الإبداع الإماراتي يتألق في «القاهرة الدولي للكتاب»

أخبار

لا تفوت الإمارات فرصة ثقافية كبيرة إلا وكانت حاضرة فيها بقوة، عبر كتبها وكتابها، خصوصاً بعد التطوير الملحوظ والقفزات النوعية في إصداراتها على مستوى الكم والنوع، فضلاً عن المواصفات الفنية العالية من جهة الإخراج والتصميم.

في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي أزاحت العاصمة المصرية الستار عن نسخته 48، تحت شعار «الشباب وثقافة المستقبل»، حضرت الإمارات، بمشاركة 35 دولة، منها 16 عربية، و6 إفريقية، و13 أجنبية، وبلغ عدد الناشرين 670 منهم 6 أفارقة، و13 أجنبياً، 200 ناشر عربي، 451 مصرياً، منهم 7 مؤسسات صحفية، و31 مؤسسة حكومية، و119 كشكاً بسور الأزبكية.

تبرز في المعرض الثقافة الإماراتية، التي يشارك اتحاد كتابها بجناح مستقل لأول مرة هذا العام، بعد مشاركات سابقة كان الاتحاد حاضراً فيها من خلال جناح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

الجناح يحتوي على جميع إصدارات الاتحاد، من كتب ودوريات، منذ دخوله مجال النشر، ليكون مجموع ما يشارك به في معرض القاهرة 267 كتاباً، وعلى أرفف الجناح الإماراتي، وتبرز دورياته الفصلية: «شؤون أدبية»، التي تعنى بالشأن الأدبي العام وصدر منها 73 عدداً، و«دراسات»، التي تعنى بالمقاربات الاجتماعية والإنسانية، وصدر منها 42 عدداً، و«بيت السرد» التي تعنى بشؤون السرد القصصي، وصدر منها 16 عدداً، و«قاف» التي تعنى بالشعر وصدر منها 80 عدداً.

وقال الدكتور سيف الجابري، عضو اتحاد كتاب الإمارات «إن المشاركة في معرض القاهرة المتميز وصاحب الشهرة الثقافية العربية والعالمية مهم للاتحاد، لتكون الإمارات حاضرة بقوة في كل المعارض الدولية، ما يساهم في نشر ثقافة الكتاب، فنحن في الاتحاد نبحث دائماً عن التطوير الثقافي، وتوسيع انتشار الكتب باعتبارها العمود الفقري لثقافة الإنسان وعلمه».

وعن سبب اشتراك الاتحاد في معرض القاهرة بجناح مستقل هذا العام، قال الجابري: «بعدما انتقل الاتحاد العام للكتاب العرب للإمارات، ومقره أبو ظبي، برئاسة الشاعر حبيب الصايغ، أصبح وجود هذا الجناح حتمياً وتشريفياً، فمثلما أصبح اتحاد الكتاب العرب برئاسة إماراتية، كان لا بد أن يكون له جناح مستقل، بجانب مشاركتنا مع وزارة الثقافة، بعد أن أصبح هذا الاتحاد أعم وأشمل، وهو ما يعد إعادة لإبراز الاتحاد عربياً ».

ويعبر الجناح الإماراتي عن مشاركة إيجابية وفعالة، وتتنوع الكتب فيه بين ثقافية، وعلمية واجتماعية، والكثير من الكتب تخص تراث وهوية وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، ورغم التحديات المادية التي يواجهها الجمهور المصري هذا العام، إلا أن الإقبال على الجناح الإماراتي كان ملحوظاً منذ الساعات الأولى من عمر المعرض الذي يستمر حتى 10 فبراير المقبل.

وتحل عليه المملكة المغربية ضيف شرف هذا العام، ويرفع اسم الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور ليكون شخصية المعرض.

وحرصت الوفود العربية المشاركة، والهيئات الثقافية في مصر، بعد الافتتاح الرسمي للمعرض، ومنها، وزارة الدفاع المصرية التي تشارك بجناح بالمعرض، على تفقد أجنحة الإمارات المختلفة، والتعرف إلى التجارب الإبداعية المشاركة هذا العام، بعد أن سبقهم في الافتتاح الرسمي المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة المصرية، ووزير ثقافتها حلمي النمنم.

ولا تنتهي مشاركة الإمارات في معرض القاهرة عند هذا الحد، إذ يشارك الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في المعرض بندوة «رؤى التجديد في شعر صلاح عبد الصبور»، التي تعقد في اليوم التالي للافتتاح بالقاعة الرئيسية، وإلى جانبه الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصرية الأسبق، كما يشارك بأمسية شعرية في ثالث أيام المعرض، وذلك بعدما قال عنه الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن «الصايغ من أبرز المشاركين في المعرض».

حضور الإمارات في معرض القاهرة يتعدى ذلك، إذ تخصص قاعة ضيف الشرف ندوة بعنوان «الرواية الإماراتية.. الماضي والحاضر»، بمشاركة الأديبة إيمان اليوسف، إلى جانب ندوة «أصوات من الإمارات»، التي يشارك فيها الشاعر علي الشعالي والشاعرة شيخة المطيري، ولا يسدل المعرض ستاره إلا بعدما يستمع جمهور العاصمة المصرية لقصائد الشعراء محمد البريكي وخلود المعلا ونعيمة محمد حسن.

وهذا الحضور البارز لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، سبق ووصفه حبيب الصايغ بأنه يتصل بمجمل المنجز الثقافي والإبداعي في الإمارات، ولا ننسى قوله أثناء التجهيز لهذه المشاركة: «في معرض القاهرة بالذات يحرص الاتحاد على أن تكون مشاركته أساسية وقوية؛ نظراً لما يعنيه اسم القاهرة أولاً، باعتبارها واحدة من أعرق العواصم وأكثرها حيوية، ولما يعنيه تاريخ العلاقة مع القاهرة ثانياً، فالإمارات ومصر اليوم يؤسسان لنموذج في التكامل والتنسيق والتشارك ينبغي أن يعمم عربياً كخطوة أولى وضرورية لتجاوز المأزق الذي تعيشه المنطقة».

ومن الجناح الرسمي لهيئة الشارقة للكتاب، قال فاضل حسين الأحمد، نائب مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، والمسؤول عن جناح الهيئة بمعرض القاهرة: إن «الشارقة تشارك سنوياً في محفل القاهرة، للإيمان بأهمية هذا المعرض على المستوى العالمي، وتتويجاً لتوجيهات حاكم الشارقة بنشر آفاق الثقافة الإماراتية عربياً وعالمياً ».

وأوضح الأحمد أن مشاركة الشارقة في معرض القاهرة تأتي ترويجاً لمعرضها الدولي، وتقنيات النشر والطباعة التي طورتها الهيئة، وبرامج الترجمة التي تتيحها للناشرين العرب، قائلاً: «هدفنا الأول والأخير دعم الناشرين من دون مقابل وضمان استمراره والوقوف على أرض صلبة في ظل كل التحديات التي تواجهه، ونستغل وجودنا في القاهرة للترويج لدور النشر التي تتعاون معنا، ونعرف الشارع المصري بإنتاج الإمارات الفكري والأدبي».

المصدر: الخليج