آراء
السبت ٠٢ سبتمبر ٢٠١٧
شاهدتُ فيلم “ ليون “ في رحلتي للمملكة المتحدة في مارس ٢٠١٧، بعدما شاهدته فكّرت كثيرا بحال الأطفال الأبرياء الذين يتوهون عن أهاليهم ويعيشون كالمشردين وتنتشلهم أيادي العصابات والمجرمين وينشأون نشأة شنيعة إلا من رحم ربك قد تتبناه أسرة أو يأخذه أحد الطيبين لملجأ وينشأ فيه ويتعلم كل شيء.. قرأتُ مقالة للأستاذ “ جمال الشحي “ كتب فيه عن هذا الفيلم الرائع وتناول فيه القضية الجلية والأساسية وهي عن الطفل الذي تاه عن أخاه وأخذته الأحداث إلى أن وصل من الهند لأستراليا بعدما تبنته عائلة إسترالية وعاش معهم حتى كبر، خلال متابعتي لهذا الفيلم سألت نفسي “ هل تلك السنوات أنسته الوطن الأم؟ هل استطاع نسيان أسرته التي نشأ فيها؟ أم أن كوابيس الإشتياق كانت تلاحقه طوال الوقت حتى بدأ بالبحث عن عائلته إلى أن وجدهم ورجع إليهم “، المؤلم في الأمر أن الفيلم ليس من محض الخيال بل هي قصة حقيقية.. سأل الأستاذ “ جمال الشحي “ سؤال مهم جدا وسألته نفسي عندما أنهيت من مشاهدة الفيلم “ ماهو الوطن؟ “، هل الوطن هو الذي ولدنا فيه أم الذي تربينا على أرضه أم الذي عملنا فيه أم الذي عشنا فيه طوال هذه المدة، أجاب الطفل سارو في فيلم ليون بأن الوطن الحقيقي هو الذي ننشأ فيه مهما بعدت المسافات…