الإرهاب يضرب المصلين في الكاتدرائية القبطية بالقاهرة

أخبار

وجه الإرهاب ضربة جديدة، يوم أمس الأحد، استهدفت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، التي تعد الأكثر قدسية لدى أقباط مصر؛ حيث انفجرت عبوة ناسفة داخل مصلى السيدات القبطيات بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية، في وقت كان الأقباط يؤدون صلاة قداس الأحد، ما أسفر عن سقوط 25 شهيداً و49 مصاباً بعضهم في حالات خطرة، بحسب إعلان وزارة الصحة المصرية، وأدانت رئاسة الجمهورية الحادث الإرهابي، وأعلنت الحداد لمدة 3 أيام، مؤكدة أن الإرهاب لن ينال من مصر.

وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت، صباح أمس، فور حدوث الانفجار، على لسان مسؤول الإعلام الأمني، أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تلقت بلاغاً بحدوث انفجار في الصباح، بنطاق الكنيسة البطرسية بالعباسية، أسفر عن وقوع وفيات ومصابين، وأن الأجهزة الأمنية المعنية، وقوات الحماية المدنية ورجال المفرقعات انتقلت على الفور إلى مكان البلاغ؛ حيث تبين وقوع العديد من الوفيات والمصابين، دون أن تقدم الوزارة حصيلة محددة بعدد القتلى أو المصابين.

وأعلنت الكنسية المرقسية في بيان لها: «الكنيسة البطرسية بالعباسية، تعرضت لحادث جبان، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، معربة عن أسفها لهذا العنف، الذي يعتدي على المصلين الآمنين، مؤكدة الحفاظ على الوحدة الوطنية بين المصريين على أرض مصر المباركة».

وقال مصدر كنسي، في تصريح له أمس: إن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يتواجد حالياً في اليونان، ويتابع مجريات الحادث لحظة بلحظة.

وفور حدوث الانفجار قامت أجهزة مديرية أمن القاهرة، بإغلاق محيط الكاتدرائية، وفرضت حراسة مشددة، وتوجه النائب العام إلى موقع الانفجار، وأجرى معاينة له بنفسه، وكلف 3 فرق بتولي التحقيق، وتضم نيابة استئناف القاهرة، ونيابة أمن الدولة العليا، ونيابة غرب القاهرة، كما قام بمناظرة الجثامين، وقرر ندب الطب الشرعي، لتوقيع الكشف عليها، لتحديد أسباب وملابسات الوفاة، وأمر بالتحفظ على الكاميرات المتواجدة داخل الكنيسة وخارجها.

وقال مصدر قضائي رفيع المستوى، بالنيابة العامة: إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عبوة ناسفة هي التي تسببت في الانفجار، مشيراً إلى أن المعاينة التي أجرتها النيابة أسفرت عن العثور على أشلاء، يجري تحليلها، للتوصل إلى طبيعة علاقتها بتنفيذ الحادث.

وذكر المصدر القضائي أن شهود عيان كانوا على مقربة من المكان، رجحوا دخول شخص بحوزته المتفجرات إلى الكنيسة البطرسية.

وأمرت النيابة العامة، المعمل الجنائي وخبراء المفرقعات بإجراء المعاينة لموقع الانفجار، ورفع آثاره وفحصها، وبيان دلالتها وإعداد التقرير الفني اللازم، وتكليف جهاز الأمن الوطني وجهات البحث المختصة، بإجراء التحريات بشأن الحادث والتوصل لمرتكبيه والمحرضين عليه لتحديد المسؤوليات الجنائية.

ورجحت مصادر أمنية، أن تكون العبوة التي انفجرت قد أدخلت إلى جناح السيدات بالكنيسة، وتم تفجيرها عن بعد، مشيرة إلى أنها كانت تحوي مواد شديدة الانفجار، مرجحة أن وزن العبوة يقدر بنحو 6 كيلو جرامات.

وقال الدكتور شريف وديع وكيل وزارة الصحة، أمس: إن 25 شخصاً قتلوا في الانفجار، فيما أصيب 49، بينهم حالات خطرة، مشيراً إلى أن المصابين نقلوا إلى المستشفيات، فيما وجه كل من الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية بفتح مستشفيات الجيش والشرطة، لاستقبال وعلاج المصابين.

وأعلنت رئاسة الجمهورية، حالة الحداد لمدة 3 أيام، ابتداء من أمس، وقالت في بيان لها«إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدين ببالغ الشدة العملَ الإرهابي الآثم، الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية، وأسفر عن استشهاد مواطنين مصريين من أبناء هذا الشعب العظيم».

وأكد السيسي، أن هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وأن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوة وتماسكاً أمام هذه الظروف. وتوجه السيسي بخالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء، داعياً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، مُشدداً على القصاص العادل لشهداء ومصابي هذا الحادث الغادر، ومؤكداً أن الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباء، وإنما سيسفر عن تصميم قاطع بتعقب وملاحقة، ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.

وأضاف بيان الرئاسة أن «الدماء التي سالت نتيجة هذا العمل الإرهابي، الذي حدث في ذكرى المولد النبوي الشريف، والحادث الأليم الذي استهدف قوات الشرطة، يوم الجمعة الماضي، وجميع العمليات البطولية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة في سيناء، وتدفع فيها ثمناً غالياً من دماء أبنائها، لهي جميعاً فصول من حرب الشعب المصري العظيم ضد الإرهاب، الذي لن يكون له أي مكان في أرض مصر، وسيثبت الشعب المصري، بوحدته ومؤسساته وأجهزته، أنه قادر على تخطّي المحن، والمضي قدماً في مسيرته نحو التقدم والخير وإحقاق الحق والعدل والأمن في كافة ربوع الوطن».

وأدان مجلس الوزراء حادث التفجير الغاشم، معرباً عن عميق التعازي لأسر الضحايا وخالص التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل. وشدد شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، على أن مثل هذه الأحداث الإرهابية الغادرة لن تنال من قوة ومتانة النسيج الوطني المصري.

وتفقد اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية مبنى الكنيسة البطرسية، ووجه بتشكيل فريق بحث من جميع أجهزة الوزارة لتلمس خيوط الحادث، وسرعة الوصول إلى الجناة، وأن يد الشرطة قوية وقادرة على حمل أمانة أمن واستقرار مصر.

وأدانت وزارة الخارجية في بيان، أمس، التفجير الإرهابي الغاشم، مقدمة تعازيها للشعب المصري ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين. وأكدت الخارجية في بيانها أن الإرهاب الغاشم لن ينال من وحدة الشعب المصري.

المصدر: الخليج