«آي بي إم» تُطلق سيارة ناطقة ذاتية القيادة بالشراكة مع «لوكال موتورز»

منوعات

لحقت شركة «آي بي إم»، شركة التقنية العملاقة، بشركات «غوغل» و«تسلا» و«أبل»، وغيرها من شركات التقنية المنخرطة في مشروعات إنتاج السيارات ذاتية القيادة، إذ كشفت الأسبوع الماضي رسمياً عن مشروعها المشترك مع شركة «لوكال موتورز»، وهو السيارة «أولي» الناطقة ذاتية القيادة، القادرة على التواصل والتفاعل مع ركابها باللغة الطبيعية.

حافلة صغيرة

وحسب بيان مشترك صدر عن الشركتين، فإن «أولي» مركبة أقرب إلى الحافلة الصغيرة، ذات تصميم يظهرها بالمظهر المكتنز، وتستوعب 12 راكباً، وتعمل من دون سائق.

وتأتي السيارة مجهزة بمجموعة متنوعة من المستشعرات يصل عددها إلى 30 مستشعراً قابلة للزيادة طبقاً للحاجة، إضافة إلى الرادارات، والماسحات الضوئية بالليزر، والكاميرات عالية الدقة لرسم تفاصيل البيئة، فضلاً عن نظام «آي بي إم» للحوسبة الإدراكية، المعروف باسم «واطسون»، والمتخصص في التواصل بين الإنسان والآلة باللغة الطبيعية، والذي يعد المساهمة الإضافية من جانب «آي بي إم» في مشروع «أولي»، الذي تقوده بالأساس شركة «لوكال موتورز»، التي كانت قدمت أول سيارة في العالم منتجة بطريقة الطباعة الرقمية ثلاثية الأبعاد العام الماضي، تلتها أخيراً السيارة «أولي» ذاتية القيادة.

لغة طبيعية

وعقب عملية إطلاق السيارة تجولت «أولي» في شوارع العاصمة الأميركية، واشنطن، على أن يتم نشرها للتشغيل الفعلي في ميامي ولاس فيغاس أواخر العام الجاري، وبالتالي فإن السيارة «أولي» ليست مجرد سيارة تصورية أو مستقبلية، بل منتج فعلي ظهر للتشغيل واقعياً.

وبمجرد صعود الركاب على متن «أولي» يمكنهم أن يطلبوا من السيارة نقلهم إلى مكان محدد، ويناقشوا معها الطريق الذي سيسلكوه، ويسألون «أولي» عن نفسها، وعن المطاعم والأماكن السياحية ودور الترفيه والمتاجر وغيرها من الأماكن التي يمكنهم ارتيادها، فتنخرط معهم في تلقي الاسئلة وتقديم الإجابة عبر محادثة تتم باللغة الطبيعية.

4 مكونات

يضم نظام «واطسون» للحوسبة الإدراكية الذي قدمته «آي بي إم» للعمل على مركبة «أولي» أربعة مكونات برمجية، الأول حزمة برمجيات تحويل الصوت الى نص، وهي المسؤولة عن تلقي الصوت الصادر عن الركاب وتحويله الى نص يفهمه النظام، والثاني حزمة برمجيات مصنف اللغة الطبيعية، والذي يقوم بمضاهاة النص الذي كونته حزمة البرمجيات الأولى بالمعلومات المخزنة في ذاكرة السيارة والمعلومات التي تجمعها أثناء السير.

أما المكون الثالث فهو حزمة برمجيات استخلاص المعاني والأشياء، والذي يستخلص المعاني والإجابات المناسبة للمحادثة الجارية ويضعها في صورة نص مفهوم، فيما يتمثل المكون الرابع في حزمة برمجيات تحويل النصوص إلى صوت مسموع، ويقوم بقراءة النص الذي تم تجهيزه وتحويله الى صوت يسمعه المتحدث أو المشارك في المحادثة الجارية، وتعمل هذه المكونات جميعاً بصورة متكاملة، وبسرعة فائقة، تجعل المحادثة تتم وكأنها محادثة طبيعية بين البشر.

وباستخدام هذا النظام الحوسبي الإدراكي تستطيع السيارة تحليل بيانات النقل التي تجمعها من أكثر من 30 مجساً أو وحدة استشعار صغيرة مدمجة فيها، وهذه المجسات أو المستشعرات يتم تعديلها والإضافة إليها مستقبلاً حسب الحاجة، ووفقاً لما تسفر عنه خبرة التشغيل.

منهجا عمل

وطبقاً للتقارير والتحليلات المنشورة عن السيارات ذاتية القيادة في موقع http:/‏‏/‏‏mashable.com، فإن التداخل بين صناعتي السيارات والتقنية والاتصالات، أسفر عن منهجين رئيسين، الأول تتبناه شركات التقنية، ويستهدف الوصول في النهاية إلى حاسوب وأدوات تقنية تتحرك على عجلات، أي مركبات تصمم وتنتج وتشغل باعتبارها حواسيب وبرمجيات وإلكترونيات بالأساس، جرى تزويدها بمحرك وعجلات، ويندرج مشروع «أولي» تحت هذا المنهج.

أما المنهج الثاني، فتتبناه شركات السيارات التقليدية، التي تعتبر أن منتجها الأساسي هو سيارة، يجري تزويدها بالحواسيب وأدوات التقنية والاتصالات الأخرى، لمنحها قدرات إضافية.

وحسب العديد من الخبراء، ومنهم الرئيس التنفيذي لشركة «لوكال موتورز»، جون روجرز، فإن المستقبل سيكون في صف نهج «حاسوب على عجلات»، وليس لنهج سيارة فيها حاسوب وأدوات تقنية، والأمر لن يستغرق أكثر من عقد من الزمان حتى تكون شركات السيارات التقليدية في تحدٍّ كبير، ربما يشابه ما واجهته شركة «كوداك» لمعدات وأفلام التصوير، بعد انتشار تقنية التصوير الرقمي، والاستغناء عن الأفلام وخلافه.

مشروعات جديدة

وأفصحت شركات من الجانبين عن مشروعات جديدة، كل منها يدعم النهج الذي تطبقه، ففي جانب شركات التقنية أعلنت «غوغل» عن سيارة ذاتية القيادة، وتشارك «إنتل» مع «لوكال موتورز» و«آي بي إم» في إنتاج سيارة سباق بمفهوم «حاسوب على عجلات».

وقد ظهرت تقارير تتحدث عن قرب إعلان «أبل» عن مشروع سيارتها الذكية، بعدما جرى الكشف عن شرائها مساحة واسعة من الأرض سيتم تخصيصها لإجراء اختبارات القيادة لهذه السيارة.

وفي النهج الثاني القائم على تدعيم السيارات القائمة بإمكانات التكنولوجيا، أعلنت «رولزرويس»، خلال الشهر الجاري، عن تزويد أحد طرزها بنظام للذكاء الاصطناعي، يجعلها تمتلك العديد من الإمكانات والوظائف في القيادة والقدرات الأدائية، والتفاعل مع السائق والركاب. يشار إلى أن دبي أطلقت في أبريل الماضي استراتيجية جديدة لتطوير النقل الذاتي القيادة في الإمارة، على أن يكون 25% من رحلات التنقل في دبي ذكية ومن دون سائق بحلول عام 2030.

المصدر: الإمارات اليوم