المزارعون البيض يحملون ترامب إلى سدة الرئاسة

أخبار

قام المزارعون الأميركيون البيض بتمرد سياسي غير مسبوق في التاريخ الأميركي الحديث، حيث تمكنوا من حمل الملياردير والمطور العقاري دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة. وحتى مساء أول من أمس، كانت هيلاري كلينتون هي المرشحة للفوز وبسهولة. يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، البروفيسور دونالد غرين: «قللت استطلاعات الرأي من قوتين: الأولى سخط الناخبين، والثانية ولاء الجمهوريين لمرشح حزبهم، على الرغم من انتقاد بعض قادة الحزب الجمهوري لترامب».

وكانت النتيجة أربع سنوات على الأقل، تكون فيها واشنطن موحدة تحت قيادة حزب واحد، يسيطر على احتمال الانحراف الحاد للدولة في قضايا أساسية، مثل السياسة الخارجية والتجارة والهجرة والرعاية الصحية والاهتمام بالبيئة. والأهم من ذلك بالنسبة للولايات المتحدة، يعكس نصر ترامب خطاب السنوات القليلة الماضية، إذ إن العديد من الناخبين البيض المحافظين شعروا باليأس مما اعتبروه تراجع أميركا على الصعيد الاقتصادي والسياسي والثقافي، حيث شعروا بأن الدولة تنجرف عن «الطريق القويم»، لكنهم الآن تمكنوا من قلب الطاولة على رؤوس الناخبين الديمقراطيين.

وعلى الرغم من أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون دعت ترامب إلى الانسحاب من الانتخاب، إلا أنه قال لأنصاره بعد فوزه إنه هنأها على الجهود التي بذلتها في «حملة انتخابية صعبة جداً جداً».

ومن الصعوبة بمكان أن يتمكن أي حزب من التمسك بالرئاسة لثلاث فترات متعاقبة، وهو الأمر الذي ربما ساعد على انتصار ترامب. لكن من النظرة الأولى يبدو أن نصر ترامب هو قصة مفروضة سلفاً، إذ إن مؤيديه البيض الذين لا يحملون شهادات جامعية، ظهروا بأعداد هائلة وقدموا الدعم له بصورة غير مسبوقة.

وكانت الضواحي الغنية والمناطق الريفية هي معقل ترامب، فقد حقق نجاحات كبيرة في هذه الأمكنة مثل مدينة نيوتن التي تبعد نحو ساعة عن أطلنطا. وتظهر زيارة المدينة يوم الانتخابات أنها مؤيدة قلباً وقالباً لترامب.

ويقول مدير شركة الشاحنات آل فورتشن، إنه يعتقد أنه إذا فاز ترامب فسيحقق الكثير من الإصلاحات مثل إيجاد فرص العمل، وإصلاح رعاية صحية محافظة، واستقلال بالطاقة عن الشرق الأوسط. وأظهر استطلاع أجري، مساء أول من امس، أن ترامب فاز بنحو 80% من الناخبين الذين اعتبروا «التغيير» هو أولويتهم الأولى، وكان فورتشن يعكس هؤلاء الناخبين. ويضيف فورتشن «أتمنى أن يكون له تأثير في منصب الرئاسة، وأعتقد أنه سينقل الدولة إلى مكانة أفضل بكثير مما كنا عليه خلال السنوات الثماني الماضية». والآن الكرة في ملعب ترامب، كي يرقى إلى توقعات ناخبيه، فإنهم يتوقعون منه أن يتحرك بشكل حاسم.

أما بالنسبة للديمقراطية هيلاري كلينتون، فإن خسارتها ربما تؤدي إلى معركة مريرة من تبادل الاتهامات بين الديمقراطيين، حيث إن فريق الليبراليين في الحزب، الذين يجسدهم السيناتوران إليزابيث وارين، وبيرني ساندرز، كانا يدفعان باتجاه إجراء تغييرات جذرية في أجندة الحزب.

وبالطبع، فإن ترامب يمثل تغيراً كبيراً في هوية الحزب الجمهوري أيضاً، تركز من دون خجل على البيض الأميركيين، على العكس من رغبة قيادة الحزب، وترفض مبادئ الحزب الجمهوري الأساسية مثل التجارة الحرة. وإذا كان هذا التغير قد حقق النصر لترامب عام 2016، فإن تغير وجه الولايات المتحدة، نتيجة التزايد السريع لنسبة السكان اللاتينيين في الولايات المتحدة وانحدار نسبة البيض، ربما يشكل تحدياً كبيراً في السنوات المقبلة.

المصدر: الإمارات اليوم