ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

الخليج بين الرأي والخبر

آراء

على الرغم من أن العرب عرفوا أشكالا مختلفة من العمل الإعلامي عبر التاريخ المحكي والمكتوب شعريا كان أم نثريا؛ إلا أن العمل الإعلامي بأشكاله الحديثة شهد الكثير من الالتباس منذ أن أصبح الإعلام عملا احترافيا ووسيلة لها تعريفات واضحة وأسس وشروط وحدود مهنية وأخلاقية، فقد استخدم الإعلام كما هو الحال في كثير من الدول التي يسيطر فيها السياسي على كل مناحي الفكر والثقافة ليروج لأهداف وسياسات ليست بالضرورة في صالح المتلقي للمادة الخبرية، وهو ما جعل الكثيرين يفقدون الثقة بما يكتب أو يبث من قبل المؤسسات الإعلامية التي في غالبيتها تتبع لتوجيهات المسؤول أو الرقيب.

في الملتقى الإعلامي الخليجي الثاني الذي نظمته الكويت واختتمت أعماله يوم أمس كان واضحا أن هنالك رغبة كبيرة من قبل المسؤولين الرسميين على تأصيل فكرة جديدة أعتقد أنهم كأفراد يؤمنون بها، وهي أن الإعلام بشكله الرسمي قد انتهى بسبب الثورة الإعلامية الكبيرة التي شهدها العالم عبر سيطرة منصات تواصلية لا يمكن السيطرة عليها، وهو تماما ما صرح به معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في مداخلة له في الجلسة الافتتاحية، ولكن في الوقت ذاته كان هناك شبه اتفاق على أهمية إعادة النظر في مكونات هذا الإعلام الذي ندعو لاستقلاليته، وذلك من خلال التركيز على كشف مواطن الفرق والاختلاف بين ما يوصف بالخبر المحايد والمنقول بموضوعية وما بين الرأي الذي يحمل في ثناياه خلاصة فكر صاحبه وقناعاته الشخصية.

لذلك جاء عنوان الملتقى في تقديري مناسبا لهذه المرحلة (الإعلام الخليجي بين الرأي والخبر) ليؤكد أهمية هذا الفصل في هذا الطريق المهني الساعي لتحرير الإعلام من الوصاية الرسمية، الذي بدوره أصبح مطلبا للرسمي كما هو الحال للمستقل، كل ذلك من أجل أن يتكون لدينا إعلام حقيقي قادر على القيام بدوره باعتباره درعا حقيقيا لكل أشكال التشويه والتسييس القادم من الخارج أو من الداخل على حد سواء، ولضمان أن يكون الإعلام أحد الركائز الأساسية للأمن القومي المحلي والخليجي، وهو العنوان العريض الذي نوقش في الدورة الأولى من هذا الملتقى الذي أقيم في مملكة البحرين في سبتمبر العام الماضي.

المصدر: الوطن أون لاين
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=23443