
محاربة «التطرف» هدف إسلامــي – مسيحي مـشترك
يشكل المسيحيون والمسلمون نصف سكان العالم تقريباً، وطبيعة العلاقة بين الطرفين مهمة للغاية، من أجل الحياة الكريمة للعائلة البشرية برمتها. والمهم أن السلام يكمن في قلب المسيحية والإسلام، ويدعو المسيحيون السيد المسيح بـ«أمير السلام» من أجل سلام الرب، وهي قلب عالمهم الروحي. وفي الإسلام فإن «السلام» أحد أسماء الله الحسنى، البالغ عددها 99 اسماً، وهو أحد أجمل هذه الأسماء. وعندما يلتقي المسلمون مع بعضهم يحيّون بعضهم بعضاً بكلمة «السلام عليكم». وفي ظل هذه التهديدات القاتلة التي تواجه الإنسانية والكوكب بحد ذاته اليوم، ثمة مساهمة مهمة يمكن أن يقدمها العالمان الإسلامي والمسيحي، وثمة امكانية كبيرة للتعاون بين هذين العالمين، والعمل معاً من أجل العدل الاجتماعي، من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب للحفاظ والترويج للحرية الدينية، بهدف حل الصراعات سلمياً، من أجل معالجة مآسي اللاجئين والمشردين. ويشترك المسيحيون والمسلمون في المجتمعات التي يعيشون فيها بالفهم الروحي، وأحياناً يشتركون معاً لمواجهة التهديدات المشتركة أو النضال معاً نحو الأهداف الاجتماعية والسياسية المشتركة. وثمة مكان في هذا العالم، اليوم، يكون فيه مثل هذا التبادل جزءاً من التجربة اليومية للمسيحيين والمسلمين. وخلال العملية يكتسب كلٌ منهم فهماً جديداً لله الذي يعبدونه، ويكتشفون مصادر جديدة يمكن أن تساعدهم ليصبحوا أكثر إنسانية، وأكثر حساسية لحاجات الآخرين، وبالتالي فإنهم سيحققون الأهداف التي من أجلها خلق الله البشرية.…