هند خليفات
هند خليفات
كاتبة عربية أحيانا ,, ساخرة دوما @hindkhlaifat hindkh79@yahoo.com

“تويتر” أم توتير؟!

آراء

بحمدلله تاب على يدي مجموعة من قوم “الفسابكة” وأصبحوا من المغردين وحًسُن تغريدهم، ولجت ميدان التحريك الفكري “تويتر” قبل أقل من عامين فعليا، لا يتعب نفسيتي الا كمشة من مشايخ تويتر، الذين في بداية انتشار هذه الصفحة التفاعلية أصدروا فتوى بتحريمه، وهاهم اليوم يزاحمون حتى الفنانين في التغريد والنعيق أحيانا,,

لا أسهل من الفتوى “التويترية”، مجرد أن يكتمل “كيف” بعض المشايخ، إلا ويطلق شيء كان أفضل أن يطلقه بمكان آخر، وتسمى الجملة التي تأتي في 140 حرف فتوى..وهكذا ببساطة!

دعونا نسمي هذه الأنواع من الفتاوى التي يَدعها بعض المشايخ على وجوه متابعيهم ومن يتبعهم أسم “فتاوى شًنارية” وللذين يسألون عن متن التسمية، فمردها لطائر الشنار، الطائر ذي الحجم الضخم الذي يقترب من حجم دجاجة وذقن سوداء مخططة، قد يكون منظره محببا للبعض لكن الصيادين وحدهم من يعرف كم هو طائر جبان وقد يتراجع فورا إلى مكمنه بعد أي شطحة!

الفتاوى “الشنارية” التي تنطلق في صفحات التويتر، من عشة الى عشة، ومن ذقن الى “كشة” ، فتحرم مثلا السفر الى “المريخ” مثلا، وتحرم مثلا ” التغريد” على مخلوقات تدعى “الإناث”، وفتوى بسرعة صاروخية مثلا “بحرمة اعتمار الكائن الغريب الذي يسمى امرأة في أوقات الازدحام” في الصحن المكي..

وغيرها من “الفتاوى الشنارية” التي قد تتجاوز كونها فتوى حتى إحراج دول واضطرار ولاة الأمر للترقيع حين توصل “التغريبة” لا التغريدة لدولة أخرى يصادف أن تكون جارة!!

دعونا من “شناريات” الفتاوى أو الفتن، لنتحدث عن هيفاء وهبي، التي يبدو أن عدد متابعيها وصل في فضاء تويتر إلى مليون متابع، هيفاء تغرد أحيانا بأحذيتها ذات الكعوب الشاهقة، وأتصور أن لو كنت أنتعل أحد أحذيتها سيكون سقوطي من متنها لا يقل أضرار عن السقوط من طابق ثاني! هيفاء متخصصة بفنها وهي ذكية وتعرف ماذا تريد، تعرف مساحتها جيدا ولا تحاول أن تمتد لمساحات وتخصصات الآخرين، تغرد بألوانها وطلاء أظافرها وحركاتها وتنانيرها وبزمة شفاهها للإمام ولا يمكن مثلا أن تغرد بشيء له علاقة بالدين أو السياسة ,, كل ما في صفحتها يشبهها بكل صخبها أو حتى ابتذالها وكل ما فيها لها

..أحترم هيفاء لأنها على الأقل لا تتدخل في تخصص لا تفهم فيه ولا تقحم نفسها بالفتاوى أو إشعال أعواد الفتنة ولا يمكن ان تغرد عن شيء لا تفهم فيه! ,,!

ففي هذا الزمن الذي غدا فيه نقرة حروف على لوحة مفاتيح أخطر من ضغطة على سلاح اتوماتيكي حديث,, وفي زمن فتاوى ال”TNT” “ومناكحة” العقول ,,يا مرحبا بـالقديرة “هيفاء وهبي” و “Looool ” و سماحة “جستن بن بيبر” !!

خاص لـ (الهتلان بوست)