هند خليفات
هند خليفات
كاتبة عربية أحيانا ,, ساخرة دوما @hindkhlaifat hindkh79@yahoo.com

أنا أغرد.. إذاً أنا أكذب!

آراء

لا يفهم البعض أن الكتابة مشروعُ فصامٍ، كثيراً ما نكتب نصاً ساخراً يُضحك شخصاً واحداً على الأقل ودمع القلب متدارٍ خلف الورق، وكثيراً ما نكتب نصاً تراجيدياً أو رومانسياً ونحن نبذل جهداً في مسك أنفسنا من الضحك!

الدراسة الاجتماعية الجديدة التي تؤكد أن 80٪ على الأقل من الإناث في العالم يكذبن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى هذه الدراسة ومخرجاتها، حين تتحدث فتاة عن موسيقى «أندريه رو» واللافندر في حديقة البيت يكون البيت أشبه بمنطقة منكوبة، وهناك على الأقل طفل مُعنَّف مازال يصرخ في جنبات الدار! وحين تضع سيدة ما صورة فنجان قهوتها الصباحية وتتشاركه مع شبكتها الاجتماعية، يكون الفنجان عبارة عن كأس جبنة «بوك» مثلاً، ومازالت بقايا الورق عليه، وحين تصف النكهة الفرنسية للقهوة، لاتكون أكثر من نسكافيه «3 x 1»، وعندما تستميت أخرى في وصف عشقها للطموح، وتصف نفسها بالسيرة المصغرة في «تويتر» أنها «عاشقة الطموح» فإنها تكون «مطقوقة رشيدي» قبل ساعة على أقل تقدير.

وتلك التي تُكثر الحديث عن سحر أناقتها وعشقها لـ«فيرزاتشي» و«دولتشي آند جابانا» وعن تسوقها الأخير في باريس تكون مرتدية تحت عباءتها «بيجاما» عليها صورة أرنب والأخير تحول لـ«جربوع» من كثرة الغسيل!

الدراسة قد تبدو محرجة وصادمة خاصة للواتي أسّسن حياة تامة، وتسربلن بالصور الرمزية والحياة المثالية التي تبعد عن «الواقع» مسافات وسنينَ ضوئية، لكن الكارثي أيضاً أنني أعترف أنّني أفعل شيئاً من هذا القبيل، فقد رصدت أني على مدار يوم واحد على الأقل غرّدت في «تويتر» عن الأزهار البرية وبتلاتها، وأنا من ساعة أنهيت وجبة «فتّة مقادم» و«كرش وأطراف»! وكثيراً ما كنت أكتب عن أسطورة إيستي لاودر وأنا ألقم الغسالة وجبات الغسيل!

لكني متأكدة أنه لو كان 80٪ من الإناث عبر الشبكات الاجتماعية يمارسن الكذب أو التجمُّل فإن 90٪ من الرجال يمارسون الكذب والتصيُّد والتزلف وفنونَ أخرى لم تصل إليها النساء بعد!

المصدر: مجلة روتانا