منذ طفولته وهو يحلم بابتكارات واختراعات، ويؤمل نفسه بأن يصبح في يوم من الايام مخترعا، وكأن تلك الفكرة نشأت معه بالفطرة، وما ان بدأ اولى سنوات شبابه، حتى قرر خوض التجربة، بابتكار تصميم لسيارة رباعية الدفع، ثم دراجة نارية ودراجات سياحية، واجهزة اخرى كانت مثار اعجاب الكثير من الناس، وقبلهم المسؤولين في اهم الدوائر المعنية بابتكارات الشباب المواطن.

واليوم يعكف المخترع الإماراتي أحمد المزروعي، على تأسيس مصنع يحمل اسمه، ويقوم من خلاله بتطبيق اختراعاته كافة، التي دأب على ابتكارها منذ سنوات مضت، إلى جانب إنتاج ابتكارات جديدة، وذلك بدعم وتشجيع من وزارة الداخلية، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ويستعد المزروعي حاليا اطلاق مجموعة واسعة من الاختراعات في مجال الهندسة الميكانيكية الإلكترونية، التي تعتمد على الطاقة البديلة في التشغيل، بهدف الإسهام في الحفاظ على البيئة، والتقليل من مخاطر التلوث التي تهدد سلامة البيئة والأفراد.

احمد المزروعي في تحديه دخول هذا المجال، الجديد على الشباب الاماراتي، انما يفتح الافاق لكل شاب مبتكر ولديه امكانات كبيرة من الابتكارات والاختراعات، والامارات وبفضل حكامها تشجع كل مجتهد ومن لديه قدرة كبيرة على العطاء وخاصة في مجالات مثل هذه، وفي لقاء معه، سلط الضوء على اهم وابرز ابتكاراته.

البدايات

لكن ماذا عن البدايات، يقول أحمد المزروعي : حينما بدأت موهبتي كان عمري حينها لا يتجاوز السبعة أعوام، واول عمل قمت به في هذا السن، تعلم قيادة المركبة في وقت قصير، وبصورة اذهلت والدي الذي كان متمكنا من قيادة السيارات، ثم دفعني الفضول الى تعلم كافة التفاصيل الفنية والميكانيكية للمركبات والدراجات النارية، وكنت شغوفا بإصلاح العطل وبسرعة فائقة، كل ذلك كان يتم امام اعين الوالد، الذي لم يكن يعلم حينها، ان ولده سوف يصبح في يوم من الايام، أول إماراتي يبتكر مركبة محلية بمواصفات عالمية، ويحصل على أول رخصة لتصنيعها في الدولة.

ولم تتوقف موهبتي عند هذا الحد، بل قمت فيما بعد بابتكار أول “روبوت” للتحكم بالهجن في السباقات، بعد أن تم منع (الركابية الصغار) من قيادتها، وحصلت بهذا الابتكار على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف عالمياً، والمركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط ، في المعرض الثالث للاختراعات بالكويت، كما ابتكرت دراجة رباعية، تعمل بكل وسائل الطاقة الموجودة، بدءاً من البترول حتى الطاقة الشمسية، واخيراً اصبحت أول من يضع كاميرا في شباك الصيد الخاصة بالطيور يمكن التحكم فيها من مسافات بعيدة.

اول اختراع

ماذا عن أول اختراع صممته كاملا ونجحت فيه؟

قبل سنوات وفي بداية اولى تجاربي في الابتكار والتصنيع، صممت مركبة ذات مقعدين فقط بأربعة اطارات، وصنعتها بقدراتي الفنية والمادية الخاصة، إلا أنها للأسف لم تطابق المواصفات الفنية المرورية، وبالتالي أخفقت في تسجيلها، لكن هذا الاخفاق كان دافعا للاستفادة من الأخطاء، وفي صنع المركبة الثانية التي استغرق العمل فيها عامين واكثر، نجحت فعليا في تسجيلها لدى ادارة المرور، واطلقت عليها اسم “SBC” اختصار لعبارة (Sport, Buggy, Classic)، هذه المركبة تميزت بتصميم مختلف تماماً عن التصميمات التقليدية للمركبات، كما أنها تجمع بين مواصفات المركبات الرياضية والكلاسيكية والصحراوية، ويظهر ذلك في التصميم الذي يتميز بمظهر المركبات ” الباجي” في المؤخرة والكلاسيكي في المقدمة “السبورت”.

