خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

الفالق !

آراء

لماذا حمص؟.. ولأي سبب يسعى بشار وأعوانه من مجرمي حزب الله السيطرة على حمص وريفها بأي ثمن؟.. حول هذا الموضوع كتب جهاد الزين مقالات في جريدة النهار، عقب عليها محمد مغربي بخصوص الأهمية الاستراتيجية لفالق حمص، والفالق في اللغة مشتقة من الفلق وهو الشق، ومنطقة فالق حمص هي المنطقة الوحيدة التي تربط الصحراء السورية بالساحل السوري من الأسكندرون حتى حيفا، هي الفالق الوحيد بين كل هذه السلاسل الجبلية، ومن دونها يستحيل إقامة الدولة العلوية التي تربط دمشق بالساحل، ولا يمكن مد أنابيب النفط من دير الزور أو من العراق أو من إيران إلى الساحل، هذا بخلاف احتوائها على مخزون الفوسفات السوري، ولهذا استعر القتال في بلدة القصير وهو يشتد اليوم في حمص، حيث يسعى نظام بشار وأعوانه بشتى السبل لاقتحامها وتغيير تركيبتها السكانية، وشعب سوريا اليوم بأمس الحاجة لدعم عربي ودولي لإجهاض هذا المخطط الخبيث.

**

ماما أمريكا أم الفوالق، فموقفها الحالي يوحي بأنها ضد بشار، ولكنها ليست مع المعارضة، إنها تسعى ــ بشكل أو بآخر ــ لأن يبقى السوريون في هذا الفالق الدموي لأطول فترة ممكنة، سبق أن صنعت هذا الفالق بإتقان في العراق، وقد تسعى لصنعه في مصر المحروسة خلال الفترة القادمة، فمادام العربي ينحر أخاه العربي بكل وحشية، فإن حبيبتها إسرائيل تنام بأمان.. والله يستر على بقية ديار العرب!.

**

الفالق العقلي هو مشكلتنا الأساسية في هذا الزمان، فالكل يتاجر بدماء السوريين الزكية على طريقته، فقبل أيام قام أستاذ جامعي بعرض قميصه في مزاد عبر موقع تويتر، وقال إن قيمة القميص سوف تذهب لصالح الثورة السورية، وأصل القصة أن هذا الأستاذ الذي يبدو أنه مصاب بمشاكل نفسية متداخلة ظهر في قميص غريب الألوان، فسخر الناس من ذوقه الرديء في الملابس، فلم يتجاهلهم أو يتقبل الأمر باعتباره مزاحا عابرا، بل أثبت أن عقله أصغر من عقل البعوضة، وقرر أن يعرض هذا القميص في مزاد تويتري سخيف نصرة للإسلام!.. الله يتقبل شهداء سوريا ويشفي جرحاها وينصر أهلها على الطاغية المستبد، ويغنيهم عن منة هذا الرجل وقميصه الذي يحمل 20 لونا وضميره الذي يحمل 200 لون.. وأخشى ما أحشاه أن يبيع غدا ملابسه الداخلية من أجل تحرير فلسطين!.. كل شيء جائز، فإذا ظهر عليكم هذا الرجل (سلط ملط) فاعلموا أنه في أقصى حالاته الجهادية.. ودائما فتش عن الفالق!.

**

عبر خالد بن الوليد ــ رضي الله عنه ــ فالق حمص بعد تحركه العسكري المثير من العراق إلى الشام، قبل أن يرتد جنوبا باتجاه اليرموك لينزل هزيمة ساحقة بجيوش البيزنطيين (الروم) هزيمة ساحقة ماحقة بلغت خسائرهم فيها خمسين ألف قتيل في ستة أيام، اليوم يتعرض مسجد خالد بن الوليد في حمص لقصف شبه يومي من نظام بشار، بينما يتردد في كل الأنحاء بيت نزار قباني: (يا ابن الوليد ألا سيفا تؤجره.. فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا)؟!.

المصدر: عكاظ