الإمارات تؤكد التزامها التاريخي الثابت تجاه الشعب الفلسطيني

أخبار

أكدت دولة الإمارات التزامها التاريخي والثابت تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، فيما تواصل دعوة المجتمع الدولي إلى الكف عن إدارة النزاع وحماية حل الدولتين وتحقيقه.

وشددت في بيان، أمام الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن الشعب الفلسطيني يستحق مثل غيره من الشعوب أن ينعم بمستقبل مستقر وآمن، يتمكن فيه أطفال غزة من الالتحاق بالمدارس، لا اللجوء إليها، ويُساهم فيه الشباب والشابات في بناء مؤسسات دولتهم، لا البحث عن ذويهم تحت الركام.

وقالت الإمارات، في البيان الذي أدلى به السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك: «أضُم صوت دولة الإمارات إلى البيانات التي ألقيت نيابةً عن المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول مجلس التعاون الخليجي وحركة عدم الانحياز»، مرحباً بالقرار المهم الذي اعتمدتهُ الجمعية العامة الأسبوع الماضي في ظل الحرب الدامية التي يشهدها قطاع غزة، ويعاني ويلاتها المدنيون.

وأضاف: «أمام مشاهد الدمار الهائل، وقتل حوالي 9000 فلسطيني، ونزوحِ أكثر من مليون وأربعمئة ألف جرَّاء القصف الإسرائيلي العنيف وتوسيع العمليات البرية، أجمعت الغالبية العظمى من الدول الأعضاء على اعتماد قرارٍ يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة».

وتابع أبوشهاب: إن هذا القرار يوجه رسالة واضحة حول ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وعدم الكيل بمكيالين تجاه حماية المدنيين، حيث إن قرابة سبعين بالمائة من القتلى الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية هم من النساء والأطفال.

وحثّ المجتمعَ الدولي على إبداء الوحدة، وتنسيق ومضاعفة المساعي الدبلوماسية لوقف جميع الأعمال العدائية، وصون السلم والأمن الإقليميين والدوليين، فالمناورات والتوترات التي نشهدها في جنوب لبنان والجولان السوري المحتل والبحر الأحمر تُنذرُ بتَوسع رُقْعة النزاع وتصاعده إلى مستوياتٍ قد لا يمكن احتواؤها.

وذكر السفير أبوشهاب أن دولة الإمارات ستواصل دعم التحركات الجارية لوقف الحرب، بما في ذلك من خلال «جهودنا في مجلس الأمن، وتواصلنا المكثف مع الجهات الفاعلة في المنطقة والعالم».

ونوّه إلى أن موقف دولة الإمارات كان واضحاً منذ السابع من أكتوبر، إذ أكدت رفضها لهجمات حماس ضد المدنيين، وطالبت بالإفراج عن كافة الرهائن، ولكنها أكدت أيضاً رفضها القاطع لسياسة العقاب الجماعيّ الإسرائيلية، وضرورة الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني، والذي يطالب إسرائيل بوقف قصفها العشوائي المستمر للمدنيين وللأعيان المدنية.

وقال: «اليوم، لم يعد في غزة، أيّ مكانٍ أو شخصٍ آمن، جراء قصف إسرائيل لمخيمات اللاجئين والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس ومرافق الأمم المتحدة التي نزح إليها السكان، إلى جانب مقتل العديد من الصحفيين والعاملين في المجال الطبي وسبعين من موظفي وكالة الأونروا».

وكرر أبوشهاب إدانة الإمارات الشديدة للقصف الإسرائيلي العنيف على مخيم جباليا، يوم الثلاثاء الماضي، والذي تسبب بمقتل وجرح المئات، وحتى النازحين إلى الجنوب، ورغم أوامر إسرائيل المستحيلة بإخلاءِ السكان من الشمال، لم يسلَموا من القصف.

وأعرب عن رفض الإمارات الشديد للتهجير القسري للشعب الفلسطيني عن أرضه، قائلاً: «لن نسمح بحدوث نكبةٍ فلسطينية جديدة».

وقال: «يقلقُنا بشدة إعلان إسرائيل حظر كامل على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود، مما تسبب بانهيار القطاع الصحي، وذلك إلى جانب فرضها قيوداً صارمة على السلع والخدمات الأساسية الأخرى كالمياه والغذاء، فيما تتراكم المساعدات الإنسانية على معبر رفح، باستثناء نسبةٍ ضئيلة جداً من الشاحنات تبلغ أربعة بالمئة من السلع التي كانت تدخل قبل الحرب».

وأضاف: «نقدر الجهود المتواصلة لجمهورية مصر العربية لإدخال المساعدات الإنسانية من جانبها إلى قطاع عزة وغيرها من المساعي المهمة، ومنها استقبال عدد من الجرحى والمرضى القادمين من القطاع لتلقي العلاج».

وتابع: «يجب أن تسمَح جميع الأطراف المتنازعة، وفي مقدمتها إسرائيل، بإدخال وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين في قطاعِ غزة على نحوٍ عاجل وآمن ومستدام ودونَ عوائق».

وأشار إلى أنه يجب ضمان حركة العاملين في المجال الإنساني بشكلٍ كامل ودون عراقيل، مشدداً على أهمية السماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة لمعالجة الأزمة الإنسانية الحادة، كما يجب أيضاً استمرار عمل شبكات الاتصال والإنترنت في غزة دون انقطاع، لتيسير عمل الطواقم الطبية والجهات الإنسانية.

وشدد السفير أبوشهاب على أن نهج دولة الإمارات في دعم الشعب الفلسطيني ثابتٌ وتاريخي، ففور اندلاع هذه الحرب سارعت الإمارات إلى إطلاق الحملة الشعبية «تراحم من أجل غزة»، وسيّرت جسراً جوياً لنقل مساعدات من دولة الإمارات والأمم المتحدة إلى جمهورية مصر العربية بهدف إيصالها إلى غزة في أقرب وقتٍ ممكن.

وأضاف: تعهدت الإمارات الشهر الماضي بتقديم 20 مليون دولار لوكالة «الأونروا»، تضاف إلى 35 مليون دولار أخرى قدمتها العام الجاري، إلى جانب توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة ألف طفل فلسطيني من قطاع غزة مع عائلاتهم لتلقي الرعاية الصحية في الدولة.

وتابع أبوشهاب: «نواصل دعوة المجتمع الدولي إلى الكَف عن إدارة هذا النزاع، وحماية حل الدولتين وتحقيقه، بحيث تُقام دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتُها القدس الشرقية». وأوضح في ختام البيان، أن معاناة الشعب الفلسطيني طالت تحت الاحتلال، وهم كغيرهم من الشعوب، يستحقون مستقبلاً مستقراً وآمناً، مستقبل يتمكن فيه أطفال غزة من الالتحاق بالمدارس، لا اللجوء إليها، ويُساهم فيهِ الشبابُ والشابات في بناء مؤسسات دولَتهم، لا البحث عن ذويهم تحت الركام.

المصدر: الاتحاد