وبذلك فإنها تجمع بين الشكل الجميل والقوة في الاداء، إذ تصل قوتها إلى 500 حصان (ماكينة 6 سليندر)، وقد راعيت ألا تحمل أية اجزاء من مركبة أخرى، كما لم أحاول شراء أية قطعة من الخارج ، بمعنى انني اعتمدت على نفسي تماماً في التصميم والتركيب، وربط كافة اجزاء المركبة بالكامل، وذلك باستخدام خامات محلية، ثم توجهت إلى مرور دبي وحصلت على ترخيص بقيادتها بعد فحصها بدقة، وكانت تلك الخطوة الأولى في مشروعي الأكبر، حيث توجهت على الفور إلى وزارة المالية والصناعة، وحصلت على أول رخصة لإنشاء مصنع لتجميع وتصنيع السيارات، ومن هنا بدأت تدريجياً في تأسيس المصنع وفقاً للإمكانيات المادية المتاحة لدي، ثم بمساعدة وزارة الداخلية وصندوق خليفة لتطوير المشاريع وقد وجدت منهم كل التعاون والرعاية.

روبوت الهحن

ماهي الابتكارات الاخرى التي ابتكرتها فيما بعد؟

أشهرها كما ذكرت” روبوت الهجن”، الذي ابتكرته عام 2005 حينما تم منع استخدام الأطفال في قيادة الجمال في سباقات الهجن، وقد فاز وقتها بالجائزة الأولى في معرض المبدعين والمبتكرين في رأس الخيمة، كان الدافع إلى هذا الاختراع، وقتها ضرورة التفكير سريعاً في بديل للركابية الصغار بعد منعهم، فابتكرت “روبوتا” لرجل آلي من شأنه تمكين صاحب الجمل من التحكم به من مسافات بعيدة ، واليوم طورت هذا الروبوت بحيث صار يمكن التحكم به من مسافات أطول، ويمكن تزويده بسماعات تمكن قائده من التحدث اليه عبر “الريموت كنترول”، كما صار يتميز بقاعدة تساعد على نقل “الروبوت” من جمل لآخر بسهولة، وليس كما يحدث حالياً من تثبيت تام للروبوت على ظهر الجمل، كما صار”الروبوت ” الجديد يستطيع تحريك يده بزاوية 180 درجة، مما يتيح له تحكما أكبر في سرعة الجمل.

جهاز صيد الطيور

كما ابتكرت جهاز صيد الطيور مزود بكاميرا وشاشة ويتم التحكم فيه من مسافة بعيدة، عبر “ريموت كنترول” بحيث يسمح للجهاز بالانقضاض على الفريسة في جزء من الثانية، وذلك من خلال الشاشة التي يمكنها مراقبة الجو في المنطقة والتحرك في مسافة 6 أمتار مربعة، وحينما تلحظ الكاميرا الفريسة ويراها الصائد فإنه بكبسة زر يعطي الأمر للجهاز بالانقضاض على الفريسة فوراً.

دراجات رباعية

إضافة الى ذلك صنعت دراجات رباعية “كلاسيك موتو”، هي عبارة عن دراجة رباعية تعمل بكل وسائل الطاقة المعروفة حالياً، من بترول إلى كهرباء إلى طاقة شمسية، وأخيراً أعكف على تطويرها لتعمل بالغاز الطبيعي، وأنوي تطويرها مرة أخرى مستقبلاً لتعمل بطاقة الهواء، فانا لا انتهي من ابتكار الا واحاول تطويره، وإن شاء الله من خلال المصنع الجديد سوف ابدأ بابتكارات جديدة وتصنيع سيارات تحمل علامة صنع في الامارات.

