العُمانيات يبحرن من أجل تغيير المجتمع

أخبار

ترى انتصار الطوبي، الفتاة العمانية البالغة من العمر 23 عاماً، أن الإبحار الشراعي، رياضة يسهل على المرأة ممارستها، الإبحار في عمان ليس بشيء جديد على الرجال، إلا أن المشاركة النسائية لا تزال حديثة العهد.

وتقول الطوبي إنها اختارت رياضة الإبحار، لأنها تجربة جديدة على النساء العمانيات، وهي تعتبرها “تحديا جديدا يجب على العمانيات اجتيازه.”

فانتصار، وعشرين سيدة عمانية أخرى، أصبحن أول النساء اللواتي يحترفن رياضة الإبحار، حيث قضت عضوات الفريق العام الماضي بأكمله، يتدربن ضمن مشروع “عمان للإبحار”، وهو مشروع وطني قومي، يهدف إلى تطوير رياضة الإبحار الشراعي في الدولة.

وتقول سلمى الهاشمي، مسؤولة الاتصال في المشروع إن الهدف هو “توظيف واستخدام الرياضة في تطوير العمانيين، وإشراك النساء في ذلك.”

والتطوير يعني هنا التدريب، لكن هذا التطوير يتضمن تغييرا اجتماعيا، فمشروع “عمان للإبحار”، يوفر فرصة فريدة، للنساء للعمل خارج المنزل، وممارسة الرياضة بشكل احترافي، فحتى عام 1970، كان من الصعب أن تجد النساء يعملن أو حتى يدرسن في المدارس العامة.

أما راية العباسي، المشاركة في المشروع، فتقول إنه يعطي “دفعة قوية للمجتمع للثقة بالنساء، والإيمان بقدراتهن على العطاء في مختلف المجالات،” وترى إنه طالما استطاعت المرأة العطاء في الأعمال المكتبية، يمكنها أيضاً النجاح في الإبحار.

هؤلاء النسوة بعد تدريبهن لمدة عام كامل، يعملن حالياً على تدريب آخرين، وكذلك بعض الأطفال القاطنين في مناطق الصيد، القريبة من منطقة التدريب، في شمال عمان.

وتعد خير النساء البلوشي، واحدة من المرشدات، والعام الماضي ربما كانت لا تعرف السباحة، وكانت عائلتها تخشى ممارستها الإبحار في أعالي البحار، لكنها أثبتت لهم عكس ذلك.

وتشرح البلوشي تجربتها بالقول: “الإبحار خطير عندما تكون الرياح عالية، وأحياناً ننقلب بالقارب في الماء، ونضطر إلى الانتقال إلى قارب الأخر، لكن حتى هذه الخطورة ممتعة.

أما بالنسبة لانتصار الطوبي، فإن الإبحار أكثر من مجرد متعة، فهو روح قيادة وإرشاد وتحكم، كما أنه مهارة مضافة يمكن أن تغير نظرة بعض العمانيين إلى النساء على أنهن جنس ضعيف.

وتقول الطوبي: “يمكنني انجاز أي شيء أريده، مهما كانت صعوبته، أنا مؤمنة بذلك، وكل سيدة يجب أن تؤمن بذلك أيضاً.”

وقد بدأت علاقة العمانيين بالبحر منذ ألاف السنين، حيث كانوا يبحرون عن طريق هذه القوارب العربية التقليدية، وسفن الصيد هذه، ساعدت العمانيين على تكوين إمبراطورية بحرية، تمتد على طول الطريق إلى الساحل الأفريقي.

على مر سنوات طويلة، انفرد الرجال العمانيين، بارتياد البحار دون النساء، لكن الأمر بدأ في التغيير.. ففي وقت سابق من العام الجاري، شارك فريق مكون من 19 سيدة عمانية، في سباق للقوارب الشراعية.

استمر السباق لمدة 15 يوماً، عبر خلاله المتسابقون عدة دول خليجية على مسافة 850 ميلاً، بدأً من البحرين وصولاً إلى العاصمة العمانية مسقط، وكان جميع المتسابقين من الرجال، وظن الجميع أن القارب النسائي لن يحقق شيئاً، إلا أنهن حصلن على المركز الرابع.

لكن بعض الرجال لا يزالون يشككون في قدرة النساء على ممارسة رياضة الإبحار، فسامي الشخاوي، وهو لاعب كمال أجسام السابق، يرى أن عضلات الرجال هي التي تصنع بحاراً ماهراً. إلا أن انتصار الطوبي تؤمن أن النساء العمانيات، سيحققن يوماً ما شيئا كبيراً في هذا المجال.

 المصدر: CNN Arabic