إسرائيل تمطر غزة.. 400 ضربة في 24 ساعة وسقوط 140 ضحية

أخبار

القدس – أ ف ب

يوم ينقضي من الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ويأتي آخر دون أي إشارة أو بارقة أمل بقرب وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، إنه قصف 400 هدف في قطاع غزة خلال الساعات ال24 الماضية، وأصاب قادة من حركة حماس، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بسقوط 140 قتيلاً حصيلة الغارات الإسرائيلية على القطاع الليلة الماضية، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحي بضربة جوية إسرائيلية على مخيم الشاطئ.

وليلاً، أفرجت حركة حماس عن رهينتين إسرائيليتين من كيبوتس نير عوز، حسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كشف هويتيهما، وهما يوشيفيد ليفشيتز (85 عاماً) ونوريت كوبر (79 عاماً)، ولا يزال زوجاهما محتجزين، وجاء ذلك بعد ثلاثة أيام على إطلاق سراح امرأة أمريكية وابنتها.

من جهته، يفترض أن يناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، جانباً آخر مختلفاً يتلخص بالدعوة إلى «هدنة إنسانية» من أجل تقديم المساعدة لسكان غزة وتسهيل إطلاق سراح الرهائن، بحسب مسؤوليه.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين، إن 5087 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين بينهم 2055 طفلاً، قتلوا في القصف الإسرائيلي رداً على ذلك منذ بداية الحرب، ولا تشمل هذه الحصيلة قتلى القصف الليلي الأخير.

– تفكيك كامل

تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تولت السلطة في قطاع غزة في 2007، وفي تسجيل فيديو نشره الجيش الإسرائيلي ليل الاثنين الثلاثاء على موقع إكس، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ليل بينما كان محاطاً بعدد من العسكريين «نريد تفكيك حماس بالكامل – قيادتها وجناحها العسكري وآليات عملها».

وتكثفت الضربات في الأيام الأخيرة على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً، ويعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني يخضعون لحصار تفرضه إسرائيل ويحرمهم من الغذاء والماء والكهرباء منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.

– مساعدات ضئيلة

بدأت المساعدات الدولية تصل بكميات ضئيلة منذ السبت عبر مصر، وعبرت قافلة ثالثة الاثنين الحدود عند رفح، نقطة العبور الوحيدة إلى غزة التي لا تخضع للسيطرة الإسرائيلية.

في المجموع، تمكنت نحو خمسين شاحنة من الدخول خلال ثلاثة أيام، بينما تتطلب تلبية الاحتياجات مئة شاحنة على الأقل يومياً، حسب الأمم المتحدة.

– دعوات لوقف إطلاق النار

أعلنت الولايات المتحدة التي حصلت على موافقة إسرائيل ومصر للسماح بدخول المساعدات، الأحد أنه من الآن فصاعداً سيكون هناك تدفق مستمر، لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكد الحاجة إلى مزيد من المساعدات، بسرعة أكبر وإلى هدنة إنسانية للسماح بتوزيعها.

ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الاثنين أيضاً إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية» في غزة، حيث لقي 35 من العاملين في المجال الإنساني حتفهم هناك منذ بداية النزاع، بينهم ستة خلال الساعات ال24 الماضية، حسب وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بدون عوائق ووقف سريع لإطلاق النار.

من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي لم تدن بلاده صراحة هجوم حركة حماس، لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين الاثنين إن كل الدول تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها، وذلك خلال أول اتصال بين وزيري خارجية البلدين منذ بداية النزاع.

وقال الوزير الصيني لنظيره الإسرائيلي إن «المهمة الأكثر إلحاحاً الآن هي منع الوضع من التدهور والتسبب بكارثة إنسانية أخطر».

– حشد إسرائيلي لهجوم بري

يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لهجوم بري ويحشد جنوده على أطراف قطاع غزة، ويقوم بعمليات توغل محدودة هناك لاستهداف البنية التحتية لحركة حماس والسعي إلى تحديد أماكن المفقودين أو المختطفين.

وهذا الاحتمال يثير قلق المجتمع الدولي، الذي يخشى تصاعد شرارة الحرب، حيث عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، في خطوة تنطوي على خطر تصعيد النزاع على حد قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في طهران الاثنين.

– ضربات في الجنوب

منذ 15 أكتوبر/تشرين الأول، دعا الجيش الإسرائيلي المدنيين في شمال قطاع غزة، حيث تشتد عمليات القصف، إلى الفرار إلى الجنوب، مع ذلك، ما زالت الضربات تطال أيضاً الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، حيث يتجمع مئات الآلاف من النازحين.

وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني كارثي مع فرار 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم.

في رفح، قام رجال بملء عبوات بلاستيكية بالمياه من صهاريج، بينما يبحث آخرون في أنقاض مبنى دمرته إحدى الغارات، عن ناجين.

وفقد الفلسطيني أيمن أبو شمالة (34 عاماً)، طفليه وزوجته في قصف إسرائيلي، وقال بحزن: «وضعوا جثة ابني الممزقة في كيس أزرق، وكانت شام ابنته متفحمة».

في خان يونس في جنوب القطاع أيضاً، كانت إحدى العائلات تستعد أيضاً لدفن أطفال قتلوا في القصف، وقد تم لف جثثهم باللون الأبيض وحملها أقاربهم إلى المقبرة.

وفي لبنان، نزح أكثر من 19 ألف شخص بعد تزايد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، على الحدود بين البلدين، حسب المنظمة الدولية للهجرة.

كما تم إخلاء المنطقة الحدودية على الجانب الإسرائيلي.

المصدر: الخليج