مشوار من النجاح وحصد جوائز

ولد أحمد المزروعي في 19 سبتمبر من عام 1980 بإمارة عجمان، وكان منذ طفولته مهتما بالأمور الميكانيكية والإلكترونية، ومتابعا دائما لها كغيره من الشباب، وتوج هذه الاهتمام بنهاية عام 2000 ليكون أول إماراتي يصنع ذاتياً مركبة رباعية العجلات تستخدم في البر، ومن ثم مركبة (SBC) في عام 2003، لتكون أول مركبة تصنع في الإمارات وبموهبة إماراتية تحاكي الحداثة في تصميمها، ومن ثم استمرت الإبداعات والاختراعات التي تلبي حاجة المواطن الإماراتي، مثل روبوت سباق الهجن.

وجهاز لتدريب الصقور على الصيد، وغيرها من المخترعات المهمة، ويشير سجل المخترع الإماراتي، الى اختراع مركبة «فور ويل» تستخدم في البر عام 2001، وتصنيع أول ريبورت لسباقات الهجن في عام 2005، وفي عام 2007 قام بتصنيع وتطوير جهاز سباق الهجن، وتصنيع دراجة هوائية عبارة عن أربع عجلات بشكل كلاسيك، تستخدمها العائلات والأطفال في الحدائق والمنتجعات عام 2009، وعدلها في سنة 2010 لتستخدم بالطاقة الشمسية والكهربائية.

وكذلك تصنيع جهاز لصيد الطيور في عام 2010، وتصنيع جهاز لتدريب الصقور على الصيد في عام 2011، وتصنيع جهاز ليكون هدفا متحركا للرماية 2012، ومن مشاركاته في المعارض الداخلية والخارجية ممثلا للدولة، شارك في المعرض الدولي للاختراعات والأفكار والمنتجات الجديدة ـ المانيا 2010، والمشاركة في المعرض الرابع للاختراعات بالكويت 2011، وايضا المشاركة في جامعة زايد في الإنجازات الإماراتية 2010، والمشاركة في معرض للاختراعات الثالث بالكويت 2010.

وفي معرض الإبداع في دبي 2010، ومهرجان دبي 2008، والمشاركة في معرض صنع في الإمارات في العين 2007، كما حصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية، منها شهادة تقدير من الشيخ راشد بن حميد النعيمي في مهرجان عجمان (2005)، وشهادة تقدير في الإبداع الفكري من مركز التفكير الإبداعي في اختراع الدراجة الهوائية ضمن فعاليات مفاجآت صيف دبي (2006)، وجائزة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي للإبداع والابتكار (2007)، وشهادة في مهرجان دبي حصل فيها على المركز الأول (2007).

كذلك الحصول على جائزة أفضل اختراع بمعرض مبدعين ومبتكرين في رأس الخيمة الأول (2007)، وعلى المركز الأول في الإنجازات الإماراتية من جامعة زايد في دبي (2007)، وعلى المركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط للاختراعات في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط في الكويت (2010)، كما حصل على المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط للاختراعات في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط في الكويت (2011). استعداد لإنتاج مركبات تسير بالطاقة البديلة

يعكف المخترع الإماراتي أحمد المزروعي، على فتح مصنع لصناعة المركبات والدراجات والاختراعات الأخرى، التي دأب على ابتكارها منذ سنوات،وإنتاج الجديد منها، وذلك بدعم وتشجيع من وزارة الداخلية، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ويستعد مصنعه «أحمد المزروعي للصناعات» لإطلاق مجموعة واسعة من الاختراعات في مجال الهندسة الميكانيكية الإلكترونية، التي تعتمد على الطاقة البديلة في التشغيل،للإسهام في الحفاظ على البيئة. ويضم المصنع، في منطقة المصفح بأبوظبي أربعة أقسام، قسم التصميم الهندسي للاختراعات والإلكترونيات، وقسم الهندسة الميكانيكية.

وتصنيع خطوط الإنتاج، زودت جميعها بأجهزة إلكترونية وميكانيكية حديثة، استوردت خصيصاً من الخارج، سعياً إلى تطبيق اختراعاته بكفاءة عالية تسهم في تحقيق هدفها وزيادة فرص ظفرها بالجوائز التخصصية، وطموح المزروعي لا يقف عند تطبيق الاختراعات فقط، بل يحرص على المشاركة بها في الفعاليات والمعارض المتخصصة، وإلى إنشاء سوق إماراتي للسيارات محلية الصنع، وبمواصفات عالمية.

المصدر: البيان