هالة بدري
هالة بدري
مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي

الإماراتية أبدعت.. ورحلة التمكين مستدامة

آراء

كلّنا في هذا الوطن، نعدّ خير شاهد على أنّ دولة الإمارات تمكّنت خلال فترة قصيرة من تأسيس بيئة داعمة وحاضنة لنا نحن بنات الإمارات، ساعدتنا للانطلاق بإبداعاتنا في شتى المجالات، وقد حرصت القيادة الرشيدة منذ تأسيس الاتحاد حتى يومنا هذا على صياغة سياسة تمكينيّة للمرأة باعتبارها عنصراً رئيسيّاً في التنمية، وشريكاً حقيقيّا في مسيرة البناء والتطوير.

لم تكن الإنجازات المشهودة التي حققتها المرأة الإماراتية وليدة اللحظة، إنّما كانت نتاج عمل مستمر، استطاعت خلالها الإمارات من تقديم نفسها كدولة رائدة عالمياً في مجال تمكين المرأة وفسح المجال أمامها للإبداع والابتكار، فكانت السياسات والتشريعات الاقتصادية والاجتماعيّة التي تتبنى مفهوم تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين؛ خير مثال على السبق والتفرّد في هذا المجال، لتنجح بنت الإمارات بفضل ذلك من وضع بصمتها في مجتمعها. وبالتأكيد فإنّ المبادرة والتصميم والإصرار على النجاح، الذي أظهرته المرأة الإماراتية كان أيضاً عنصراً حاسماً فيما وصلت إليه وتحقيق الامتياز في كلّ ما تفعله.

إنّ لغة الأرقام تُظهر جليّاً ما يؤكد تفوّق نساء الإمارات وتميّزهنّ، وامتلاكهنّ لكفاءات ومهارات تخصصيّة منافسة، حيث إنّ ثلثي خريجي الجامعات الجدد في الإمارات من النساء، و77 في المئة منهن يحملن شهادات في علوم الكمبيوتر، بينما 44 في المئة في الهندسة. وتُظهر الإحصاءات الوطنية كذلك أن ما يقرب من نصف الخريجات متخصصات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلاً عن أن النساء يمثّلن 45 في المئة من قطاع الفضاء الوطني في الدولة. كما تشغل الإماراتيات 75 في المئة من إجمالي الوظائف في قطاعي التعليم والرعاية الصحية، وتدير 23000 رائدة أعمال إماراتية مشاريع تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم.

هذه البيانات، إلى جانب المجال الثقافي والفني الذي أبدعت الكثيرات من سيّدات الإمارات فيه محلياً وعالمياً، أديبة كانت أو شاعرة أو فنانة أو مصمّمة أو مخرجة أو رائدة أعمال في شتى صنوف العمل الثقافي والفني والإبداعي، تجعل من الإماراتية نموذجاً ملهماً لغيرها من نساء العالم في الطموح والإبداع والتطور والجدارة.

فمن هنا، نُدرك أن هذه الخطوات والإنجازات التي جعلت من الإمارات اسماً مرموقاً ونموذجاً مشرقاً في دعم المرأة وتحفيزها نحو المشاركة الفاعلة باستمرار؛ هي ثمرة للنهج الحكيم لداعم المرأة الإماراتية الأول، والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ لإيمانه بأن تمكين المرأة هو تمكين للأجيال والمجتمع ومستقبل الدولة، وأن الإماراتية قادرة على تحمل مسؤولياتها في بناء الوطن وتقدُّمه وتعزيز التنمية المستدامة، فنحن الإماراتيات لدينا التزام فطري متأصل داخلنا بالمساهمة في تنمية وتطوير مجتمعنا.

والدنا المؤسس زايد، طيب الله ثراه، قال يوماً: «أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه فتاتنا وهي تقوم بواجبها، وتؤدي الدور الذي أدته الفتيات العربيات في الدول الشقيقة». وقد كان له ما أراد، وبرعت الإماراتيات في تأدية هذا الدور مثلهن، وربما أفضل. وفي يومها، وانطلاقاً من شعار هذا العام الذي أعلنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أمّ الإمارات»، «واقع ملهم.. ومستقبل مستدام»، أقول للإماراتية هنيئاً لك واقعك الملهم، وكلي ثقة بأنّ مسيرة دعم وتمكين بنت الإمارات متواصلة، ليكون في مستقبلها مزيداً من الاستدامة.

المصدر: البيان