أردوغان يهاجم الاتحاد الأوروبي ويتعهد بإعادة عقوبة الإعدام

أخبار

صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، هجومه على الاتحاد الأوروبي قائلاً، إن تركيا يجب أن تسير في طريقها وتعهد بإعادة عقوبة الإعدام إذا أقرها البرلمان. واتهم أردوغان، الذي حضر مراسم إزاحة الستار عن نصب تذكاري لنحو 250 شخصاً لقوا حتفهم خلال محاولة الانقلاب العام الماضي، بروكسل بـ«العبث» بشأن سعي تركيا منذ عقود للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وتأتي الكلمة التي ألقاها أردوغان في الساعات الأولى من صباح أمس في ختام مناسبات عامة حضرها الرئيس في العاصمة وإسطنبول في ذكرى مرور عام على الانقلاب الفاشل. وقال «موقف الاتحاد الأوروبي واضح… مر 54 عاماً وما زالوا يعبثون معنا»، مشيراً إلى ما وصفه بعدم وفاء بروكسل بتعهداتها فيما يتعلق بكل شيء من اتفاق تأشيرات الدخول إلى مساعدة المهاجرين السوريين. وقال «سنسوي الأمور بأنفسنا.. لا خيار آخر».

وتوترت العلاقات مع أوروبا بعد محاولة الانقلاب بسبب قلق الغرب من حملة القمع. إذ أقالت السلطات التركية نحو 150 ألف شخص أو أوقفتهم عن العمل، كما اعتقلت أكثر من 50 ألفاً للاشتباه بصلتهم برجل الدين فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة الذي تلقي أنقرة باللوم عليه في محاولة الانقلاب.

وقال أردوغان أيضاً، إنه سيوافق «دون تردد» على عقوبة الإعدام إذا صوت البرلمان لصالح إعادتها في خطوة ستنهي فعلياً مساعي تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي. وأضاف وسط هتافات الحشود التي تلوح بأعلام تركيا: «لا أنظر لما يقوله هانز وجورج، وإنما أنظر لما يقوله أحمد ومحمد وحسن وحسين وعيسى وفاطمة وخديجة».

ويقول منتقدون، إن أردوغان يستغل حالة الطوارئ التي فُرضت بعد محاولة الانقلاب لاستهداف الشخصيات المعارضة، ومن بينها نشطاء حقوقيون وساسة وصحفيون.

ويقبع حالياً في السجون أكثر من 12 من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ومن بينهم الزعيمان المشاركان للحزب، إضافة إلى أعضاء محليين في منظمة العفو الدولية.

وتصف لجنة حماية الصحفيين التي مقرها نيويورك تركيا بأنها أكبر دولة تسجن صحفيين في العالم مع اعتقال نحو 160 صحفياً حالياً. وأغلقت السلطات أيضا وسائل إعلام معارضة يسارية وأخرى مؤيدة للأكراد.

واعتقلت السلطات أمس الأول رئيسة تحرير صحيفة محلية بسبب عمود وجه انتقادا لآثار محاولة الانقلاب، وذلك حسبما قالت صحيفتها.

وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بالحوار مع تركيا ودعا أنقرة إلى تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون. وحذر أيضاً من إعادة العمل بعقوبة الإعدام. وكتب في صحيفة بيلد ام زونتاج الألمانية «بعد عام من محاولة الانقلاب ما زالت يد أوروبا ممدودة. «إذا أعادت تركيا تطبيق عقوبة الإعدام ستغلق الحكومة التركية بشكل نهائي الباب أمام عضوية الاتحاد الأوروبي».

وتعهد أردوغان أمام مئات الآلاف في إسطنبول مساء أمس الأول بمعاقبة أعداء تركيا وبينهم شبكة جولن وحزب العمال الكردستاني.

وقال: «نعلم من يقفون وراء شبكة جولن وحزب العمال الكردستاني وجميعهم… لا يمكن أن نهزم الوزير أو الملك أو الفيل دون التغلب على البيادق والحصان والقلعة أولاً.. سنقطع رؤوس هؤلاء الخونة».

وأضاف أن أعضاء شبكة جولن المزعومين سيرغمون على ارتداء ملابس السجن مثل تلك التي يرتديها السجناء في معسكر اعتقال جوانتانامو وذلك بعد أن ظهر أحد المعتقلين في المحكمة، وهو يرتدي قميصا قطنيا كتبت عليه كلمة «بطل».

وفي مراسم أُقيمت في وقت مبكر من أمس أمام البرلمان في أنقرة الذي قصفه منفذو المحاولة الانقلابية، أشاد أردوغان بالمواطنين الذين تصدوا للدبابات «حاملين العلم في أيديهم والإيمان في قلوبهم».

واستنفرت كل تركيا لإحياء ذكرى فشل المحاولة الانقلابية. فبعد منتصف ليل السبت الأحد أطلقت المساجد البالغ عددها نحو تسعين ألفا في البلاد صلاة على أرواح القتلى.

ومثل التعبئة الشعبية التي ساهمت في إفشال محاولة الانقلاب العام الماضي، اجتاح عشرات الآلاف من الأتراك الساحات العامة في جميع أنحاء تركيا للمشاركة في «أمسيات ديمقراطية» حتى منتصف ليل أمس الأحد.

وبعد عام على أعنف احتجاج على حكمه، يبدو أردوغان اليوم أقوى من أي وقت مضى. ويسمح له الاستفتاء على تعديل الدستور نظرياً بالبقاء في السلطة حتى 2029.

المصدر: الاتحاد