محمد بشاري

أخبار الفرقة الناجية بين النص النبوي والتأويل الطائفي… من يحتكر النجاة؟

الفرقة الناجية بين النص النبوي والتأويل الطائفي… من يحتكر النجاة؟

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠٢٥

 رشيد المباركي: في قلب التحولات الكبرى التي يشهدها العالم الإسلامي اليوم، حيث تتقاطع أسئلة الهوية مع رهانات العيش المشترك، وتتنازع خطاباتُ الإقصاء والتكفير مع دعوات الوحدة والتعارف، ينهض سؤال تجديد قراءة التراث بوصفه ضرورةً لا ترفًا، وحاجةً ملحّة لا مجرد رفاهٍ فكري. ولعلّ إحدى أعقد المفاصل في هذا المسار هي تلك المرتبطة بموقع النصوص الدينية في صناعة التصورات الجماعية، وبالذات النصوص التي جرى تحميلها أعباء تصنيفية إقصائية أدت إلى تجذير الفُرقة بدل تعزيز الجمع، وإلى تأبيد الصراع بدل إحياء الحوار. في هذا السياق يطرح الحديث الشهير عن افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة نفسه كمثال صارخ على كيفية انزلاق الاجتهاد البشري في فهم النصوص إلى مرتبة القداسة الموهومة، وهي القداسة التي تحوّلت مع الزمن إلى سلطة معرفية متعالية على النقد، قادرة على إنتاج دوائر الحلال والحرام، والحق والباطل، والجنة والنار، لا بوصفها اجتهادات قابلة للمراجعة، بل باعتبارها أحكامًا مطلقة خالدة. النص والتأويل: كيف تحوّل حديث الافتراق إلى سلاح للاحتكار العقدي؟ من هنا تنبع أهمية الندوة الحوارية التي احتضنها معرض أبوظبي الدولي للكتاب تحت عنوان الفرقة الناجية الاصطفاء بين الموروث وإعادة التأويل والتي شكّلت محطة علمية جريئة في مساءلة هذا التراث بكل ما يحمله من أثقال التوظيف الأيديولوجي والتأويل المغلق، وجاءت هذه الندوة لتفتح فضاءً من التساؤل المفتوح حول إمكانات تحرير…