محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

«القاعدة» المتشبهة بالنساء

آراء

لن يتوقف الإرهابيون عن سعيهم لنشر الخراب والدمار ما لم يتحرك العالم من خلال جهد موحد لمحاربتهم والقضاء عليهم، فمنذ أن انطلقوا في حربهم ضد الخير والفضيلة، فإنهم لم يتركوا أسلوباً دنيئاً وخبيثاً إلا واستخدموه لتحقيق أهدافهم الشريرة لنشر الرعب والخوف وبث الفتنة، وإزهاق الأرواح.

وبعد الانتصار الكبير الذي حققته قوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية والتحالف العربي على «القاعدة» قبل أسبوعين تقريباً، والقضاء على أكثر من ثمانمائة من عناصر «القاعدة» في المكلا، كثف الإرهابيون من تحركهم وعملياتهم الانتقامية في مختلف المناطق، وفي حرب هؤلاء الإرهابيين ليس هناك مكان للأخلاق ولا للشرف ولا للعهود والمواثيق، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة، فقد صدم الجميع من الصور التي نشرت لإرهابيين في زي وهيئة وزينة النساء، ليتمكنوا من تنفيذ عمليات إرهابية انتقامية ضد الأبرياء.

هذه التنظيمات تستبيح كل محرم ومنكر، ويقبل عناصرها ارتداء أزياء النساء والتنكر في أشكالهن فقط ليحققوا أهدافهم الدنيئة، وليخدعوا الجنود الذين يلاحقونهم، ضاربين بالأخلاق والرجولة عرض الحائط، فبدلاً من أن يواجهوا من يحاربهم وجهاً لوجه، فإنهم يتخذون من النساء سواتر ودروعاً للتخفي والهروب.

هذا التلاعب بلا شك يصعب من مهمة الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، وكذلك التحالف العربي، في مواجهة الإرهابيين في حضرموت، فالتخفي في هيئة امرأة في مجتمع محافظ، هو الأسلوب الأمثل لاختباء الإرهابيين الذين يدركون أن الجنود الشرفاء والبواسل لا يعتدون على النساء، بل لا يقتربون منهن ويحترمون مكانتهن وخصوصيتهن، الأمر الذي يستغله الإرهابيون، فيخترقون الحواجز، ويهددون الاستقرار والأمن، وهذا الوجود للإرهابيين بين المدنيين، بلا شك يجعل تحرك جنود قوات التحالف أبطأ وأكثر حذراً، وذلك لتفادي إسقاط أبرياء من المدنيين خلال مواجهة الإرهابيين.

وبالإضافة إلى أن هذا السلوك يكشف مستوى أخلاقهم، فإنه يؤكد أنهم يسيرون في طريق الخطيئة التي تدفعهم إلى فعل أي شيء وكل شيء من أجل تنفيذ مخططاتهم السوداوية، وأهدافهم الإرهابية.

تنظيم «القاعدة» الذي يعتبر نفسه ويعرِّف نفسه كتنظيم ديني، «يقتل» من أجل الدين وباسم الدين، نجده يمارس كل ما يخالف الدين الإسلامي، ابتداء من قتل الأبرياء، وانتهاء بالتشبه بالنساء، فهذا التنظيم لا علاقة له بالإسلام ولا بالدين ولا بالجهاد، وهو أبعد ما يكون عن الفضيلة التي يحثنا عليها الإسلام الحنيف.

كانت الإمارات ولا تزال، تحذر من الأساليب الخطيرة للتنظيمات الإرهابية واستغلالها الدين لتجنيد الشباب، وهذا ما يجب أن تتنبه إليه الدول والمجتمع الدولي، فنحن اليوم في مرحلة أحوج ما يكون فيها العالم للتعاضد والتكاتف والتعاون من أجل القضاء على الإرهاب الذي لا يبدو أنه هدف مستحيل لو بدأ المجتمع الدولي بالعمل بجد لتحقيقه.

المصدر: الإتحاد