أيمن العريشي
أيمن العريشي
كاتب وأكاديمي سعودي

السيد فيليكس .. أما بعد

آراء

فإنني أتقدم إليك بوافر التهاني و التقدير والاحترام ، وذلك بعد نجاح القفزة الحرة التي أقدمت عليها بكل جرأة وشجاعة وإقدام ، تلك القفزة الرائعة التي حرمتني النوم و جعلت الحروف “تلح علي إلحاحاً وتصر إصراراً ” كي أدون هذه السطور إليك قبل انقضاء ساعات وتفاصيل يوم القفزة التاريخية المذهلة ، والحقيقة أنني بحثت عن حسابك الشخصي عبر تويتر أو فيس بوك كي أبعث إليك برسالتي هذه ، لكنني تفاجأت بذلك السيل الجارف من ” التغريدات والهاشتاقات ” الطريفة الساخرة التي ينطوي كثير منها على جلد ذواتنا ويزيد من إحباطاتنا ويعزز من سلبيتنا في التفاعل مع الأحداث المحلية و العالمية ، شكراً لك سيد فيليكس كونك تحررت من قيود الخوف والتردد و نفذت رغبتك في إرضاء ذاتك وإشباع روح المغامرة عندك ، ولم تقف بيئتك المحيطة حائلاً بينك وبين حلمك ، في وقتٍ أسبغ عليك البعض فيه بأوصاف الجنون و النزعة للانتحار ، وشكراً سيد فيليكس لأنك بقفزتك التاريخية برهنت بأن الحُلُم إذا اقترن بالعمل ، والرغبة إذا اقترنت بالمعرفة ، والحماس إذا اقترن بالتخطيط المتأني السليم هي في مجملها أقطاب معادلة النجاح الباهر والانتصار الكبير ، بينما القفز على القوانين والالتفاف حول الأنظمة والتسلق على نجاحات الغير أمور تؤدي في مجملها إلى مزيد من الفشل والتراجع والتخلف ، سيد فيليكس إليك مني تهنئة خاصة وقد اخترت دخول موسوعة جينيس عبر اختراقك لحاجز الصوت ، و من حيث رأيتنا كوكباً أزرقاً جميلاً لا تفرقه حدود السياسة و اختلافات الأديان والألوان ، بينما يحاول بعضنا عبثاً دخول الموسوعة ذاتها عبر تحضير أكبر أطباق الفول والحمص والتبولة ! لقد كانت قفزتك التاريخية تجسيداً حقيقياً لما ننادي به رجال الأعمال في بلداننا من أجل دعم الأفكار الخلاقة التي في رؤوس الشباب مع رؤوس الأموال الطائلة التي في الجيوب لتنفيذ مشاريع وتحقيق أحلام و تسويق اختراعات وابتكارات ولكن لا حياة لمن تنادي ، لذلك فقد وجدت من يتبنى فكرتك ويتولى التسويق لها بشكل لا يقل دقة وروعة عن دقة حساباتك وتحضيراتك وتدريباتك قبل أن تحين ساعة الصفر ، وفي ختام سطوري أعتذر إليك سيد فيليكس لأن البعض لم ينظر إلى الإنجاز الكبير الذي حققته سوى على أنه مجرد ” نطة ” من فوق .. ليس إلا !

خاص لـ ( الهتلان بوست )