الهيئة مفترية أم مُفترى عليها

آراء

ـ تحتاج بعض فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إصلاح شامل وفوري لا يشبه الإصلاح العربي الإخواني أجلَّكم الله، وليس فيه مرسي ولا بديع ولا شاطر ولا رجة ولا رجفة، ولكنه إصلاح للعقلاء الراشدين الذين لا يرون المواطن تهمة تمشي على قدمين، ولا يتعاملون معه كحالة اشتباه أو ترقيم محتمل!

ـ المطاردات الهوليودية التي يقوم بها بعض كوادر الهيئة الميدانيين الممانعين للإصلاح لم تعد قضية أخطاء موسمية يمكن تبريرها بالحماس الزائد أو قلة الخبرة الميدانية كما جرت العادة؛ بل أصبحت كما يبدو طبيعة عمل روتينية جداً لدى هؤلاء، ولذلك آن للهيئة أن تقف مع هؤلاء الممانعين للإصلاح، وألاَّ تعيد حديث الإعلام عن أخطائهم الكارثية إلى المتربصين الدائمين كما تزعم في كل وقت.

ـ إصلاح كوادر الهيئة الذي أطالب به هو استحقاق متأخر، ولكنه الآن أصبح ملحاً كي تمارس عملها بمنتهى الانضباط والرشد المتصالح مع مستجدات العصر، وأول هذا الرشد ألاَّ تنظر إلى المواطنين كمشبوهين تجب مطاردتهم؛ فالمواطن ليس شبهة في المبدأ، ولكنه إنسان محترم ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وفقاً لتوجيهات الرئيس العام للهيئة وعلى هذا الأساس فقط حتى يثبت العكس.

ـ كنت ما أزال من المؤمنين والمؤيدين للهيئة في قضايا الستر والتعامل مع المبتزين للبنات بفاعلية مشكورة؛ أما مطاردات هؤلاء على طريقة الأفلام الأمريكية التي تشوه العمل الاحتسابي الحكومي الجميل فأنا أرفضها بشدة حباً في الهيئة وتقديراً لعملها العظيم لا كراهية لها والله يعلم.

ـ كم مرة قلنا إن مطاردات بعض كوادر الهيئة أخطاء فردية؟ وكم مرة قلنا إن الهيئة مثلها مثل أي إدارة حكومية لها حسناتها وهفواتها؟ ولكن إلى متى؟ أليس حرياً بالهيئة أن تقوم بجردة حساب جادة وصادقة لكل أخطائها في حق المجتمع؟ أم أن المكابرة ستقضي عليهم جميعاً في يوم من الأيام؟ إذاً لابد من إصلاح عاقل وراشد يعيد ترتيب الأمور، ويضع الهيئة في مكانها الطبيعي. كي لا تكون مفترية بل مفترى عليها ،وكي تجد من ينصفها ويدافع عنها.

المصدر: صحيفة الشرق