الفرح العظيم

آراء

عندما تنظر إلى وجوه الأطفال، وقد تمشت ابتسامة الفرح الهوينى، وطوت أيامك بحرير لفك وضمك، واحتضن كل ما مر بك من كبوات وحسرات وفجوات، وحتى الانهيارات الأرضية التي حفرت في قلبك آثار دمار وخراب، تتلاشى وتتعافى أنت من ألم الضلوع، وأوجاع ما تحت القفص الصدري.

لأن الأطفال مجسات عافية، في ابتساماتهم تخفق أجنحة التفاؤل، وترفرف أوراق الربيع من جديد، وكأنك تولد من بدء، وفي الولادة ميلاد أمنيات وآمال، في الولادة تنمو أعشاب القلب من جديد وتتفرع، وتملأ الدنيا أغنيات ترقص لها النجوم، وتردد الغيمة لحن الفرح.

في هذه الأيام، ونحن نطل على نافذة الفرح العظيم، وبهجة الأفئدة، والإمارات تلامس عيدها الوطني المجيد، وهي تدلف غرفة عام 2024 بجرأة النوابغ، وشجاعة المبدعين الذين يحولون الأوطان إلى قصائد شعر موزونة ببحور التألق، مقفاة بأحلام عشاق الجمال، وكل من في قلبه وردة تطالع النجوم، فتغزل شالها من أهداب الحرير، وتخيط معطفها من شعاع الأنوار المبهرة، والتي تشق المدى بأقلام من فضة البريق على وجوه صغار فتحوا أعينهم على ميلاد فرح بحجم التضاريس التي تضم وجدان كل إنسان يعيش على هذه الأرض، أرض الإمارات، وترابها السخي يزخر بأعلام لونت الحياة ببهجة الفوز بصباحات تداخلت فيها أجنحة الطير، وأعلام الوطن، جميعها تهتف باسم الإمارات، وتدوزن أغنيات الأمل، عبر حناجر غضة تصدح في الصباحات، وترفع النشيد عالياً، ترفع منسوب طاقتنا الإيجابية إلى شغاف السماء، عند ضفاف الغيمة.

اليوم، وبهذه المناسبة، أصبحت مدارسنا، ومؤسساتنا، وشوارعنا، ساحة مفتوحة على الفرح، وميداناً تلتقي فيه العيون، وشعاع السعادة يملأ الجفون والعيون.

اليوم كل من يسير على هذه الأرض، يشعر أنه يتحمل مسؤولية استدعاء مشاعر الفخر والعزة بوطن هيأ للناس أجمعين سبل السلام النفسي، وطمأنينة البال، واستقرار الحياة، وافترش الورد بساطاً ملوناً بالبذخ، وترف الحياة الهانئة.

اليوم الأطفال يقودون مسيرتنا باتجاه المستقبل، ويصنعون رغيف تفاؤلنا، اليوم هذه الفلذات تقف في طوابير الصباح، وكفوفها الصغيرة اللدنة، تعانق الجباه، محيية الوطن، وأهله، وملبية نداء القيادة الرشيدة، بأن الوطن أمانة، في أيدي أبنائه، وأطفالنا هم قادة المستقبل، وصناع مجده، وسده، لذلك نقول إننا تغمرنا السعادة، عندما نرى أطفالنا يتلونون بثياب العيد، عيد الوطن، ويرددون نشيده الوطني بتؤدة وسداد، وفخامة أرواح لا تعرف لتغضين الجبين معجماً، ولا قاموس، إنها أجيال الفرح، والعمل الدؤوب لرفع هامة الوطن، وكتابة اسمه على سبورة التاريخ بالحرف الذهبي، ومحسنات البديع المنيع.

المصدر: الاتحاد