إنشاء مدرسة ثانوية في بنغلاديش وفاءً لـ «صفية»

أخبار

أعلنت «دبي العطاء»، جزء من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أمس، بناء مدرسة ثانوية جديدة في بنغلاديش، تكريماً لذكرى «صفية أكتر»، التي توفيت أثناء محاولتها إنقاذ حياة أربعة أطفال إماراتيين في أكتوبر 2014.

ويأتي الإعلان استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فور الإعلان عن وفاتها.

وكانت صفية، وهي من بنغلاديش، مقيمة في الإمارات، حيث عملت مربيةً لطفلين إماراتيين، يبلغ أحدهما ست سنوات، والآخر 10 سنوات.

وقد تمكنت صفية من إنقاذ حياة الطفلين، إلى جانب طفلين آخرين، من الغرق، بشجاعة نادرة، إذ انتشلتهما من أمواج البحر القوية، وأوصلتهما إلى بر الأمان، لكنها لم تستطع إنقاذ نفسها، حيث سحبتها التيارات المائية الشديدة إلى عمق البحر، بعدما أتمت عملية إنقاذ الطفلين.

وعلى الرغم من شجاعة والد الطفلين اللذين كانت ترعاهما، الذي قفز إلى الماء محاولا إنقاذ حياتها، إلا أنها توفيت قبل وصول فريق الطوارئ.

ومنذ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، توجيهاته في أكتوبر 2014، واستجابة لهذه القصة المأساوية، تبنت «دبي العطاء» حملة بدعم من سفارة الدولة في بنغلاديش وسفارة بنغلاديش لدى الدولة، فضلاً عن العديد من المنظمات غير الحكومية، وممثلين عن الحكومة البنغلاديشية، بهدف تكريم شجاعة صفية، من خلال مشروع تعليمي في باتا بارا، القرية التي ولدت صفية وترعرعت فيها، وحيث لاتزال تقيم عائلتها.

وبعد مشاورات مكثفة مع مؤسسة «براك»، أكبر منظمة غير حكومية في بنغلاديش، وشريك موثوق به لـ«دبي العطاء» في ما يتعلق بنظام وفرص التعليم من أجل التنمية في باتا بارا، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية التي قام بها فريق عمل «دبي العطاء» لاختيار الموقع الأنسب لبناء المدرسة، كشفت «دبي العطاء» عن خطتها لبناء ودعم المدرسة الثانوية.

ويعد 10 مايو تاريخ وضع حجر الأساس، والبدء بأعمال البناء في المدرسة الثانوية، الوحيدة من نوعها في قرية صفية، التي ستمنح فرصة التعليم للأطفال، خصوصاً الفتيات اللواتي يعشن في قرية باتا بارا، في منطقة سونامغوني في بنغلاديش.

وستقوم «دبي العطاء» أيضاً بتمويل التكاليف التشغيلية للمدرسة لمدة خمس سنوات، بعد الانتهاء من البناء. وعلى مدى ست سنوات سينتج عن هذا التدخل فوائد فورية وطويلة الأجل على المجتمع في باتا بارا، خصوصاً للفتيات الصغيرات اللواتي لا يستطعن مواصلة تعليمهن.

وتعليقاً على أهمية بناء المدرسة وتوفير الدعم لها خلال زيارته لباتا بارا لوضع حجر الأساس، قال الرئيس التنفيذي لـ«دبي العطاء» طارق القرق: «لقد نجحنا في الخروج من هذه القصة المأساوية، وتحويلها إلى أمل كبير، من خلال بناء مدرسة ثانوية في باتا بارا، قرية صفية في بنغلاديش، لتكون رمزاً لشجاعتها.

وتابع: «للمرة الأولى، أصبح بإمكان الأطفال في قرية صفية الحصول على التعليم الثانوي، وبحلول عامها السادس، ستكون المدرسة مكتفية ذاتياً بشكل كامل، وسيعود هذا الأمر بالفائدة على إثبات آفاق التطور الوظيفي على المدى الطويل للأطفال الذين يعيشون في باتا بارا، خصوصاً الفتيات الصغيرات اللواتي لم يحظين بفرص متساوية للحصول على التعليم، بسبب الحواجز المادية والمجتمعية والثقافية. من خلال هذه المدرسة، سيعيش إرث صفية حيّاً وملهماً لجيل واحد على الأقل من الفتيان والفتيات المتعلمين في بنغلاديش. وقررنا أن تحمل هذه المدرسة اسم صفية تقديراً لتضحيتها».

ومن جانبه، قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية بنغلاديش الشعبية، الدكتور سعيد بن حجر الشحي: «تحتل الإمارات العربية المتحدة مراكز متقدمة عالمياً في مجال العمل الخيري والإنساني. إنها للفتة إنسانية كريمة بامتياز من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لبناء مدرسة من خلال (دبي العطاء) في قرية باتا بارا في بنغلاديش، مسقط رأس المربية صفية أكتر. وستسهم هذه المبادرة الإنسانية في تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية بنغلاديش، وخدمة المصالح المشتركة للبلدين».

وسيتم تنفيذ جهد «دبي العطاء» في بنغلاديش بالشراكة مع منظمة «براك» ليصل إلى أكثر من 3200 طفل خلال ست سنوات. والمدرسة المقترحة ستبدأ عملها في البداية باعتبارها مدرسة إعدادية، من خلال توفير التعليم للأطفال في صفوف السادس والسابع والثامن، وبعد ثلاث سنوات، ستتحول المدرسة لتصبح مدرسة ثانوية، حيث ستوفر التعليم للأطفال في الصفين التاسع والعاشر. وفي عامها السادس، سيصبح تمويل المدرسة الثانوية ذاتياً من ناحية توفير مورد تعليمي مستدام لأطفال باتا بارا والمناطق المحيطة.

ولاستكمال بناء المدرسة، ستخصص «دبي العطاء» أيضاً تمويلاً لشراء وتركيب الأثاث والتجهيزات المدرسية، ودعم كلفة رواتب المعلمين وصيانة المدارس. وبالإضافة إلى ذلك، ستوفر «دبي العطاء» الدعم الإداري العملي المستند إلى خبرات المؤسسة الواسعة في تنفيذ البرامج التعليمية في البلدان النامية.

المصدر: الإمارات اليوم