تراشق روسي – أمريكي حول سوريا.. والهدنة في مهب الريح

أخبار

صعدت موسكو حربها الكلامية مع واشنطن، أمس، واعتبرت أن الغارات الجوية للتحالف بقيادة أمريكية على جيش النظام السوري في دير الزور تهدد تنفيذ الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا، وتصل إلى حد التآمر مع تنظيم «داعش»، ودعت واشنطن إلى القيام بتحقيق شامل في هذه الغارات، وفيما شهدت جلسة مجلس الأمن الليلة قبل الماضية مشادات وتراشقاً كلامياً يعيد إلى الأذهان المبارزات اللفظية خلال حقبة الحرب الباردة، اتهم المندوب الروسي فيتالي تشوركين الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاقيات، واضعاً علامة استفهام كبيرة حول هذه الغارات، معتبراً أنها نذير شؤم لاتفاق الهدنة، بينما رفضت نظيرته الأمريكية سامنثا باور الاتهامات الروسية، وأعربت عن أسفها حيال الغارات، لكنها رفضت دعوة روسيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، معتبرة أنه «حيلة»، وفي أول تهديد جدي يضع الهدنة في مهب الريح، تجددت الغارات على الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل، بعد ساعات قليلة من تحذير الخارجية الروسية من تصاعد التوتر على نحو مخيف قد يؤدي إلى الانفجار في مناطق حلب، متهمة الفصائل بالتحضير لشن هجوم واسع النطاق، لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت اعتبر أن المسؤول الرئيسي عن انتهاك الهدنة هو «أولاً ودائماً» النظام السوري، في وقت تواصلت المعارك العنيفة بين تنظيم «داعش» وقوات النظام قرب مطار دير الزور، تخللها إسقاط طائرة حربية للنظام من طراز «ميغ 21» ومقتل طيارها، بينما أشار المرصد السوري إلى أن قوات النظام تمكنت من استعادة مواقع خسرتها لمصلحة التنظيم الإرهابي إثر غارات التحالف الجوية، التي ارتفع عدد ضحاياها إلى 90 جندياً سورياً. 

يأتي ذلك، فيما اعتبرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري في حديث لوكالة فرانس برس، أن الغارات الأمريكية التي استهدفت مواقع الجيش في دير الزور كانت «مقصودة»، مشددة في الوقت ذاته على التزام النظام بالهدنة، في حين اعتبر مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن الضربات الجوية التي نفذها تحالف ضد الجيش السوري السبت لا يمكن أن تكون «خطأ تقنياً». 

وفي العراق، أكدت وزارة الخارجية في بيان أن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، أبلغ نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن العراق يرفض أي عملية عسكرية تركية داخل أراضيه على غرار سوريا. وبينما ذكر مصدر أمني أن ثلاثة جنود عراقيين قتلوا وأصيب رابع في قصف صاروخي لتنظيم «داعش» استهدف قاعدة القيارة الجوية جنوبي الموصل، بدأت أولى العائلات العراقية النازحة العودة إلى ديارها في الفلوجة. 

المصدر: الخليج