سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

الكوري البرازيلي!

آراء

طفولة الكوري: من الجيل الذي عانى أعباء الحرب الكورية، حيث كان الفقر مدقعاً؛ ولهذا كان يبيعُ الكعك مع أمه ليساعد الأسرة، كان متفوقاً جداً إلا أنه لم يذهب للمدرسة الثانوية، لأنه كان يعمل ليوفر المصروفات الجامعية لأخيه الأكبر! ولعشقه للعلم انتسبَ للمدرسة التجارية المسائية، ولتفوّقه أُعفِيَ من دفع الرسوم. وبعد التخرج أراد الالتحاق بالجيش لكنّه فشل في تجاوز الفحص الطبي، فالتحق بكلية التجارة وعمل جامعاً للقمامة ليوفر المصروفات الدراسية!

طفولة البرازيلي: من عائلة فقيرة جداً. وإذا كان الكوري درس الابتدائي؛ فإن البرازيلي لم يكمل تعليمه الأساسي، وعمل ماسحاً للأحذية، فَحِرَفِيّاً في ورشة، ثم ميكانيكياً، وبائعاً للخضراوات، وبعد ذلك التحق موظفاً في شركة للتعدين. قال عن أمه: علّمتني كيفَ أمشي مرفوع الرأس!

نجاح الكوري: بعد أن تخرّج في الجامعة، رأى في التجارة والاقتصاد طوقَ نجاة لفقر دولته، فالتحق بمصنع هيونداي عام 1965، ولأنه نابغة ارتقى بسرعة من موظف بسيط حتى أصبحَ مديرها التنفيذي، وهو في الـ35 من عمره! ليجعلَ منها شركة عالمية ذائعةَ الصيت. أراد نقل تجربته التجارية الناجحة إلى السياسة، لقناعته بأن إدارة الدول لا تختلف عن إدارة الشركات، فواجه الأزمة العالمية بتدابير ناجعة حافظ بها على مركز دولته المتقدّم (الاقتصاد الثالث عشر عالمياً).

نجاح البرازيلي: على الرغم من كونه لم يُكمل تعليمه، وعلى الرغم من فشله مرات عِدَّة، إلا أنه وصل إلى مبتغاه في النهاية، ولُقِّبَ «بطل الفقراء»، حيث أخرج 20 مليون برازيلي من تحت خط الفقر، وصنع من بلد كان على شفير الهاوية بلداً يتمتع بفائض مالي بلغ 200 مليار دولار. ولم يقفْ عند هذا الحد، بل جعل من دولته الاقتصاد الثامن على المستوى العالمي. وفي 2010 اعتبرته مجلة التايم الأميركية الزعيم الأكثر تأثيراً في العالم!

وظيفة الكوري: الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق.

وظيفة البرازيلي: الرئيس البرازيلي الأسبق.

سُئِل أحمد ديدات ــ رحمه الله ــ عن سرِّ تفوقه، فتلا قوله تعالى: «والذينَ جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلنا».

فاستعدْ، واجتهدْ، وأَبْشِْر!

المصدر: الإمارات اليوم