر العامي، وله في ذلك مؤلف مستقل، في…